صاحب الجود والكرم
يحكى عن رجلا يعرف بالكرم والجود وكان هذا الرجل شخصا غنيا جدا وطيب وكريما يملك الكثير من الأغنام والأبقار والأبل والحرث والنسل يستحيل على اي عابر سبيل يمضي من ديار هذا الرجل ولا يقوم بضيافته وتزويده بالزاد والهدايا وكان عندما يقبل اليه عابرا او مسافرا يقوم الرجل بأجبارة على ان يأخذ ضيافته وكان يقوم بذبح افضل خروف ويتم ضيافته كما لو كان شخصا من أعز اصدقائه او من افراد عشيرته
وفي أحد الأيام ذهب صاحب الكرم والجود الى سوق تجاري حيث يأتي كل التجار من مختلف البلادان القريبه والبعيده ثم تقوم بشراء السلع بكمية كبيرة
ثم شاهد رجلا في منتصف العمر يتشاجر مع أحد التجار اقترب الرجل الكريم لكي يرى ما سبب الشجار فقال الرجل خيرا يا رجال لما هذي المشاجرة
فقال الرجل صاحب الرحالة لقد أتيت وفي حوزتي المال ولكن عندما وصلت الى هنا لم اجد المال يبدو سقطت دون أن أشعر ولكن التاجر لا يصدقني ولم يقبل ان يدينني البضاعة الى الرحلة القادمة ..
جهز رحاله ومضى ليلا وبعد رحلة طالت لثلاثة أيام دخل الى قرية فوجد مزرعة أغنام كبيرة جدا فطلب من أسرته ان ينتظرون حتى يعود لعله يأتي بشيئا يأكلونه
ثم طلب منهم ان يعطوه طعاما او حليبا لكي يسد به جوع أسرته
فقالوا لا يوجد معانا طعام هنا واما بالنسبة للحليب لا نستطيع ان نعطيك لأن كل هذي الأغنام والأبقار ليست ملكنا انها أمانة أبونا طلب مننا ان نعطيها لصاحبها المجهول الغير معروف وليس له وجود وقبل ۏفاته أوصانا ان نعطيها لرجلا يدعى صاحب الكرم والجود ومنذ هذاك اليوم حتى يومنا هذا ولم نجده ولم نعرف اين هو
اندهشوا ولم يصدقونه فقالوا أخبرنا ماذا فعلت مع والدنا منذ سنوات
فقص عليهم القصة وكيف قام بدفع المال بدلا عنه وأخبرهم بكل ما حصل ذلك اليوم
فرحوا وقالوا له لقد ترك والدنا من كل نوع خمسة أزواج وطلب مننا ان نرعاها ومن يومها والمواشي تتكاثر بشدة حتى صارت لا تحصى وكنا نخشى ان لا ننفذ وصية أبونا وكنا محتارون كيف سنجدك في يوما من الايام وها انت اليوم تقف أمامنا خذ أمانتك .وهذي الأرض لك ايضا بسبب كرمك وبمافعلته مع ابونا
عاد صاحب الكرم والجود الى أسرته وهو يبكي فقال لقد عاد ما فقدانا مضاعفا ثم اخذ اسرته وڼصب خيمة وعاش مع أسرته ولم يتخلى عن أسلوبه في الكرم والجود أبدا.