رواية حطمت قلبي بقلم سولييه نصار
المحتويات
قدوم أخيها زلزلها كليا يطلب الغفران بسهولة ويتوقعه أيضا بعد كل ما فعله
اهدي يا حبيبتي
قالها مراد بحزن لتبكي هي وتقول
محدش حاسس بيا كله عايزني اضغط على نفسي واسامح ليه كله بيفكر في نفسه محدش بيفكر فيا ليه
وهو يقول بندم
انا اسف اسف يا منار على كل اللي عملته فيكي اسف اني جرحتك واسف برضه على اللي عمله اخوكي وانت مش مضطرة تضغطي على نفسك وتسامحي حد متعمليش حاجة ڠصب عنك متسامحيش حد ڠصب عنك
حتى انت!
ابتسم بإنكسار وترطبت عينيه بفعل الدموع وقال
حتى أنا
في أحد المقاهي
كانت تجلس منار برفقة تقى التي قالت بها
يا منار ادي نفسك فرصة
طلاق ايه بس فكري في عيالك
أغمضت منار عينيها وقالت بنبرة مخټنقة
مش قادرة يا تقى حقيقي مش قادرة بحاول بس مش عارفة حاسة اني بنهار هو مراد بيعمل كل حاجة عشان اسامحه بس لسه فيه حاجز بيننا لسه قلبي مكسور أنت مش حاسة بيا مش حاسة انك تحبي حد اكتر من حياتك وتتكسري على أيده
قطعت تقى كلامها ثم تنهدت واكملت
بصي يا منار انت اللي هتعيشي شوفي انت عايزة ايه بالضبط متفكريش في نفسك بس فكري في عيالك كمان هل عيالك هيبقوا مبسوطين وهما بعاد عن ابوهم وانت يا منار هتبقي مبسوطة لما تبعدي عنه هتعرفي تحبي غيره
والحزن على وجهها كان ابلغ جواب فقد بدأت دموعها بالإنهمار ولم ترد
في المدرسة التي تعمل بها منار
كانت جالسة بمكتبها عندما أتت لمكتبها معلمة اللغة العربية
ميس انوار ازاي حضرتك
قالتها منار بود لتبتسم انوار وتقول
الحمدلله ممكن اتكلم مع حضرتك في موضوع
هزت منار رأسها وقال
ايوة أكيد
جلست انوار وهي تتنهد وقالت
ميس منار أنا بصراحة مش عارفة اروح لمين غيرك وجيت عشان تنصحيني وتقوليلي ايه التصرف اللي مفروض اعمله
عندي طالبة اسمها جميلة البنت دي كانت اشطر طالبة عندي في الفصل كانت عبقرية فعلا لكن مؤخرا بدأت احس انها بدأت تهمل المذاكرة بتاعتها وبقت مشتتة وحتى انها بقت عصبية جدا وسلوكها اتغير حسيت انها اتبدلت خالص ودلوقتي بقالها اسبوع هادية ومبتتكلمش ومنطوية وعلطول حزينة وپتبكي سألتها كتير مالها لحد ما قالتلي ان آخر فترة حصل مشاكل كتير بين اهلها وانفصلوا وابوها سابهم واتجوز
انا حاولت اتواصل مع مامتها وانبهها انها توديها لدكتور بس هي طنشت تماما رغم انها الست دي كانت دايما مهتمة ببنتها أنا اللي صعبان عليا البنت يا منار خسارة بنت زي كده تضيع عشان كده جتلك عشان عارفة أنك عندك خبرة في التعامل مع النوع ده من المشاكل عشان درستي علم نفس واهو يمكن تساعديها
حاضر هتكلم معاها
ابتسمت انوار بإرتياح وقالت
عشر دقايق وتكون عندك
بعد عشر دقائق بالضبط
كانت منار تتطلع الى تلك الفتاة التي بدأت خطواتها الأولى بمرحلة المراهقة رغم ملابسها المهندمة الا ان الحزن ألقى ظلاله البشعة عليها لا توجد لمعة الحياة بعينيها
ازيك يا جميلة اخبارك ايه
كويسة
اجابت ببهوت
دون ان تنظر إليها
تنهدت منار وهي لا تعرف من أي تبدأ الفتاة يبدو انها غير مستعدة للحديث
جميلة ميس انوار قالت عليكي أنك كنت اشطر واحدة في الفصل ايه اللي حصل !
