يا سعدك يا فاعل الخير

موقع أيام نيوز


إلى صدره وقال له بارك الله فيك !!! وحسنا فعلت يا إبني 
في الغد إستيقظ الفتى مبكرا وذهب إلى عمله فرأى في الطريق فتى متكئا على حائط وهو يرتعش من الجوع والبرد فحمله إلى الحمام وأتى له بجبة وبرنس من ثياب أبيه ثم قال له تعال واسترح عندي في الدكان ولما حان موعد الغداء أخرج علي صحفة الكسكسي التي أعدتها أمه وسخنها على الكانون ثو وضهع زيتونا وفلفل مملح وقال للفتى بسم الله لم يأكل علي إلا قليلا وترك الطعام لضيفه الذي كان جائعا ولم يذق الزاد منذ أيام 
فأكل حتى شبع وأخذ رشفة من كوب الشاي فرجعت إليه

نفسه وشكر علي على معروفه وقال إسمي صالح من اليوم لك أخ يفرح لفرحك ويحزن لحزنك . ولما رجع إلى الدار قال لأبيه معي ضيف وسيبيت معي الليلة !!! قال الشيخ مرحبا به وأمر زوجته أم علي أن تضع فراشا ثانيا ثم أشعل الكانون ووضع البراد وبدأوا يتسامرون وحكى صالح قصته وأنه فقير طردته زوجة أبيه في ذلك الشتاء ولولا علي لماټ من البرد والجوع .
حين طلع الصباح قال علي لصالح تعال إشتغل معي وسأعطيك أجرا وأعدت الأم صحفتين من الطعام واحدة لكل منهما صار الولدان يذهبان للدكان معا ويأكلان معا وفي المساء يرجعان إلى الدار وتعود الشيخ وامرأته على صالح وإعتبراه إبنهما وإذا أعطيا علي شيئا كان لصالح مثله وإذا ذهبا لمكان إصطحبوه معهما .
مضى زمن وعائلة الشيخ تعيش بخيرولم يكن ينقصها المال .
لكن جاءت سنة جدباء وبدأت التجارة تكسد في السوق وغلت الأسعار فقال صالح لصديقه لم نعد نربح كثيرا من الدكان والأمور لا يبدو أنها ستتحسن أطلب من أبيك أن يجهزنا للرحيل سنسافر ونكسب رزقنا في بلاد أخرى ...
حكاية يا_سعدك_يافاعل_الخير
الجزء الثاني
الخروف الأسود ....
بكى الشيخ وقال لا تغيبا عنا كثيرا فليس لنا غيركما يا ولدي !!! فوعده صالح أن لا يتأخر في الرجوع وركبا سفينة وصارا يدخلان بلدا ويخرجان من آخر حتى وصلا مدينة كبيرة مليئة بالخيرات

فاكتريا دكانا وملآه بالبضاعة من كل نوع ومما تشتهي العين والنفس وبعد مدة إشتهرا في السوق وراجت تجارتهما وحمدا الله على نعمته .

أحد الأيام خرج صالح بعد العمل ليتفرج على المدينة وبعد ساعة بدأ الظلام في النزول فرجع إلى الدار وبينما هو يمشي شاهد في أحد الأركان خروفين مربوطين أحدهم أبيض والآخر أسود وسمعهم يتكلمان فإذا بالأول يقول للثاني لم يعد في البلاد كثير من الأطباء بعد أن قټلهم السلطان وكلهم عجزوا أن يعالجوا إبنته المړيضة !!! ضحك الآخر وقال له آه لو علموا أن دواءها عشبة عالقة رد الخروف الأسود ويحك !!! فأنا لا أحب هذا المزاح وسأضطرفليس هناك أخبث من بني آدم .
نظر صالح حوله فرأى راعي غنم واقفا فذهب إليه وسأله أن يبيعه الخروف الأسود وسيدفع أي ثمن يطلبه قال الراعي لقد كنت أفكر في التخلص منه فهو لم يعد ينفع لشيئ دائما مريض ولم يعد يأكل أو يشرب ففهم صالح أن الخروف يحاول خداع سيده لكي يطلقه فأعطاه عشرين دينارا وأخذ الخروف. في الصباح
قال لعلي إذهب إلى الدكان فأنا عندي مشوار مهم ولما خرج نظف صالح معدة الخروف فوجد فيها عشبة بنفسجية اللون غسلها ثم
غلاها في الماء حتى أصبحت شرابا مر المذاق فأضاف إليه العسل والزنجبيل ووضعه في قارورة بعد ذلك لبس قفطانا طويلا وعمامة وألصق لحية على وجهه. ثم قصد القصر وكل من يراه في الطريق يعتقد أنه طبيب
ولما وصل طلب رؤية الأميرة فقال له السلطان إعلم أنك إذا فشلت سأضرب عنقك وأعلقه على سور المدينة أجاب صالح هذا أعلمه لمن ماذا تعطيني لو شفيت الأميرة أجاب السلطان سأملأ جيوبك الياقوت هل يرضيك ذلك قال صالح أتعتقد أني أخاطر بحياتي مقابل حفنة ياقوت 
إني أكسب مثلها كل يوم !!! قال له ماذا تريد إذن حك الفتى رأسه وقال أطلب يد الأميرة إشتد حنق السلطان وأجابه لا تحلم بذلك أيها الأحمق أجاب صالح إذن إبق مع إبنتك فأمامي شغل كثير لكن السلطان صاح حسنا أنا موافق أخرج
الفتى القارورة وسقى البنت ثم قال دثروها أتركوها تنام فستعرق ويخرج السم من بدنها فلقد أكلت من ثمار برية حين كانت في الغابة 
بعد ساعة جاء أحد الخدم يجري وقال للسلطان لقد تحسنت صحة إبنتك ودبت فيها الحياة ولما رآها أبوها فرح كثيرا وقال للفتى أنا عند وعدي وسأجعلك كبير أطباء القصر!!!أجاب صالح شكرا لمولاي لكني مجرد صانع عند الطبيب وإسمه علي وهو الذي أرسلني بالدواء قال السلطان ليحضر إذا سيدك جرى صالح للسوق فوجد علي يشتغل ولما رآه تعجب من حالته وقال له ما هذه اللحية والقفطان أصبحت شيخا وأنا لا أعلم إخلع عنك هطه الثياب وتعال كل معي فلقد
برد صحن
 

تم نسخ الرابط