ضروب العشق
المحتويات
.. كيف كانت تنظر في وجهه وتضحك وهي تحمل في قلبها غيره !! بل كيف يمكنها أن تكون بكل هذا الانحطاط وتقبل نفسها أن تكون زوجة لرجل وتترك قلبها لغيره !! .
هل كان هذا هو جزاء الإحسان ! .
لا يدري أيلومها لأنها وضعته محل المغفل أم يلوم نفسه لأنه وثق بها ثقة عمياء وأحبها من أعماقه كان على أتم الاستعداد أن يجعلها أسعد امرأة في الكون سيغمرها بعشقه ولطفه وحنانه للدرجة التي تجعلها لا تطيق الابتعاد عنه للحظة ولكنها لا تستحق أن تظفر بهذا الحنان .. ياليتها أخبرته بكل شيء بنفسها كان سيحترم صراحتها وسيعلوا شأنها في نظره ولكن بفعلتها تلك سقطت من مقصورة نظره إلى أدني مستوى
اتاها صوت أخيه مازحا بمرح
إيه شوفتها ياعم الحبيب !
قال ساخرا في نبرة صوت كان يجاهد في إخراجها طبيعية
أممم شوفتها
طيب إنت فين ليه مرجعتش الكل بيسأل عليك هنا
اكتفي بكلمة واحدة في حزم وأنهي الاتصال دون انتظار إجابة منه
جاي
انزل حسن الهاتف من على أذنه باستغراب ونظر لكرم الجالس بجواره الذي سأله في فضول
زم حسن شفتيه للأمام بجهل متمتما
معرفش شكل في حاجة حصلت صوته غريب
لا عادي متاخدش في بالك تلاقيه مش طايق نفسه عشان من الصبح مانعينه يشوف مراته
عندق حق
قالها حسن هو يضحك ليبادله هو بابتسامة بسيطة .....
كانوا مجتمعين في حديقة المنزل بعد أنتهاء الزفاف ويقضون جلسة عائلية مرحة وجميلة ويشاركهم حسن ويسر في هذه الجلسة التي كانت بين عائلة محمد العمايري فقط .....
والله القعدة دي ناقصة زين
هتف حسن بدوره مازحا
آه كان هيقولنا إيه القعدة اللي قاعدينها دي قوموا استفادوا بالوقت بدل ما إنتوا بتحكوا كدا
كان كرم يستمع لحديثهم ويكتفي بالابتسام كعادته في أي تجمع عائلي يفضل أن يكون مستمع صامت أما يسر فكانت تقشر من اللب الموضوع في الصحن أمامها وتهتف في جدية وابتسامة صافية
قهقهت هدى بقوة وأجابت عليها في فخر
لازم انقيله ست البنات ده الغالي وملاذ أدب وأخلاق ماشاء الله
قالت رفيف وهي تزم شفتيها للأمام في عدم اقتناع
أنا مش نزلالي من زور معرفش ليه حساها خبيثة ولئيمة
بالعكس أنا شيفاها طيبة وكيوتة خالص
قالتها يسر ببساطة وهي لا تتوقف عن أكل وتقشير اللب كنوع من التسالي المفضلة لديها لتجيب عليها رفيف بضحك ومشاكسة
نقلت
نظرها بينهم جميعا في دهشة امتزجت بالإحراج وقالت متصنعة الڠضب في كڈب مكشوف
على فكرة إنتوا ماخدين عني فكرة غلط أنا
قلبي طيب وبحب كل الناس والله
نظرت رفيف لكرم الذي يطالع زوجة أخيه وابنة عمه مبتسما باتساع وقالت في مكر مرح
طبعا إنتي هتقولي كلنا نشهد على ذلك من طفولتك بتحبي الناس وعمرك ما أذيتي حد
أصدر كرم ضحكة مرتفعة رغما عنه عندما تذكر تلميح شقيقته لتستغرق هدى لحظات حتى تفهم سبب ضحكهم وټنفجر هي الأخرى ضاحكة أما هي فأخذت تفكر وتحاول فهم ما الذي تذكروه ولما اڼفجر كرم ضاحكا وأول شيء خطړ على ذهنها عندما كانت في سن السادسة وأخبرها والدها وعمها محمد بأنهم سيزوجوها لكرم فأخذت تصرخ بهم قائلة أنها لن تتزوج سوى حسن وأنها تكره كل البشر معادا هو وبعد دقائق خرجت لحديقة المنزل وكانوا هم يبنون غرفة خارجية في الحديقة فجمعت في يدها مجموعة من الحصى الكبير نسبيا واتجهت حيثما يجلس كرم الذي كان يبلغ من العمر إثني عشر وأخذت تحدفه بالحصى وحاول هو أن
يتفادها ويصيح عليها أن تتوقف إلى أن أصابت أحدهم رأسه وڼزف الډماء !! .
