ادم

موقع أيام نيوز

آدم للعميد متجاهلا عبد العزيز 
أنا يا فندم كنت هاجى لحضرتك عشان أأقدم على أجازة بعد ما تنتهى السنة الدراسة دى
ثم نظر الى عبد العزيز قائلا 
هسيب القاهرة كلها
قال عبد العزيز بخنق 
يكون أحسن برده
قال العميد 
ياريت نحل الموضوع ودى ومفيش داعى الموضوع يكبر .. ايه رأيك يا أستاذ عبد العزيز
قال عبد العزيز يحزم أن يغادر 
أنا هشتكى للى خلقه .. هو قادر ينتقم منه ويجبلى حق بنتى .. مش هقول الا حسبي الله ونعم الوكيل .. بنتى من يوم اللى حصل وهى مفتحتش بقها بكلمة .. بس ربنا قادر ينصر المظلوم وينتقم من الظالم
غادر عبد العزيز ليترك آدم غارقا فى بحور الندم والألم
عادت إيمان من الخارج بصحبة والدتها وهى تهتف
كان حتت يوم .. رجلى خلاص مش قادرة أمشى عليها
قالت أمها 
هو انتى فاكرة شوار العروسة بالساهل ده هم ما يتلم
ضحكت إيمان قائلا 
لا ده أنا لو فضلت كل يوم أخرج بالشكل ده على الفرح هكون اختفيت
قالت أمها 
أهو أحسن من شوربة الكرنب اللى قارفه نفسك بيها ليل نهار
قالت إيمان بمرح 
لا خلاص كرنب ايه ده المشى اللى مشيته النهاردة يعادل حلتين تلاته أربعه .. أنا هبطل كرنب وهركز فى موضوع الشوار ده دخل مزاجى
هتفت أمها قائله 
آه ياختى هو انتى دافعه حاجة من جيبك
ضحكت إيمان وهى تعانقها قائله 
ربنا يخليكي لينا يا ست الكل يا منورة حياتنا وميحرمناش منك أبدا
توقفا عن الحديث بعدما خرج على من غرفته لينظر اليهما نظرة تردد وحيرة وأسى .. قالت أمه 
انت مروحتش الشغل يا على 
تنهد قائلا 
لا روحت وجيت يا ماما
قالت إيمان بمرح 
ايه مالك شايل طاجن ستك كده ليه 
قال على بضيق 
عريس إيمان اتصل بيا من شوية
قالت إيمان بلهفه 
خير قالك ايه 
صمت على قليلا وهو ينظر الى أخته يشفق على ما ستسمعه .. ثم قال بصوت خاڤت 
قال كل شئ نصيب
اختفت ابتسامة إيمان وهى تنظر الى أخيها فى حيرة .. ضړبت أمها بيدها على صدرها قائله 
ايه .. يعني ايه .. وهو وكان لعب عيال
قال على يهدوء 
قال انه مش مرتاح وكل شئ نصيب
تجمعت العبرات فى عيني إيمان وقالت بصوت مرتجف 
بس هو كان موافق .. ايه اللى حصل 
قال على وهو يرمقها بعطف 
معرفش يا إيمان مقالش غير كده
ثم قال 
بصى يا إيمان مش انتى صليتي استخاره .. يبأه ده نتيجة صلاتك وأكيد ربنا اختارلك الخير ليكي
هتفت إيمان پغضب وحرقه 
حرام والله العظيم حرام
لم تقف إيمان لتسمع المزيد من كلمات المواساة بل توجهت مسرعة الى غرفتها وأغلقتها عليها وألقت بنفسها فوق ها لتعود وسادتها تتبلل بدموعها من جديد
بدأت الامتحانات سريعا ودخل الطلاب فى دوامتها التى تشقلب كيانهم رأسا على عقب .. كان فى ذلك أثر كبير فى أن تنخرط آيات فى شئ ينسيها ولو لبعض الوقت التفكير فى حزنها .. كان امتحان مادة إدارة الأعمال هى المادة الأخيرة فى الجدول .. قامت آيات بقصها من الجدول أن تعلقه على باب غرفتها .. حتى كتاب المادة وأوراقها أخفتهم فى مكان لا تقع عيناها عليهم .. حاولت أن تتناسى حزنها وكربها وساعدها على ذلك والدها ووجود أسماء بالقرب منها .. كل يوم تقترب فيه من آخر مادة كان يدب الخۏف فى أوصالها والألم فى قلبها .. حتى أتى اليوم الموعود .. ليلة الإمتحان .. كانت تضع الكتاب أمامها لا تجرؤ حتى على لمسه .. كانت تنظر اليه بتقزز شديد وهى تشعر وكأن هذا الكتاب جزء منه .. جزء من آدم .. حاولت التركيز فى مذاكرة تلك المادة التى كانت تحفظها عن ظهر قلب لكنها وجدت أن عقلها صفحة بيضاء وكأنها تقرأ تلك المادة للمرة الأولى .. فى صبيحة يوم الإمتحان .. ارتدت آيات أول ما وقع تحت يدها من دولابها .. ودون أى زينه كمان هى عادتها فى الأيام الماضية نزلت الى الأسفل ليستها والدها مبتسما مشجعا .. كان عبد العزيز يقوم بتوصيلها الى الكلية فى كل امتحان ويجلس فى كافيتيريا الكلية حتى تنتهى من آداء امتحانها ويرجعها الى البيت .. كان يخشى عليها بشدة أن تقابل آدم .. أو يحاول مضايقتها .. دعى الله كثيرا فى هذا اليوم أن يمر الإمتحان الأخير دون مشاكل .. وقف ونظر اليها بحنان قائلا 
جاهزة يا حبيبتى
أومأت برأسها .. سارا معا الى السيارة وانطلق بهما السائق الى الجامعة .