هزت جميلة كتفها وقالت
عادي
طيب فيه مشاكل بتواجهك في البيت
أخيرا نظرت جميلة الى منار وتجمعت الدموع بعينيها وهي ټنفجر بالبكاء فجأة
اتسعت عيني منار پصدمة وقالت
بس اهدي يا حبيبتي
بابا سابنا وراح اتجوز
خلاص يا حبيبتي اهدي
انا عايزة بابا عايزة بابا يرجع تاني
بعد نصف ساعة
كانت جميلة قد ذهبت بعد ان تكلمت معها منار وهدأتها ثم جلست منار على مقعدها وهي تشعر بالدموع تلسع عينيها هل هي مستعدة لتلك الخطوة هل مستعدة ان تحرم بناتها من والدهم ويعيشون في تشتت بينه وبينها والاهم هل هي مستعدة ان تترك مراد ! هل مستعدة للتخلي عن الحب الذي يقدمه لها هل مستعدة لرمي كل محاولاته لإصلاح ما فعله والجواب كان واضح !!
بعد ساعة تقريبا
كان مراد جالسا على مكتبه ينظر الى الفراغ بينما يشعر بثقل في قلبه يبدو ان منار لن تغفر انها تنسل من حياته يخسرها وهذا يشعره بالمړض يشعر انه مكبل بينما هي تبتعد عنه بتلك الطريقة لقد اخبرها بصراحة انها حرة لكي تغفر او لا لن يضغط كي تسامحه والآن هو في انتظار قرارها الأخير
اخرجها من شروده رنين الهاتف أمسك هاتفه ورأى ان المتصلة منار ارتج قلبه پعنف معقول هي ستطلب منه الانفصال الآن أغمض عينيه وهو يهدأ من ضربات قلبه ولكنه فشل تمام فتح الهاتف ورد وهو ما زال مغمضا عينيه
منار
للحظات ظلت صامتة ليكرر اسمها برجاء وهو يشعر بأن الدموع بدأت بلسع عينيه
منار
مراد أنا فكرت كتير في حياتنا سوا فكرت وعرفت أخيرا أنا عايزة ايه !
انسابت دموعه وهو يتوقع منها ما سوف تقوله وقال بصوت مخټنق
قولي قرارك يا منار!
مراد أنا بحبك بحبك ومش عايزة اضيع أي فرصة نكون مع بعض فيها أنا أنا بحبك يا مراد
فتح عينيه فجأة ثم توسعتا على اخرهما وقال بلهفة
قوليها تاني كده !!!
ابتسمت منار وهي تمسح دموعها وقالت
قولتلك بحبك
نهض وهو يشعر انه في حلم حلم جميل قد ينتهي اخذ يضحك كالمچنون والدموع تنهمر من عينيه وقال
بتحبيني بتحبيني انا أنا يا منار قبلتي ترجعيلي يعني مش هتبعدي عني !
ضحكت برقة ودموعها
تتساقط وقالت
لا مش هبعد هفضل معاك ومع ملك وماسة هنفضل كلنا سوا ومحدش هيفرق بيننا
أنت فين !عايز اجيلك عايز اشوفك
ابتسمت منار وهي تجلس على الأريكة وتقول
انا في البيت وديت البنات عند تقى و
لم يدعها تكمل كلامها وقال
انا جايلك جايلك فورا أنا بحبك بحبك اووي
ثم أغلق الهاتف وهو يمسح دموعه ويمسك سترته وحقيبته ليخرج
رايح فين يا مچنون
قالها رضوان رئيسه بحيرة
ابتسم مراد له وقال
معلش يا متر عندي مشوار ضروري اسمحلي اروح وعمري ما هنسالك الجميل ده طول حياتي
عبس رضوان بحيرة وقال
روح يا ابني
ربنا يخليك ليا يا رضوان يا عسل
في منزل مراد ومنار
كانت منار تقف امام المرآة ترتدي فستان زفافها والحجاب الابيض بينما ابتسامة سعيدة تزين شفتيها الألم في قلبها يخفت تطرده السعادة الكبيرة التي احتلت قلبها قررت اليوم أن تصنع له مفاجأة من نوع فريد قررت ان يبدأ من جديد
انتهت أخيرا وهي تبتعد وتبتسم بسعادة كبيرة وهي ترى جمالها الآخاذ
ولكنها توقفت وجرس المنزل يرن
حالا جه !
قالتها بلهفة ثم وضعت احمر الشفاه على طاولة الزينة وركضت لتفتح الباب وهي تمسك فستان زفافها فتحت الباب وهي تبتسم بلهفة ولكن ابتسامتها تلاشت سريعا وهي تجد هنا تقف امامها مبتسمة بغرابة !!!
وحشتيني يا منار !!
يتبع
الفصل التاسع والعشرون انها حياتي
انها حياتي روحي كل ما أملكه انها منار
هنا بتعملي ايه هنا !
قالتها منار وهي تشعر بالتوتر من نظراتها أرادت ان تغلق الباب بوجهها ولكن بدت ان اطرافها لا تتبع اوامر عقلها
انا حابة اتكلم معاكي شوية يا منار ممكن !
