موسى الدرقاوي.. قصة الرجل صاحب الجمجمة رقم 5942
ولد موسى بن الحسن الدرقاوي في قرية من قرى دمياط في مصر، في الغالب عام 1796، وقد توفي والداه وهو طفل صغير، ولذلك تولى أمر تربيته جده الحسن الجندي الرازي، وألحقه في شبابه بجيش محمد علي باشا، هذا الجيش الفتي الذي كان يصارع به الدولة العثمانية في ذلك الوقت.
بعد إصابته بالمرض توجه إلى سوريا، حيث تعلم العلوم الشرعية، ثم توجه للمغرب ومكث فيها سنتين، قبل أن يسافر إلى الجزائر وتحديدًا في الأغواط، وظل بها لمدة عامين تحديدًا في مدينة مسعد سنة 1831. حيث رحب بها سكانها وأصبح لها الكثير من المريدين، بعد أن نشر المذهب الصوفي على الطريقة الشاذلية. ومن هنا بدأت حكايته التي أودت بحياته!.
بو حمار
في سنة 1834 كان موسى الدرقاوي يعيش ف يعين الخضرة، وقد أصبح له أتباع كثر يسمون بالدرقاوية، وهي الطريقة التي لاقت رواجًا كبيرًا، خاصة في أفكارها التي عارضت توقيع الامير عبد القادر الجزائري معاهدة “دي ميشال” مع الفرنسيين.
رفض موسى الدرقاوي توقيع معاهدة سلام مع المحتلين، واعتبر معاهدة دي ميشال بين الأمير وفرنسا تحالفًا مع الكفار، ولم يفهمها كتفكير استراتيجي لإيقاف الحرب لفترة. فبدأ في تجييش مريديه من أجل محاربة عبد القادر.
الأمير عبد القادر الجزائري
في خلال مسيرته نحو العاصمة لمحاربة الفرنسيين وإسقاط عبد القادر، كان أتباعه يزدادون، واستطاع تعبئة القبائل هناك، وسار بهم صوب المدية في 3 آلاف فارس وألفين من المشاه، وعندما المدينة في 1835 سماه الناس “بو حمار” لأنه دخل المدينة على حمار برفقة جيشه.
التجييش لحرب المحتلين
دارت المعركة بين موسى والأمير عبد القادر بالقرب من “وامري” واستمرت 4 ساعات، هزم فيها الدرقاوي، وقام الجنرال الفرنسي “ماري مونج” بمطاردته، حتى وصل إلى مدينة مسعد وبقي فيها 3 سنوات. ثم توجه بعدها إلى الشيخ أحمد بوزيان. والذي كان يريد قتال الفرنسيين.
بوزيان
عرف الفرنسيون بما ينوي بوزيان القيام به من تجييش القبائل والصوفية من أجل إعلان الثورة، فقرر محاصرتهم في الواحات، وأعطيت الأوامر بإبادة جميع سكان الواحة من رجال وأطفال ونساء وشيوخ، وهو ما حدث بالفعل، فتم ضرب المدينة بالمدافع، وتم عمل مذبحة هناك، وم١ت في تلك المذبحة كل من أحمد بوزيان، وابنيه، والحاج موسى الدرقاوي، وقام القائد الفرنسي هيربيون بقطع رؤوس الثلاثة، وتعليقهم على أحد أبواب بسكرة ليكونوا عبرة لمن يفكر في الثورة على فرنسا.