جلست آيات فى المدرج تنتظر ورقة الأسئلة وقلبها يخفق پعنف .. تمنت ألا تراه .. تمنت أن يمضى اليوم بسلام حتى تغادر تلك الجامعة بغير رجعه .. التفتت حولها لتنظر الى أسماء التى ابتسمت لها فبادلتها آيات بإبتسامه هشة ضعيفة .. حانت اللحظة وتم توزيع ورقة الأسئلة .. فتحت آيات ورقة الإجابة وكتبت السؤال الأول .. نعم هذا السؤال تعرفه جيدا .. رأته كثيرا وحفظته عن ظهر قلب فى بداية العام الدراسى .. لكن الآن .. شعرت بأن الكلمات تهرب منها .. وكأنها ترى السؤال لأول مرة .. تعرف السؤال .. وتعرف الإجابة .. لكن أصابعها تأبى أن تكتبها .. حاولت ارغام عقلها على التركيز دون جدوى .. ذكرها هذا السؤال بيوم ألقى آدم تلك المحاضرة .. تذكرت كيف كانت تنظر اليه وقتها بحب ولهفة .. تذكرت الامتحان المفاجئ الذى كانت تعلم بأمره .. تذكرت يوم أن علمت بأنه يرغب فى التقدم لها وخطبتها .. تذكرت يوم خطبتها .. تذكرت يوم مرضه وقلقها وخۏفها عليه .. تذكرت يوم شراء الشبكة .. تذكرت يوم كتب كتابها ومدى سعادتها وهى تنظر الى المرآة .. حاولت ارغام عقلها عن التوقف فى الاسترسال فى تلك الذكريات التى أصبحت تؤلمها أشد ايلام .. لكن عقلها آبى .. أسندت رأسها بيديها تحاول أن تصب تركيزها على ورقة الأسئلة دون سواها .. لكن قلبها خفق بقوة حتى كاد أن ينخلع من مكانه عندما دخل آدم المدرج وقال 
أخبار الامتحان ايه يا شباب 
لم ترفع رأسها .. لم تحاول النظر اليه .. صوته جعلها تشعر بالخۏف .. بالړعب .. بالفزع .. لا تدرى مما هى خائڤة .. فقط تشعر بقلبها يخفق پجنون .. ولا تتنمى سوى رحيله عن المدرج .. وتركها بسلام .. بحثت عيناه عنها .. إلى أن رآها .. كانت ټدفن وجهها فى ورقتها دون أن ترفعه لتنظر اليه .. اقترب من أحد الطلبة وهو مازال ينظر اليها .. قال للطالب 
أخبار الامتحان ايه 
قال الطلاب بحماس 
سهل جدا يا دكتور .. ده أسهل امتحان مر علينا
قال طالب آخر 
أول مرة تحط امتحان سهل كده يا دكتور .. أكيد كلنا هننجح فيه
تقدم آدم تجاهها وتظاهر بفحص ورقة احدى الطالبات التى ابتسمت وهى تقول 
شكل الدفعة كلها هتجيب امتياز يا دكتور
لم يعبأ آدم بكلامها .. فتركيزه كله ينصب على آيات التى لم ترفع عينيها اليه حتى الآن .. ترك الطالبه وتقدم أكثر بإتجاه آيات .. شعرت بأن الډماء هربت من وجهها .. رأته بطرف عينها واقف بجوارها .. شعرت بالإختناق وكأنه يسحب الأكسجين الذى تتنفسه .. اقترب أكثر فأحطات جسدها بذراعيها وكأنها تحمى نفسها منه .. امتقع وجه آدم وهو ينظر اليها ويقول .. يالله كم ذبلت .. تلك الوردة اليافعه ذبلت للغاية .. أين تلك الابتسامة العذبة التى كانت تزين محياها .. أين تلك العينان اللاتان كانتا تلمعان فى مرح .. أين هى تلك الفتاة التى تشع بهجة وسرور .. أتته الإجابة من داخله .. لقد قټلتها يا آدم .. قټلتها .. شعر پألم حاد فى قلبه .. و بأسى ظهر جليا على وجهه .. امتدت يده ليتفحص ورقة اجابتها .. لا شئ . .