في قبضة الاقدار بقلم نورهان العشري
المحتويات
ممزوج بۏجع
تقومي ټحرقي قلبي علي بنتي !
ألقت أمينه نظرة معتذرة علي سما التي كان حلا و قالت بصوت قوي
سما لسه صغيرة و العمر قدامها و بكرة ربنا يبعتلها إبن الحلال إلي ينسيها حازم . بس أنا قلبي هيفضل محروق العمر كله يا همت !
حين أنهت حديثها تفاجئوا بسما التي هرولت إلي الأعلي و صوت بكائها يفتك بالقلوب و لكن ما باليد حيلة فقد وضعهم القدر في مأزق لا يمكن الفرار منه حتي و إن كان بداخلهم ممتنين لإرادة الله التي بعثت نور من جوف العتمه التي خيمت علي حياتهم منذ فراق حازم بذلك الطفل الذي أحيا الامل بقلب والدته و جعلها تستطيع الوقوف علي قدميها من جديد .
أنا مش قادرة أصدق إلي بسمعه معقول يا أبيه الكلام دا أنا مش مصدقه البنت دي . و حازم عمره ما حب حد غير سما .
نظر سالم في ساعته و قال بصرامه متجاهلا ثورتها
يالا عشان تروحي جامعتك . السواق بره هيوصلك !
عودة للوقت الحالي
زفرت حلا بحدة و قطراتها تتساقط علي وجنتيها غافله عن تلك العينان التي كانت تراقب أنفعالها و حزنها الفاتن بإعجاب خفي فقد كانت أول مرة يراها بالجامعه و لا يعرف هويتها و لكن ما لفت أنتباهه إليها هي تلك التعابير المتغيرة علي ملامحها و التي كان يتسيدها الحزن العميق فخطړ سؤال علي ذهنه
أقترب منها شيئا فشيئا ليطالعها عن قرب أكثر لم يكن ينوي التحدث معها و لكن شعر فجأة بأن عليه الإقتراب منها و ما أن أصبح بجوارها حتي وجد عيناها تغلق و قدماها تتراخي و كادت أن تسقط علي الأرض و لكن يداه كانت أقرب إليها فحملها بلهفه واضعا يدا تحت ركبتها و الآخري خلف ظهرها و توجه بها إلي مكتبه وسط همهمات من الشباب و الفتيات حوله و قام بإدخالها غرفته و وضعها علي المقعد المقابل لمكتبه و خلفه إحدي العاملات التي جلبت حقيبتها و وضعتها علي المكتب أمامه فأمرها بإحضار كوب مياه لإفاقتها و نظر إلي العامله الآخري و قال مستفهما
أجابته نافيه
لا معرفهاش
فنظر للآخري و التي أجابت نفس إجابتها فنظر حوله لتقع عيناه علي حقيبتها و قال لإحداهن
أفتحي شنطتها و طلعي بطاقتها نكلم أهلها ييجوا يشوفوا بنتهم .
ظهرت إمارات الخۏف علي العامله و تراجعت للخلف فقال بإندهاش
إيه في إيه مالك
العامله برجاء
ناظرها بزهول قائلا
إيه الجنان دا أنا إلي
بقولك أفتحي شنطتها و طلعي بطاقتها
العامله برجاء
سايقه عليك النبي بلاش.
زفر بحنق و نظر إلي العامله الآخري التي تحاول إفاقتها فتراجعت للخلف پذعر فتقدم مستسلما يفتح الحقيبه و لم يلاحظ تلك التي إستعادت وعيها ببطئ فكان أول ما وقعت عيناها عليه هو ذلك الرجل الضخم يفتش في حقيبتها فصړخت پذعر قائله
أثناء الطريق توقف السائق أمام إحدي محطات الوقود و ترجل منها بعد أن استأذنهم و غاب لبعض الوقت ثم عاد حاملا أكياس كثيرة بها شتي أنواع الحلوي و العصائر و المياة و ناولها لهم في الخلف فشعرت فرح بالخجل
و أوشكت علي إخراج النقود من حقيبتها فأتاه صوته معاتبا
بتعملي
إيه يا بنتي ! أنتوا زي ولادي. و بعدين حازم الله يرحمه أنا إلي كنت مربيه .
شعرت الفتاتان بالخجل من كرم ذلك العجوز اللطيف و شكرته فرح بلطف فنظر إلي
جنة قائلا بحنو
لو حابه تقريله الفاتحه المقاپر علي أول البلد هنا
شعرت بخفقه قويه داخل قلبها و تدفق الدمع بمقلتيها فهزت رأسها بموافقه و يدها ن بطنها المسطحه فهي للآن لا تصدق بأنه قد ټوفي .
توقفت السيارة أمام مقاپر العائله و ترجلت منها جنة و بجانبها فرح التي توقفت عندما قالت شقيقتها برجاء
خليكي يا فرح . محتاجه أكون لوحدي ... معاه !
قالت كلمتها الأخيرة بضعف فتفهمت شقيقتها وضعها و تركتها بعد أن ارشدها السائق إلي مكان القپر فإرتعش سائر جسدها حين شاهدت إسمه المدون فوق تلك اللوحة الرخاميه التي إمتدت أصابعها تلامسها برفق و كأنها تلامسه و تساقط الدمع أنهارا يحفر وديان من الحزن فوق وجنتيها الشاحبه و لدقيقه لم تستطع الحديث بل أخذت تبكي و تبكي و كأنها تحاول ذرف ۏجعها بدلا من دموع بائسه لم تستطع التخفيف من حزنها أبدا ..
يااااه يا حازم .
متابعة القراءة