ادم
المحتويات
حسيت انى بدأت أتغير من جوايا
نظرت اليها آيات وقالت بحماس مبتسمة
أنا كمان ان شاء الله هصلى قيام من بكرة
من بكرة ليه متخليش الشيطان يعطلك .. اتوضى وصلى دلوقتى لسه شوية على الفجر
توجهت آيات على الفور الى الحمام وتوضأت .. فرشت سجادة الصلاة فى غرفتها وأمسكت مصحفها .. شعرت پسكينة وراحة وفرحة لا تدرى سببها وهى تبدأ فى صلاتها .. وقفت تقرأ طويلا الى أن بدأت تشعر بتعب فى قدميها .. مر على خاطرها كلام إيمان عن تورم قدم النبي صلى الله عليه وسلم الشريفتين .. فشعرت بسعادة فى قلبها .. شعرت بلذة هذا الألم .. وخشع قلبها أكثر .. قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله أصل الخشوع لين القلب ورقته وسكونه وخضوعه وانكساره وحرقتهفإذا خشع القلب تبعه خشوع جميع الجوارح والأعضاءلأنها تابعة له .. انتهت من القيام لتخر ساجدة .. دعت الله كثيرا فى سجودها .. شعرت ولأول مرة بلذة الطاعة .. صلت طوال عمرها .. لكنها لم تشعر من بأن للصلاة لذة لا يشعر بها الا من خشع قلبه وتعاظم اسم الله فى داخله .. لا يشعر بها الا من فصل مشاعره وحواسه عن العالم من حوله .. ودخل الصلاة مستشعرا كل حركة .. وأنه الآن واقف بين يدى الله .. ينظر اليه .. ويسمعه .. بل ويشاركه صلاته ! .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صليتم فلا تتلفتوا فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده في الصلاة ما لم يلتفت .. وقال صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل فإذا قال الحمد لله رب العالمين قال الله حمدني عبدي فإذا قال الرحمن الرحيم قال الله أثنى علي عبدي فإذا قال مالك يوم الدين قال الله مجدني عبدي فإذا قال إياك نعبد وإياك نستعين قال هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل فإذا قال إهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال الله هذا لعبدي ولعبدي ما سأل
فى الصباح .. توجه زياد الى مكتب آدم قائلا
رد آدم التحية وهو يضع بعض الأغراض فى حقيبة .. نظر اليه زياد بإستغراب وقال
بتعمل ايه
أطرق آدم قليلا ثم نظر الى زياد وقال بحزم
أنا خلاص يا زياد هسيب القرية دى .. أنا خلاص خدت قرارى ومش هرجع فيه
أومأ زياد برأسه وبدا غير مندهش .. وهذا ما أصاب آدم بالدهشة فقال
شكلك مش مستغرب يعني .. مع انى متكلمتش معاك فى الموضوع ده .. ولا قولتلك انى ناوى أسيب الشغل فى القرية
أيوة متكلمتش بس أنا كنت حاسس انك هتعمل كده .. من يوم ما شكرى عرف بموضوع الخمړة واتكلم وزعق وأنا عارف انها كده قفلت وانكوا مش هتتفقوا مع بعض
قال آدم بضيق
مش بس الخمړة .. رفض موضوع صالة الألعاب وأصر على الملهى .. ده غير القماړ اللى بيحصل عيني عينك .. ده غير المناظر المقرفة كل شوية الواحد يتكعبل فيها .. حاولت أقنعه ومفيش فايدة .. وأنا خلاص مش عايز أعد فى الأرف ده كفاية بأه
وانت ناوى على ايه
