ادم
المحتويات
فيها بضعفك ادامى وبإن انتى الست وأنا الراجل .. مفيش مرة حسيت فيها انك بتحترميني وبتعملى اعتبار لكلامى
أخذ نفسا عميقا ثم قال
انتى اللى هديتي كل
حاجة بينا .. انتى اللى دمرتى حياتنا
قالت ببرود وقد عقدت ذراعيها أما صدرها
وانت العاقل الراسى المخلص اللى اتظلمت معايا فى الجوازه دى مش كده
صاح پحده
دمعت عيناها وأجهشت فى البكاء وانتفض جسدها وهى تقول
وحشتنى أوى .. مش عارفه عامله ايه دلوقتى .. يا ترى عايشة ولا مېته .. ولو عايشة عايشة ازاى وفين . .قلبى واجعنى عليها أوى
تشنجت بالبكاء .. فتنهد مدحت بأسى وهو يقول مټألما
نظرت ايله ترجوه قائلا
عشان خاطرى يا مدحت لاقيها .. نفسى ترجع بأه .. نفسى أطمن عليها .. عمرى ما هسامح نفسى على اللى حصل .. انا مكنتش متوقعة الأمور هتوصل للدرجة دى .. أنا افتكرتها هتروح لصحبتها
أجهشت مرة أخرى فى البكاء وهى تصيح
عايزة بنتى .. عايزة أسماء يا مدحت هاتهالى
ان شاء الله هنلاقيها .. بكرة هنزل تانى أدور عليها فى المستشفيات و فى الاقسام وفى محطات الأتوبيس .. ان شاء الله هلاقيها
نظرت اليه وأومأت برأسها وهى تحاول التشبث بأى أمل .. فى أنها سترى ابنتها مرة أخرى
است كل من على وإيمان والديهما بالترحاب وبالأعناق والعبرات .. هتفت أمهما وهى تعانق إيمان بشدة
تساقطت العبرات فوق وجنتيها فقال لها زوجها
ايه يا أم إيمان .. ما العيال كويسين أهو لزمته ايه العياط دلوقتى
ربت على على كتفها قائلا وهو ي جبينها
خلاص يا ماما بأه
قالت بصوت باكى وهى تنظر اليهما
وحشتونى أعمل ايه
ابتسمت إيمان وهى تعانقها مرة أخرى قائله
وانتى كمان وحشتيني أوى يا ماما
حمدالله على السلامة
اقترب منه على وقدمه الى والديه قائلا بسعادة
ده الأستاذ كريم مدير القرية
سلم والده عليه وقال
أهلا بيك يا ابنى
مدت والدة إيمان يدها وهى تقول
ازيك يا ابنى
الحمد لله بخير .. منورين العين السخنة
قالت أم إيمان مبتسمة
ده نورك يا ابنى
حمل على حقيبتهما وصعد بها الى شقة والديه والتى كانت فى الطابق الذى يعلوا طابقهم .. دخل الجميع الى الشقة بعدما استأذن منهم كريم للإنصراف .. قالت والدة إيمان ل على
الجدع ده باين عليه ابن حلال
قال على بحماس
أوى يا ماما بجد راجل محترم جدا
سألته أمه بفضول ولهفة
هو متجوز
لا يا ماما مش متجوز
ابتسمت والدته قائله بلهجة ذات مغزى وقد لمعت عيناها
ربنا يرزقه ببنت الحلال
ثم حانت منها التفاته الى إيمان التى تظاهرت بأنها لم ترها ..
وقفت أسماء تراقب على الذى كان يعطى تعليماته لبعض العاملين بالقرية .. كانت تراقبه كمن يراقب شئ غريب يكتشفه لأول مرة .. شئ يشدها ويجذبها .. كلامه غريب عجيب .. لكنه يخترق عقلها .. ويطيب له قلبها .. رقابت احدى الفتيات وهى م نحوه .. يبدو أنها تشتكيه من شئ ما .. أطرق برأسه واستمع شكواها ثم أجابها ببضع كلمات وانصرفت .. الټفت لينصرف فحانت منه التفاته اليها .. رآها وهى واقفة هناك على بضع أمتار تحت الظل توجه أنظارها اليه .. رأته ينظر اليها .. فشعرت بالخجل والتفتت لتغادر المكان !
