رواية بنت من الشارع لندى ناصر

موقع أيام نيوز

_ ساعديني بأي لقمة ياست هانم أنا من إمبارح على لحم بطني ومش معايا حق رغيف العيش.
نزلت إزاز شباك العربية وبصيت للبنت اللي طلبت مني أساعدها كانت جميلة جدا وملامحها هادية وباين عليها إنها مش زي أطفال الشارع اللي بيقفوا في الإشارة وواحد يلاغي والتاني يسرق طلعت من شنطتي خمسين جنيه واديتهالها تمشي نفسها بيهم وقبل ما أتحرك بالعربية صوتها وقفني تاني
_ ملاقيش عندك شغلانه يا ست هانم أنا والله تعبت من نومي على الأرصفة واللي يسوى واللي ميسواش يشتم فيا واللي يحاول يشغلني عنده عشان فاكر إن هيقدر يعدل مزاجه بيا واللي بيعاملوني كأني حشرة بيدوسوا عليا عشان فقيرة.

_ وإنتي بقى بتعرفي تشتغلي إيه
_ أي حاجة والله ياست هانم بمسح وأكنس وبغسل طب ده أنا عليا نفس في الطبيخ والله ماحد يقدر يقاومه تجربي
_ كان نفسي أقولك أجرب بس أنا مش محتاجة حد دلوقتي وسعي بقى كده من قدام العربية عشان ورايا شغل.
وفجأة إبتسامتي اختفت من على وشي لما الست هانم اللي راكبة عربية قالتلي كلامها الأخير وبعدين مشيت الواضح كده إن الشحاته والجري في الشارع ورا الجنيه مش هقدر اغيرهم بصيت للخمسين جنيه اللي ادتهملي وضحكت على حال البني آدم شخص مش معاه جنيه يشتري بيه رغيف عيش ياكله فاضي وشخص تاني يوم ما يبقشش أو ينفق مال لحد زيي بالخمسين جنيه واكتر معقول الخمسين جنيه بالسنبة ليهم زيها زي الجنيه بالنسبالي...
كملت طريقي لمحل المشويات اللي كان نفسي أكل منه ودخلت قعدت على كرسي وكانت كل العيون عليا شوفت اللي ضحك واللي شاور عليا وإستغرب أنا هنا بعمل إيه لحد ما جه صاحب المكان وشدني من هدومي وبيخرجني بره المحل وهو بيقولي بكل قسۏة وذل
_ المكان ده مش للي زيك إحنا مش فاتحينها سبيل اخرجي ولو شوفتك جوا المحل تاني هكس رلك رجلك.
قومت من على الأرض بعد مرماني من المحل وقبل ما أعرفه إن هاكل بفلوس صوته كان بيهز أركان المكان وهو بيقول
_ مبقاش غير المتسولين كمان اللي يدخلوا.
رد شخص بيشتغل عنده
_ وإيه يعني لما تديها حتة فرخة او طبق رز عليه صباعين كفته إعتبره صدقة وإطعم المسكين عشان ربنا يزيدك.
خبطت بإيدي على وشه وقولتله
_ أنا مش فاتح المحل عشان أوزع على المتسولين مانا لو عملت كده مش هكسب حاجة لو كل متسول هعطف عليه إنت والعمال مش هتلاقوا القبض آخر الشهر لأن الكل هيبقى زي المتسول وييجي عشان أعطف عليه ببلاش فهمت ولا افهمك اكتر
كنت واقفة سامعة الكلام اللي بيتقال كله ودموعي نزلت ڠصب عني ذنبي إيه إني اتولدت لقيت نفسي فقيرة وعايشة بين أب وأم قلبهم قاسې مبيرحموش الأب قالب الاوضة اللي قاعدين فيها غرزة والأم عايزة تخليني خدامه في بيوت الناس وأسمع كلامهم حتى لو ابن الباشا هيمشيلي الليلة بمتين جنيه بعد شغل البيت ويا اعجبه أو ما اعجبهوش...
مسحت دموعي في كم التيشرت اللي اتبهدل تراب من پهدلة الشارع وجريت على محل الكبدة أكل منه ودموعي نازلة على خدي مش قادرة اوقفها بعد شوية خلصت طبق الكبدة وطلبت طبق تاني لكن الراجل اللي بيعمل السندويتشات رمى المعلقة في الطاسة وقال
_ وإنتي بقى معاكي تدفعي تمن الطبقين ولا هتاكلي وتطلعي تجري زي اللي بييجوا هنا شبهك
رديت عليه بسرعة قبل ما يرميني من المحل زي بتاع المشويات
_ لا لا والله أنا معايا فلوس وهاكل بفلوس.
نزلي طبق كبده تاني وقعدت أكل فيه لحد ما خلص اخدت آخر لقمة من رغيف العيش مسحت فيها الزيت اللي في الطبق وكلتها وقبل ما اقوم لقيت إزازة بيبسي بتتحط قدامي من الراجل الكبير صاحب المحل.
_ أقعدي يابنتي رايحة فين
_ أصل أنا خلصت أكل هقوم أحاسب وهخرج أدور على مكان أشتغل فيه.
_ إنتي بتشتغلي ايه
_ أي حاجة يا حاج أنا بشتغل في أي شغل بس الاقي الأول.
_ بتعرفي تطبخي وتنضفي
_ ده انا لهلوبة أصل كنت بشتغل في ڤلل وعند بشاوات برضو لكن الشغل مكانش بيعجبني.
_ وسيبتيها وجيتي لمر الشوارع ليه عاجبك حالك دلوقتي
_ حالي مش عاجبني آه بس أهون من اللي كنت عايشة
 

 

تم نسخ الرابط