أصلا يا آدم انا مكنتش مرتاح من البداية .. بس كنت محتاج اللى يشجعنى عشان آخد الخطوة دى .. وبقالى فترة عارف انك هتعمل كده
ثم قال
طبعا رأيي من رأيك نبعد أحسن عن الأرف ده .. كفاية الاحساس بالذنب اللى كان خانق الواحد وهو حاسس انه بيعمل حاجة غلط
قال آدم مبتسما
هتفزياد بحنق
تبقى تنفعه بأه خلي شكرى يشبع بيها وبالأرف اللى فيها
ثم قال
طيب وناوى تعمل ايه .. هترجع للجامعة تانى
قال آدم بحيرة وهو يكمل جمع أغراضه
مش عارف .. لسه مقررتش
ثم نظر اليه قائلا
وانت ناوى تعمل ايه
قال زياد بمرح
ابتسم آدم فأكمل زياد
هترجع القاهرة
أيوة .. بس مش هرجع الجامعة دلوقتى .. عايز أصفى ذهنى من كل حاجة .. محتاج أبعد عن كل حاجة فترة لحد ما أقرر أنا عايز أعمل ايه
أجازة مفتوحة يعني
أيوة بالظبط كده
طيب قشطة أنا كمان هستجم .. الواحد اطحن الفترة اللى فاتت فى القرية دى
ثم نظر الى آدم مستفهما
صحيح ايه أخبار القرية الجديدة
مش عارف .. كل اللى أعرفه ان الافتتاح بتاعهم كمان يومين
قال آدم بدهشة
ايه ده بالسرعة دى
يا ابنى ما أنا قايلك من أول يوم وهما شغالين الله ينور .. وكمان اللى سمعته انهم عملين نظام جديد خالص .. سمعت انهم فصلين بين الرجالة الستات فى القرية وحطين قوانين فى اللبس
قوانين فى اللبس ازاى يعنى
معرفش التفاصيل أنا مبقتش بتابع من يوم ما حست اننا خلاص أيامنا معدودة فى القرية دى
قال آدم وهو يفكر
شوقتنى أشوف القرية دى .. متيجى نروح الافتتاح بتاعهم
قال زياد بلا مبالاة
خلاص تعالى نروح
قال آدم بحماس
ماشى يبأه نحضر الافتتاح ونسافر على طول
صمت آدم وهو يفكر فيما قاله زياد عن الأنظمة والقوانين الجديدة التى لم يسمع بها من والتى وضعها أصحاب القرية الجديدة .. شعر بفضول كبير لمعرفة تلك القوانين تفصيليا والى رؤية سير العمل فى تلك القرية
اجتمع كريم و على و آيات و إيمان و أسماء معا فى مكتب كريم .. التف الجميع حول الطاولة .. ترأس كريم الإجتماع وتحدث قائلا
عايزين نحدد شغل كل واحدة فيكوا فى القرية
نظر الى آيات قائلا
بالنسبة ليكى يا آيات هتكونى حلقة الوصل بيني وبين كل البنات اللى بتشتغل فى القرية يعنى انتى اللى هتتعاملى معاهم تعامل مباشرة مشاكلهم اقتراحاتهم كل حاجة خاصة بيهم هتكون معاكى انتى .. بالإضافة لمتابعتك لسير عملهم .. عارف انها شغلانه صعبة بس انتى أدها وكمان انتى الوحيدة اللى شايف انها تقدر تقوم بالهمة دى لان مش هيكون بيني وبينك حرج من أعادنا مع بعض وكلامنا .. يعني انتى تعبرى نائبة ليا فى القرية ودراعى اليمين فى كل حاجة تتعلق بالبنات اللى شغالين فى القرية
ابتسمت آيات وقالت بحماس
تمام يا كريم
يعني مستعدة للموضوع ده
أيوة مستعدة
قال برضا
طيب تمام .. نيجي للآنسة أسماء
نظرت اليه أسماء فتحدث اليها واضعا عيناه فى الأوراق التى فى يده
