حالا فتمشى قليلا في الغابة وفجأة سمع صوتا حادا في السماء ولما رفع رأسه رأى صقرا ينقض على يمامة ويضربها بمخالبه فهوت على الأرض فأمسك عودا ولوح به في الهواء فدار الصقر دورتين و راح في سبيله بعد ذلك أخذ الصياد اليمامة فرأى في جناحها چرحا كبيرا وإن لم يعالجها ستموت فبدأ يمضغ عشبة ثم ضمد بها الجرج بعد ذلك جلس على حجر وجال في خاطره أن دلال معها حق فهو كمن يبحث عن إبرة في كومة قش لكن بعد ساعة أفاقت اليمامة ونظرت لنسيم بعيونها المستديرة ثم مشت إليه ولما مسح على ريشها الغبار رأى رسما صغيرا لجبل مع رأس عقرب فصاح يا لها من بنت شديدة الفطنة الآن أعرف مكانها وسأذهب لإنقاذها .
رجع نسيم يجري لداره وأحس بروح الصياد ترجع إليه فقال لإمرأته لقد عرفت مكان الأميرة وهو ليس بعيدا عن هنا لكنه خطړ على من يجهل دروبه ففيه العقارب الصفراء التي تحمل المۏت الزؤام !!! سألته هل ستذهب وحدك أجابها نعم فلو كنا كثيرين لأحسوا بنا .هذا ما كان من أمر نسيم أما الأميرة غالية فقد كانت في خيمتها لما أتاها رسول يخبرها أن السلطان يريد مقابلتها وقد أرسل لها عربة وما أن ركبت حتى سارت بها بعيدا وحين حاولت الخروج منها لم تقدر ففهمت أنها خدعة ثم جاءها الفرسان الأربعة الذين نفاهم الملك وحملوها لكوخ في جبل العقارب يستعمله الصيادون وقالوا لها سنبقيك هنا حتى يبيد قومك هذه المملكة وبعد ذلك سنتفاوض معهم على ثمن سخي لإطلاق سراحك !!! لكنها غافلتهم ورسمت شيئا على ظهر يمامة بقلم الحكل ثم وشوشت لها وأطلقتها فطارت إلى أن أنقذها نسيم من الصقر وعرف مكان الغالية .
لما وصل الصياد للجبل دار فيه بحذر فسمع أصوات تتحدث ولما إقترب رأى الفرسان مجتمعين حول ڼار وورائهم كوخ فقال في نفسه لا شك أن الأميرة محپوسة هناك وسأحتال لإخراجها ثم إصطاد ظبيا سلخه وغطى نفسه بالجلد واقترب منهم فقال أمهرهم في الصيد سآتي بذلك الظبي ونطبخه لكنه تأخر ولم يعد فقال الثانيسأذهب للبحث عن رفيقنا فاختفى أيضا شك الفارسان أن في الأمر مکيدة لذلك قررا إخراج الأميرة لكن سهما طار في الهواء وأصاب أحدهماف ي رقبته أما الأخير فما كاد يفتح باب الكوخ حتى وجد العقارب متجمعة أمام الأميرة ثم انقضت عليه ومزقته في تلك اللحظة ظهر نسيم فضمھا إلى صدره وقال علينا أن نسرع فالقوم على وشك الإقتتال ولما وصلا إلى معسكرها فرح جنودها وخاصتها ثم قالت للصياد أصلح من شأنك فبعد سبعة أيام سنتزوج وآخذك إلى مملكتي أجابها حسنا ستأتي أمي معنا .
ثم مشى إلى داره وهو يرجو أن لا يتأخر أخاه وإلا أصبح في موقف صعب وصار كل يوم يخرج إلى أطراف الغابة لعله يرى أخاه وشعر بالقلق لكن في صباح اليوم السابع رأى غبارا عظيما وظهر تحته قطيع ضخم من الخرفان ووراءه أخاه مع أمه فسار إليهما فوجد سليم في أحسن زينته فقال له ليس لي مال فنويت تقديم قطيعك لدى العشائر مهرا للأميرة فأجابه نسيم كل ذلك هدية لك يا أخي !!! لما رأت إمرأة أبيه مروءته مع إبنها قالت له والله لقد أخطأت في حقك وأرجو أن تسامحني لم يرد نسيم فلم ينس اليوم الذي حاولت فيه قټله لكنه وعدهما بالمجيئ متنكرا لرؤيتهما فلا يجب أن تعلم الأميرة أنهما أخوين . حين وصل سليم مع أمه إلى خيمتها إستقبلتهما بحفاوة وأعجب الفتى بجمالها ولطفها وكان الولدان متشابهان فلم تفطن للفرق بينهما وأقامت الأميرة عرسا عظيما حضره السلطان والحاشية بعدما أخبرهم نسيم بسره ففرحوا بذكاءه وحسن تدبيره
وفي الغد أبحر أخوه مع زوجته إلى جزيرتها وعاش الجميع في سعادة ووئام وهكذا أصبح الأخوان الأقرعان من كبار الأمراء وتزوجا أجمل البنات بعدما كانا صيادان فقيران وذلك بفضل محبتهما فأحب لأخيك ما تحبه لنفسك يرزقك الله من حيث لا تحتسب ...
...
إنتهى وشكرا على المتابعة أصدقائي الكرام