رواية أنا لها شمس بقلم روز أمين
ليستشيط داخلها من تصرفات ذاك الأرعن كان يهرول بمشيته كي يسبق خروجها ككل مرة زفر باستياء حين تذكر ليلة أول أمس وكم من المرات التي حاول بها الإتصال ليجيب عليه شقيقها الكبير وينثره بوابل من الشتائمليقرر الذهاب عصر اليوم الذي تلاه ليرى عينيها ويتمتع بالغوص داخل بحرهما ولسوء حظه وجد أيهم بالمنزل ليخبره بأن وجدي بصحبة والده بالارض وحينما سأله عن والدته أخبره أنها ذهبت لمنزل والدها لتقوم بزيارة جدته المسنة مما جعل الإحباط يتملك منه ليناوله علبة الحلوى التي جلبها وينسحب يجر أذيال خيبته بصمتوصل أخيرا لمطلع الكوبري وكاد أن يكمل بطريقه إلى أن رأها تخرج من الشارع العمومي المؤدي لمنزلها تسمر بأرضه وبات قلبه يدق بقوةمشاعر جديدة من نوعها تخترق جدران كيانه لتخبره بأنه لم يتذوق للعشق طعما وكل علاقاته كانت هراءا التمعت عينيه بوميض اللهفة والع شق وهو يتطلع لهيأتها بوله ولكن ليست كالماضيفالان قد اختلفت نظرته كليا بالماضي كان منبهرا بمظهرها وج. سدها الان ثوي أما الأن فيكفيه نظره من عينيها لتجلب السعادة لقلبه المتيموقف ينتظرها لتزفر هي حين لمحت وقوفه ببداية الطريق لتتحرك بوجهتها تتخطى وقوفه دون أن تنظر له مما جعله يبتسم ليقول بعدما تحرك بجانبها
الله يسلمك...قالتها باقتضاب وهي تسرع بخطاها لتبتعد عنه حتى وصلا لوجهتهما لتتوقف سيارة عابرة ولم يكن بها مقاعد خالية سوى المقعدان المجاوران للسائقأمسك باب السيارة كي لا يدع الفرصة لتقرب أحدا وأشار لها لتتنهد وتتحرك صوبه مجبرة كي لا تتأخر على موعد محاضرتهااستقل مقعده المجاور للسائق وأفسح لها لتجاوره الجلوس وتحرك السائق منطلقا بطريقهتحمحم ليقول بصوته المبحوح
تطلعت إليه ليسألها بفضول أثار حفيظتها
هو أنت كنتي معاها في بيت جدك
قطبت جبينها متعجبة حديث ذاك المتطفل الذي زاد من حشر أنفه بحياتهم على حين غرة لتسأله بعينين حادتين كالصقر
معلش يعني وإنت بتسأل ليهويهمك في إيه تعرف إذا كنت موجودة ولا لاء!
كنت عاوز أشوفك يا إيثار
نطقها هائما لتتسع بؤبؤ عينيها متعجبة جرأته بينما طالعها بنظرات تنطق عشقا قابلتها باستفهام لتقول بكثيرا من التعجب
هو أنت بتعمل كل ده ليه!
فجأة كدة افتكرت إن ليك صاحب إسمه وجدي ماشفتهوش من تلات سنين وقررت تزورهلا وكل اسبوع تزورنا ومعاك هدايا أشكال وألوانعاوز توصل لإيه بالظبط!
للقمر... نطقها هائما لتقطب جبينها تناظره بتيهة ليكمل بنبرة خرجت منه هائمة رغما عنه
عاوز أوصل لك يا إيثار
ناظرته بإستفهام لتقول
ليجيبها بوضوح
أنا عاوز أتجوزك
اتسعت عينيها بذهول لتنطق بصوت مضطرب حاولت أن تتحكم فيه قدر الإمكان
تتجوزني! بس أحنا منعرفش بعض كفاية علشان تطلب مني نتجوز!
أخذ ينظر لوجهها بتمعن وابتسامة أمل ط
أنا بقيت مچنون بحبك يا إيثار
واستطرد متعهدا بعينين متأملتين
وافقي وأنا أوعدك إني هخليك أسعد إنسانة في الدنيا كلها مش هخلي نفسك في أي حاجةقبل ما تحلمي بالحاجة هتكون تحت رجليكيأنا نفسي هكون بين اديكي
قولتي إيه
قطع شرودها لتجيبه باقتضاب
هو الكلام ده ينفع يترد عليه هنا بردوا
اشتدت سعادته فرحا لكلماتها التى رفعت قلبه إلى عنان السماء ليشعر بروحه هائمة بسماءها وقد جددت كلماتها الأمل بداخله ليقول بنبرة حماسية
خلاص أنا هفاتح أبويا النهاردة وأخليه يطلب لي إيدك من عمي غانم
هتفت متعجلة لتقول بتردد ظهر بعينيها
اديني وقت أفكر في الموضوع قبل ما تاخد أي خطوة جدية.
اجابها بقلب عاشق
أنا تحت أمرك في أي حاجة هتريحك خدي وقتك وأنا متأكد إني لما أشوفك الإسبوع الجاي هسمع أخبار حلوة
سحبت عنه نظرها بخجل بعد أن قررت بسريرتها أن تعطي حالها فرصة للتفكير بأمره فهو بالنهاية يبدوا شابا مناسبا إلى حد ما لذا ستفكر في الأمر بجدية.
بعد مرور ثلاثة أيام عادت إيثار إلى منزل أبيها فقد أخذت إجازة إلى أخر الإسبوع بمناسبة أعياد خاصة بالدولةكانت تجلس بداخل حجرتها بصحبة صديقتها سمية التي جحظت عينيها لتهتف بقلب يمتلؤ