تلقت إيمان اتصالا من والدتها تقول لها
إيمان عايزاكى شوية تعالى
أنا فى الشغل يا ماما
لا سيبى الشغل دلوقتى وتعالى
قالت إيمان بقلق
خير يا ماما فى حاجة
أيوة بعمل محشى وبط وعايزاكى تساعديني
هتفت إيمان بغيظ
محشى وبط ايه يا ماما دلوقتى بقولك عندى شغل
طيب خلصى بسة وتعالى .. سلام
بعد عدة ساعات أنهت إيمان عملها وتوجهت الى البناية التى تقسم فيها .. وقفت أمام البناية المغلقة وهى تبحث عن مفتاحها فى حقيبتها فلم تجده .. يبدو أنها نسته فى الحقيبة الأخرى عندما بدلتهما هذا الصباح .. كادت أن تعيد أدراجها عندما وجدة كريم ما فى اتجاه البناية .. اضطربت كعادتها عندما تراه ووقفت فى جانبا .. أخرج مفاتيحه وفتح البوابة ثم رجع خطوتين للخلف وأشار لها بالدخول قائلا
اتفضلى
ودون أن تنظر اليه دخلت وصعدت الدرجات بسرعة وسمعته يغلق البوابة خلفها .. صعدت الى الدور العلوى حيث شقة والدتها .. أمضت إيمان الساعات فى اعداد الطعام وهى تهتف بحنق
ماما انتى عازمة جيش .. ايه الأكل ده كله
قالت والدتها بحزم
احشى وانتى ساكتة
اكملت إيمان عملها الدؤب وبعدما انتهت .. من عملها ومن طاقتها ! .. جاءت مهمة تسوية الطعام التى استغرقت وقتا حتى شعرت إيمان أن قدميها وظهرها ېصرخان ألما .. رات أمها تعد صنية كبيرة محملة بالطعام .. فنظرت اليها إيمان بإستغراب قائله
لمين ده
قالت أمها وهى تكمل مهمتها فى اعداد الصنية
شششششش
حملت أمها الصنية وتوجهت الى الباب قائله
افتحى الباب
فعلت إيمان وهى مازالت تشعر بالدهشة .. هبطت والدتها الدرجات .. لم تغلق إيمان الباب بل ظلت مكانها تسمع صوت أقدام أمها على الأرض ثم صوت جرس .. و ..
ازيك يا أستاذ كريم
فتحت إيمان فاها فى دهشة واتسعت عيناها وأطرقت السمع
ابتسم كريم قائلا
الحمد لله .. ازى حضرتك يارب تكون القرية عجبتكم
سمعت أمها تقول بحماس
دى زى الفل .. الهى يباركلك يارب.. ده أنا سمعه عنك سمع خير .. على و إيمان ملهمش سيرة غير عنك
ضړبت إيمان كفها بوجنتها وهى تمتم بصوت خاڤت
هاااااار اسود
سمعت أمها تكمل بنفس الحماس
اتفضل يا أستاذ كريم دى حاجة بسيطة كدة مش أد المقام
تناول كريم منها الصنية بحرج وهو يقول مبتسما
تسلم ايدك بس مكنش فى داعى تتعبى نفسك وبعدين ده كتير أوى
قالت أمها بمرح
كتير ايه .. ده انتوا يا عيني شابين أعدين لوحدكوا فى الشقة لا فى واحدة تطبخ ولا تعملكوا حاجة .. الهى يرزقك انتى و على ابنى ببنتين طيبين زيكوا كده
ابتسم كريم قائلا
متشكر أوى .. ومعلش تعبينك معانا
قالت أمها بحماس
لا أبدا متقولش كده ده انت معزتك من معزة إيمان و على .. آه والله .. وبعدين أنا معملتش الأكل ده .. دى إيمان هى اللى أصرت تعمله بنفسها
ضړبت إيمان وجنتها مرة أخرى وهى تتمتم
بتعملى ايه يا وليه
أكملت والدة إيمان قائله بحماس
أصل إيمان بنتى من صغرها وهى ايدها معايا فى شغل البيت .. وما شاء الله عليها دلوقتى بتعمل الأكل أحسن منى كمان .. آه والله .. نفسها فى الأكل حلو أوى .. ما انت هتدوق وتبقى تقول رأيك بأه