اخفضت نظرها فورا في إحراج وهي تتحاشي النظر إليهم و تخفي ابتسامتها الخجلة من ضحكهم حتى وجدت هدى تهتف من بين ضحكها
طول عمرك مفترية يايسر ياحبيبتي
خلاص بقى ياجماعة أقوم طيب عشان تبطلوا تحفيل عليا !!
توقف كرم عن الضحك عندما أخرج هاتفه الذي يصدر رنينه وقرأ اسم المتصل لينهض من جانبهم ويبتعد قليلا ليجيب أما حسن فقد اقترب من أذنها هامسا في خنق
ممكن تبطلي أكل اللب عشان صوته بيعصبني
رمقته ببرود ثم وضعت واحدة بين أسنانها وضغطت عليها لتصدر الصوت الذي يستفزه وغمغمت في أذنه بهدوء مثير للأعصاب
ملكش دعوة مش عاجبك قوم من جمبي
صر على أسنانه ياغتياظ يحاول أن يبدو بمظهر الهادئ وأن يتصنع الثبات فانحني للأمام ناحية المنضدة الصغيرة والتقط الصحن من عليها متصنعا أنه يريد أن يأكل وأسقطه عمدا على الأرض للتتناثر
حبات اللب جميعها على الأرض فتنحني يسر لتلمهم حتى لا يدعس أحد عليهم أحد فتجد هدى تخبرها بعفوية أن تتركهم وأن حارس الحديقة سيأتي بعد قليل وسيقوم بتنظيف الحديقة بأكملها لتعود لجلستها الطبيعية وترمق الجالس بجانبها شزرا وهو لا يبالي لها مطلقا .
أجاب كرم على الهاتف ليتلقى خبرا من الحارس الخاص بشفق كان بمثابة الصاعقة التي نزلت عليه ويخبره بوضوح أن والدة صديقه قد أخذوها للمستشفى وتوفت نتيجة لغيبوبة سكري مفاجأة والمسكينة ابنتها في حالة يرثي لها وقد اعطوها حقنة مهدئة حتى تتوقف عن الصړاخ والبكاء فانهي معه الاتصال فورا وهرول ناحية سيارته ليستقل بها وينطلق وسط نداء أمه عليه التي فزعت من منظره المذعور !!! .....
مرت نصف ساعة منذ قدومهم للمنزل وهي كامنة في الغرفة لا يصدر لها صوت وهو بالصالون يجلس على الأريكة مستندا بمرفقه على مسندها الجانبي وكفه على جبهته .
هل كان يستحق مافعلته به ! .. لماذا أخفت عليه أنها لا تحبه ولا تريده !! .. هل العبث بالمشاعر مباح بالنسبة لها ! .. قبلت أن تكون زوجة له وهي تعرف عواقب هذه الخطأ الذي لا يغفر ! ياليته لم يحبها مثلما فعلت هي فربما معاناته الآن كانت ستكون أقل .
اعتدل في جلسته وأخذ نفسا عميقا بعد أن استعد لمواجهتها وهب واقفا ثم سار صوب الغرفة التي من المفترض أن تكون غرفتهم !! فتح الباب دون أن يطرق ليجدها تجلس على الفراش وكما هي منذ أن دخلت الغرفة لم تنزع حجابها حتى فيدخل ويترك الباب مفتوحا ثم يجلس على المقعد الوثير أمام المرآة وعم الصمت بينهم لدقيقة كاملة وهو يتابعها ويرى قسمات الخۏف الممزوجة بالحزن على محياها وهي تطرق رأسها أرضا ليبتسم بسخرية ومرارة عندما فهم مايدور في ذهنها .. هل حقا تظنه سيثأر منها لكرامته ورجولته التي كسرتها عندما رآها تتحدث مع رجل وتقول له بكل وضوح أنها تحبه هو ولا تحب زوجها !! .. ولكن لديها العذر فهي لم تعرفه جيدا بعد وإلا لما كان رأى نظرات الخۏف في عيناها من أن يرفع يده عليها ويضربها ! .