نتكلم في
ايه !احنا مفيش بيننا كلام يا هنا ولا عمره هيكون
لا فيه فيه حاجة نتكلم فيها مراد !!!
رفعت منار وجهها وقالت بقوة
مراد نهى كل علاقته بيكي يا هنا هو طلقك وبعد عن البيت خالص واختار مراته وبناته يبقى مفيش حاجة نتكلم فيها امشي لو سمحتي يا هنا من هنا
مراد بيحبني يا منار أنت بتضحكي على نفسك هو قالها قبل كده وانت سمعتي بنفسك صح فاكرة لما كنا في المطبخ فاكرة قال ايه !أنا مش قادرة انسى كلامه خالص يا منار انت ازاي نستيه
أغمضت منار عينيها والچرح في قلبها يعود لنزيفه ولكنها فتحتها وقالت بقوة
وهو ندم على كلامه وعمل المستحيل عشان يرجعني وانا سامحته وهنرجع عيلة واحدة وانت روحي شوفي حياتك اسمعي نصيحتي وروحي اهتمي بإبنك واستني الراجل اللي يقدرك ويحبك بس ابعدي عن ابو بناتي سيبيه في حاله سيبي البنات يتربوا وسط ابوهم
متعمليش مشاكل بيننا
تصاعدت الدموع لعيني هنا
لو عايزة بس تسيبهولي
قالتها هنا والدموع تطفر من عينيها التي تزوغان بشكل مخيف كانت تتراجع منار پخوف من حالتها تلك لتكمل هنا
أصل انت متعرفيش أنا أول مرة حد يعاملني باللطف ده اول مرة حد يعتبر اني انسانة أنا كنت فاكرة اني مليش أي حقوق ومفروض اسكت واصبر لكن مراد مراد هو الوحيد اللي عاملني زي ما اكون انسانة هو الوحيد اللي وقف جمبي ووقف في وش بابا هو الوحيد اللي مضربنيش لكن علي وبابا كانوا بيضربوني كانوا بيعاملوني أسوأ من الحيوان أنا محستش اني انسانة غير معاه أنا محتاجاه اكتر منك يا منار ابوس ايديكي خليه يرجعلي
لو مراد كان عايزك ولو واحد في المية بس يا هنا أنا كنت مشيت لكن مادام هو بيعمل المستحيل عشاني أنا مش هتخلى عن جوزي وبيتي !!
مسحت هنا دموعها ونظرت إليها بشړ وقالت
مستحيل حد يفرق بيني أنا ومراد انت فاهمة ولا حتى انت يا منار !!!
كان مراد يقود السيارة بسرعة وهو يصفر بسعادة يشعر ان قلبه سوف يخرج من صدره من فرط السعادة
فتح المسجل بسيارته على اغنية لعبد الحليم وهو يصفر ويغني معه
أول مرة تحب يا قلبي وأول يوم أتهنى
ياما على ڼار الحب قالوأ لي ولقيتها من الجنة
كان يغني ويصفر يشعر انه امتلك العالم أخيرا توقف فجأة وهو يرى بائع الورود
هشتريلها ورد هي بتحبه
قالها بسعادة ثم خرج من سيارته وهو يقترب من الرجل وينظر الى الورود المصطفة امامه كانت بمختلف الالوان شكلها يسلب العقل بهية وتريح النظر ابتسم وهو يتذكر ان زوجته تحب اللون الارجواني
نظر الى البائع وقال
عايز ورد
امرك يا باشا هعمل بوكيه عايزة باللون ايه !
البنفسجي
قالها مبتسما ليبدأ الرجل في اعداد باقة الورد ولكن مراد قال فجأة
ولا اقولك استنى
توقف الرجل ونظر إليه عابسا فقال مراد
عايزك تعملي بوكيه كبير اووي يضم كل الالوان اللي عندك دي وكتر من اللون البنفسجي
امرك يا بيه
قالها الرجل مبتسما بسعادة
بعد قليل
كان الرجل قد اعد باقة الورد والتي خرجت في غاية الجمال فقد اعد الرجل الباقة بشكل جعل تباين الالوان رائع الجمال اعطاه مراد مبلغ كبير نسبيا من المال واخذ الباقة وهو يضعها
في سيارته وأنطلق بها وهو يغني بسعادة
مش فاهمة يعني هو عافية ولا ايه !
قالتها منار وهي تعقد ما بين حاجبيها لتهز هنا رأسها وتقول
ايوة عافية مادام هتقفي بيننا يبقى ټموتي
بهتت منار وهي تنظر إليها بينما أخرجت هنا سکين من حقيبتها وهي تقترب من منار التي ابتعدت عنها ولكن الفستان كان يعوق حركتها امسكتها
متابعة القراءة