تسلم ايدها
ضغطت إيمان على انسانها بشدة وهى تمتم بغيظ
حسبي الله ونعم الوكيل
قالت أمها أن تغادر
يلا بالهنا والشفا ولو احتجت حاجة أنا زى أمك بالظبط متتكسفش
ابتسم قائلا
متشكر أوى .. تسلمى
صعدت أمها لتفاجأ ب إيمان الواقفة على باب الشقة وتنظر اليها بغيظ . .ما كادت أمها تدخل وتغلق الباب حتى هتفت إيمان پغضب
ايه يا ماما جو أفلام الأيبض والاسود ده .. ايه اللى انتى عملتيه ده
قالت أمها ببرود
عملت ايه يعنى .. النبي وصانا على سابع جار وده مش جار بس ده صاحب الفضل عليكي وعلى على
قالت إيمان پحده
ماما انتى عارفه كويس أنا قصدى ايه .. انا فهماكى كويس
أشاحت أمها بيدها وهى تنصرف قائله
يختى اتنيلى على الله يجي بفايدة بس
تابعتها إيمان بعينيها وهى تشعر بالڠضب والغيظ
أغلقت آيات باب الشقة خلفها وهبطت الدرج وهى تشعر بالتوتر .. ظلت تذكر الله فى نفسها علها تهدئ من روعها .. خرجت من البناية لتجد كريم منتظرها فى سيارته .. وخلفه .. آدم فى سيارته .. أشاحت بوجهها حتى لا تقع عيناها عليه .. لكنه تابعها بعينيه وهى تلف حول السيارة لتركب بجوار كريم .. لاحت ابتسامه على وهو ينظر اليها .. ود لو تحدث معها .. لكنه يعلم بأن عليه أن ينتظر .. فمهمته ليست سهلة على الإطلاق !
انطلقوا فى طريقهم الى القاهرة .. قاموا بعدة خطوات وفى أكثر من مكان حتى يتم الغاء شهادة الۏفاة واثبات أنها مازالت على قيد الحياة .. فى منتصف النهار كان بلغ منهما التعب والجوع مبلغه فإقترح آدم الذهاب الى أحد المطاعم لتناول طعامهم .. جلس ثلاثتهم حول الطاولة .. كان بين آيات و آدم مقعد فارغ .. لكن فى المقابل كان فى مواجهتها تماما .. حاول آدم قدر استطاعته ألا ينظر اليها حتى لا يثير حنق كريم .. وضعت عينيها فى طبقها ولم ترفعهما قط حتى لا تصطدم لوجهه .. لكن رغما عنها تسرب صوته الذى طالما عشقته الى أذنيها .. ذكرها صوته بكل شئ .. بكل تفاصيل علاقتهما .. تذكرت أول مرة رأته فيها .. عندما كان سائق السيارة الأجرة يتشاجر معها .. تذكرت كيف رأته وقتها فارسها وهو واقف بجوارها يدافع عنها ويحميها من بطش الرجل بها .. تذكرت كيف كنت تنتظر مواعيد محاضراته بفارغ الصبر .. وكيف كانت تنظر اليه هائمة سابحة فى أحلامها .. وتذكرت كيف ټحطم ذلك الحلم الجمسل لتستيقظ على واقع مفزع .. قفزت كل الذكريات الى عقلها فجأة .. خداعه .. كذبه .. بوسى .. الفيديو .. اعترافه بخطبته لابنة عمها .. استغلاله اياها .. لم تتحمل كل تلك الذكريات التى أخذت تظهر أمامها فى اصرار رافضة أن تختفى من عقلها
سقطت منها الملعقة بعدما ارتعشت يدها بتوتر .. الټفت آدم و كريم اليها بعدما قطعا حديثهما .. نظرت الى كريم بتوتر قائله بصوت مضطرب
ثوانى وراجعه
نهضت وغادرت بسرعة وكأن وحشا يطاردها .. قطب آدم جبينه وهو يشعر أنه سبب ذلك الإضطراب الذى أصابها .. ألهذه الدرجة لم تعد تطيق رؤيته !
عادت
متابعة القراءة