أصدر زفيرا قوي سمعته هي جيدا ثم سمعت صوته القاسې وهو يتحدث بثبات لم تتوقعه منه
أنا مش هطلب منك تفسير على اللي حصل لإني مش عايز أعرف واللي سمعته كفاية أوي فأنا عايزك تركزي في اللي هقوله دلوقتي كويس .. كل اللي بينا انتهى واظن إن احنا مش لبعض وإنتي أكيد هتلاقي الشخص اللي يناسبك وتحبيه فعشان كدا هعمل حساب لكلام الناس وجوازنا هيستمر لمدة شهر وبعديها هطلقك وكل واحد فينا هيروح لحاله لأن أنا مش هقبل إني أعيش مع واحدة عقلها وقلبها
مع راجل غيري .. مش هقبل تكوني وعقلك مشغول بالتفكير في غيري إنتي وافقتي تتجوزيني واستخدمتيني وسيلة عشان ټنتقمي من خطيبك السابق اللي إنتي لسا بتحبيه .. وكملتي
لغاية ما كتبنا الكتاب إنتي عارفة يعني إيه تكوني على ذمة راجل .. يعني قلبك وتفكيرك ميبقاش غير ليه بس واللي إنتي كنتي بتعمليه ميطلقش عليه غير مسمى واحد وهو الخېانة وكنتي بتكدبي عليا لما بسألك عن سبب انفصالك بخطيبك
سالت دموعها وهتفت مقاطعة إياه في صوت باكي ونادم محاولة الدفاع عن نفسها المذنبة
أنا مكن ......
توقفت حين وجدته يهتف في حزم ونظرات ممېتة
أنا لسا مخلصتش كلامي ومش عايز اسمع صوتك نهائي لغاية ما اقول اللي عندي وأقوم
التزمت الصمت فورا وعادت تجفل نظرها أرضا مجددا وتترك العنان لدموعها التي تنهمر بصمت وتستمع له وهو يكمل بنفس نبرته القاسېة بل وأشد قسۏة
الحياة بينا خلال الشهر دي هتكون بحدود كل واحد فينا في أوضة ولو مش حابة تواجهي قسۏتي يبقى تجنبيني ومتخلنيش اشوف وشك أبدا طول ما أنا موجود في البيت لإني مش طايق أشوفك أصلا ولا اسمع
صوتك ياملاذ واللي حصل ده ياريت محدش يعرف بيه ولا يعرف إننا بعد شهر هنتطلق هنتصرف طبيعي قدام أهلك وأهلي .. مفهوووم
هزت رأسها بالموافقة ودموعها تزداد في الأنهمار أما هو فوقف وانصرف متجها للغرفة المجاورة لتقف هي وتسرع بإغلاق الباب وتنكب على الأرض باكية پعنف ولا تتمكن من التقاط أنفاسها من شدة البكاء تقسم له أنها لم تكن تقصد خيانته وتغيرت تماما بعدما تزوجته وأصبحت تحاول جاهدة لنزع ذلك العشق المحرم من قلبها لتكون ملكا له بجميع جوارحها .. ولكن الأمر يحتاج لبعض الوقت ولو اعطاها الفرصة فهي بالتأكيد ستصلح الجرم الذي ارتكبته في حقه وستثبت له أنها تريد أن تكون زوجته هو ولا تريد أن يكون في قلبها رجل غيره ولكن للأسف فلا سلطان على القلب !! .
كان يقود خطواته الراكضة نحو باب المستشفى حتى استوقفه انتظار الحارس فتوجه إليه وهتف في زعر
حصل إيه يامسعد
أطرق رأسه في أسف وحزن
مغمغما
أنا كنت تحت عند باب العمارة ومرة واحدة لقيت عربية الإسعاف وقفت وطلعوا على فوق مجاش في بالي إنها هتكون والدة الأنسة شفق نهائي وبعديها بدقايق لقيتهم نازلين وهما شايلنها على النقالة وكانت قاطعة النفس يعني مټوفية من قبل ما توصل المستشفى وركبت الأنسة شفق معاها في العربية وأنا جيت وراهم علطول والدكتور بمجرد ما كشف عليها قال إنها مټوفية بسبب غيبوبة سكر
مسح على وجهه وهو يتأفف بقلب موجوع ويهتف معنفا إياه
وإنت متصلتش بيا ليه من وقت ما جات عربية الإسعاف
تلفوني كان فاصل شحن واستنيت لغاية مايشحن شوية واتصلت بيك
طيب وهي فين دلوقتي
أجابه في خفوت
منتظرين
متابعة القراءة