لم تكتب أى شئ .. شعرت بأن قربه منها يعذبها .. يجدد آلامها وأحزانها التى لم تشفى منها بعد .. أخذت تصرخ بكل كيانها .. ارحل .. ارحل عنى لا تقترب منى .. لا أريد أن أراك .. لا أريد أن أسمعك .. لا أريد أن اشعر بك .. وجودك يمزقنى ويذكرنى كم كنت ساذجة .. كم كنت أضحوكة .. كم كنت لعبة بين يديك .. تجمعت العبرات فى عينيها مھددة بالسقوط .. مھددة بڤضحها أمام عيناه .. حاولت منعها بقوة من السقوط لكنها فشلت .. وانهمرت عبراتها أمام عيناه .. نظر اليها آدم يراقب تعبيرات وجهها المټألم .. وتلك اللئالئ التى تتساقط من عينيها وتحاول محوها بسرعة .. قال هامسا 
أخبار الإمتحان ايه 
لم تشعر بنفسها الا وهى ترفع يديها لتغطى أذنها .. يالله لكم أصبحت تكره صوته .. أصبحت تشعر بصوته وكأنه خناجر تمزق أذنيها .. أحكمت وضع يديها على أذنيها حتى لا تسمعه أبدا .. نظر اليها آدم پألم .. ثم .. ولدهشتها وجدته يأخذ قلمها من بين أصابعها .. تركته فورا حتى لا تتلامس أيديهما .. أخذ القلم وفتح ورقة اجابتها ودون

أن ينتبه أحد وضع علامة مميزة بداخل الورقة .. نظرت الى العلامة التى صنعها بدهشة .. ماذا يفعل .. أيحاول الاڼتقام منها .. أيحاول ايهام المراقبين بأنها من صنع تلك العلامة .. أيحاول أن يضعها فى مأذق .. رفعت رأسها تنظر اليه .. فتلاقت نظراتهما .. تلك العينان الزرقاوان كم عشقتهما من .. كم تمنت ألا تفارقهما ابدا .. كم سبحت فى بحارهما .. أما الآن فلا تشعرانها تلك العينان إلا بالألم .. والنفور .. والڠضب .. نظر آدم اليها .. كم تبدوء بريئة .. ضعيفة .. حزينه .. تمنى أن يزيل تلك النظرة عن عينيها .. وتلك العبرات من وجهها .. ليرى آيات التى يعرفها .. التى تنظر اليه بحب وشوق ... أخذ يهتف بداخله .. ماذا أفعل لتسامحيني .. ماذا أفعل لأنال ثقتك من جديد .. ماذا أفعل حتى تتوقفى عن طعنى بتلك النظرات المعاتبة الغاضبة .. التى تشعرنى بمدى سوئى وحقارتى .. أبعدت عينيها عنه .. وقد اكتفت بما حصلت عليه من ألم .. من عينيه التى أصبحت مصدر ألمها وشقائها .. آلمه بعدها ونفورها .. لكنه يعلم جيدا بأنه يستحق ذلك .. الټفت ليغادر فى صمت
انتهت آيات من آداء الامتحان الذى لم تكتب فيه الا بضع كلمات لن تعطيها درجة النجاح بأى حال من الأحوال وقفت خارج المدرج تبكى فى احدى الزوايا .. خرجت أسماء وقالت لها بلهفه 
فى ايه يا آيات 
كتبت آيات فى دفترها 
محلتش حاجه
عانقتها أسماء تحاول تهدئتها وهى تقول 
خلاص يا حبيبتى ولا يهمك .. مش مهم
ثم نظرت اليها قائله 
طيب تعالى نشوف امتحان الشفوى
كتبت
تم نسخ الرابط