قصة و عبرة تزوج بدوي فتاة من قبيلته ذات حسن وأدب وأخلاق
ذهب الشيخ الى بيته بخفي حنين،وأمضى ليله يفكر بحل اللغز ولم يصل إلى نتيجة،وثاني يوم،كانوا الرجال جالسين في مجلسه.سأل الشيخ الجالسين وبصورة مفاجأة:حتى لا يج.يف اللحم يرشون عليه الملح،و من يُصلِحُ الملحَ إذا الملحُ فس.د؟.وكل من رد من الحضور كان رده على قدر فهمه وعلمه فلم يقتنع الشيخ برأي أي واحد منهم،وكان أحد الرجال المحنكين الدهاة،أصحاب الفطنة والحكمة والعلم،و الأدب والدين حاضرا في المجلس،لكنه لم يقل شيئا،وانصرف جميع من في المجلس،إلا هو لم ينصرف،فقد بقي في المجلس.
فصاح الشيخ في وجهه:أنت لم تجب على سؤالي.فقال له الرجل: أردت أن أكلمك على انفراد،فأصل اللغز بيت من الشعر قاله أبو سفيان الثوري،والبيت هو :
يا رجال العلم يا ملح البلد
من يُصلِحُ الملحَ إذا الملحُ ف.سد؟!.
وإن لم يخب ظني فإنك، راودت امرأة عالية المقام في الذكاء والعلم، والدين والأدب عن نفسها،فأرادت أن تصدك ولا تف.ضحك،وأن تكسبك كأخ لها ولا تخ.سرك وتزيد إلى أع.دائها أع.داء أهلها عد.وا بحجمك ومقامك،وتحفظ بعلها إن غاب وإن حضر،وقد قالت لك ما قالت،وكأنها تريد أن تقول لك ولمن سمعك:
يا رجال العُرب ياملح البلد
من يُصلِحُ الملحَ إذا الملحُ ف.سد؟!.
فهي تقصد،إن الرجل من القبيلة إذا ف.سد أصلحه شيخ القبيلة كما يصلح الملحُ اللحم، فمن يصلح الشيخ إذا الشيخ فسد؟.
وكأن هذه الإجابة أيقظت ضميره النائم، وقلبه الهائم،وعقله الظالم،وأصابه الخجل الشديد من فعلته الش.نعاء،وملأه الند.م على ما كان منه من المكائ.د والمف.اسد.
وقال:أصبت كبد الحقيقة أيها المبجل.فاستر عليَّ زلتي سترك الله في الدنيا والآخرة.
يقول الشاعر:
يداوى فساد اللحم بالملح
فكيف نداوي الملح إن فسد الملح.
قصة من التراث الشعبي العربي.