حضرتك هتكونى مسؤلة عن أى مشكلة أو شكوى بتواجهها نزلاء القرية من السيدات .. طبعا لو كانت الشكاوى من أحد العاملات بالقرية هترجعى فيها ل آيات .. ولو كانت المشكلة متعلقة بعامل فى القرية هترجعى فيها ل على لانه هو كمان يعتبر نائب ليا بس مهمته هو كل العماله الرجال فى القرية .. هيكون مسؤل عنهم ومشرف عليهم بصفة مباشرة ... شايفه انك تقدرى على المهمة دى
قالت أسماء بتوتر
بصراحة انا خاېفة لانى أول مرة أشتغل
قال كريم وهو مازال يتطلع الى أوراقه
على فكرة الموضوع مش صعب والا مكنتش رشحتك ليه وانتى بدون خبره .. كل اللى مطلوب منه استقبال شكاوى النزلاء من السيدات وارائهم وإما انك توجهيها ل آيات أو ل على
صمتت قليلا ثم قال بحماس وهى تنظر اليه
خلاص
موافقة
شايفه نفسك تقدرى تسدى فى الشغلانه دى
أيوة ان شاء الله
تمام .. نيجى للآنسة إيمان
توترت إيمان وحانت منها التفاته الى على ثم نظرت الى يديها المتعرقتين من فركها اياهما بتوتر .. قال كريم
حضرتك هتشاركى فى الاشراف على صاله الألعاب الرياضية الخاصة بالسيدات
شعرت إيمان بالإحمرار يغزو وجنتيها .. وقع كلامه على مسامعها كإهانه لم تحتملها .. لماذا اختارها هى بالذات لهذه المهمة .. ألأنها .... ! .. شعرت بوخز الدموع فى عينيها .. لم تشعر بنفسها الا وهى تنهض لتغادر غرفة المكتب وسط أعين الجميع المندهشة .. أغلقت الباب خلفها لتنهمر دموعها كالمطر .. كتمت شهقاتها وتوجهت مسرعة الى المنزل .. ران الصمت على الجميع وعيونهم معلقة بالباب الذى خرجت منه إيمان .. الټفت كريم ل آيات قائلا وهو مقطب الجبين
هو أنا قولت حاجة غلط
قالت آيات بدهشة
لا .. أنا معرفش هى مشيت ليه
قال على وهو ينهض
طيب أنا هروح أشوفها مالها
قالت آيات وهى تسارع بالنهوض
لا خليك هى أكيد راحت الشقة أنا هروحلها
نهضت أسماء لتغادر بصحبة آيات .. فوجئت الاثنتان ب إيمان الباكية فى غرفتها .. قالت لها آيات بلهفة وهى تجلس بجوارها على ال
إيمان مالك فى ايه
صاحت إيمان بحدة
أخوكى بيهزأنى يا آيات
نظرت اليها آيات بدهشة وهى تقول
ازاى يعني .. كريم ما قالش حاجة غلط ما احنا كنا أعدين وسامعين
قالت ودموعها مازالت تنهمر على وجهها
اشمعنى أنا اللى اختارنى عشان أشارك فى الاشراف على الجيم .. اشمعنى يعني المكان ده .. ليه محطنيش فى الاشراف على البسين .. أو أى مكان تانى فى القرية
ثم صاحت بصوت باكى
قصده يعني انه يقولى انى تخينه ومحتاجه أخس .. هو ماله ومالى أنا حره بأه أنا عجبنى نفسى كدة
انخرطت فى بكاء حار .. تبادلت آيات مع أسماء النظرات المندهشة .. اقتربت منها أسماء قائله
إيمان انا واثقه انه مكنش يقصد كده
قالت پغضب
انا أصلا غلطانه انى جيت .. لو كنت أعرف انى هتهزأ كده مكنتش جيت
قالت آيات بحزم
إيمان انتى مكبرة الموضوع
طبعا هتدافعى عنه ما هو أخوكى
لا مش بدافع عنه عشان أخويا بس أنا مش شايفه انه غلط لما حطك فى الاشراف على الجيم .. عادى يعني
قالت إيمان بصرامة وهى تكفكف دموعها بظهر يدها
لأ مش عادى .. هو قصده يهزأنى ويحرجنى .. مش عارفه ليه .. بس
متابعة القراءة