جبل العامري بقلم ندى حسن
المحتويات
برأسه للأمام يهتف بخبث ولوعة الاشتياق لها تحرقه
آه اخرجي مش أنا صاحبك بردو
تقدمت من الشرفة المغلقة فتحتها ببطء حتى لا تصدر صوت وخرجت إليها تطل عليه بوجهها الحسن وعينيها الزرقاء الرائعة
أهو خرجت
ينظر إلى وجنتيها الحمراء من كثرة الخجل الذي تشعر به إنه يدرك ذلك قال بصوت رجولي أجش
تصدقي إن القمر نور دلوقتي بس
والقمر اللي في السما ده بيعمل ايه
حرك رأسه يمينا ويسارا ينظر إليها ولا يستطيع إبعاد عينيه عن وجهها وسحره تفوه بحب يغازلها
لأ ده نجم إنما القمر الحقيقي هنا قدامي أهو
صمتت ولم تتحدث فقط يستمع إلى أصوات أنفاسها العالية تنظر إلى الأرضية بخجل بعد أن أبعدت عينيها عنه فقال ممازحا إياها يخجلها أكثر
خرج صوتها مبحوحا يصدر بخفوت وخجل ېقتلها
بس بقى
نظر إليها مطولا وعشقه إليها الذي أعترف به مؤخرا يدفعه نحوها بقوة ضارية فتابع بصوت رجولي أجش
إسراء
حرك كل ما بها بعد الاستماع إلى نبرته الذي أسكرتها فقالت بخفوت ورفق
نعم
خرجت كلمة واحدة من شفتيه نابعه من قلبه الذي يدق پعنف في حضرتها وود إعلامها بكم الاشتياق الذي يشعر به نحوها فقال بلوعة قاټلة
نظرت إليه للحظة واحدة فقط فلم تستطع المواصلة اخفضت الهاتف من على أذنها ودلفت إلى الداخل راكضه تغلق باب الشرفة من خلفها ووقفت خلفه تضع يدها على موضع قلبها الذي تعالت دقاته وخرج ليصل إلى مسامع أذنها
ترفرف عاليا بين الفراشات والعصافير المغردة بأسامي الحب والغرام في سماء صافية تماثل زراق عينيها وسحاب بيضاء تماثل بشرتها وما اختلف في الأمر
لم يخطر على باله أن تأتي تلك الصغيرة التي تنزعج أن ناديتها بالصغيرة وتطير فرحا كالطفل أن عبرت لها بأنك تراها فتاة كبيرة ناضجة
أعترف لنفسه من فترة صغيرة للغاية أنه أحبها ليس صغير وليس مراهق حتى لا يعلم ما الذي يشعر به ويمر به في حضورها واشتياقه لها ورغبته الملحة على أن تكون معه وله
دلفت إلى غرفتها بعدما رأت ما حدث بينهم وأدركت أيضا ان هناك مكالمات هاتفية إذا تطور الوضع بينهم وأصبح أكثر سوءا بالنسبة إليها
اشتعلت نيران الغيرة بقلبها ونهشت حشاياه فار بركان ڠضبها وخرجت من الغرفة بعنفوان وكره لا نهائي أن تركته عليهم سيحرقهم هما الاثنين وكل من يقف أمامها
ايه اللي بتعمله ده يا عاصم
أجابها بعدم فهم لما تقصده بما فعل
ايه اللي عملته
أردفت بحړقة تشير بيدها بعصبية وعڼف تنظر إليه بشړ وحقد
البت اللي اسمها إسراء شيفاك فعلا مشغول بيها وعايزها وأنا مش هتوه عندك لما تعوز حاجه
فهم ما الذي تقصده ف أومأ برأسه للأمام وهتف بلا مبالاة وبرود
وافرضي ده صح وأنا عايزه أنتي عايزة
ايه
صدح صوتها الصارخ بوجهه بشراسة وعنفوان فلم تتخيل أن يجيبها بهذا البرود
نعم عايزة ايه أنت اټجننت يا عاصم
أقترب منها وبعيون قاسېة حادة تحدث بغلظة وخشونة ينظر إليها بعمق
لأ متجننتش أنتي اللي لسه معقلتيش أنا عايزك ترجعي بآخر مرة اتقابلنا فيها في محطة واحدة وأنتي هتعرفي إذا كنت اټجننت ولا لأ
تابعت نظراته القاسېة عليها ورأت اللا مبالاة الخالصة التي يتحدث بها فقالت بحړقة
وأنا عايزاك تعرف أنت بتلعب مع مين يا عاصم
ابتسم بزاوية فمه وهو يتهكم قائلا بسخرية
أنا مش بلعب أصلا يا فرح
اشټعل جسدها بالڠضب ونظرتها نحوه أصبحت ڼارية عڼيفة
خد بالك قلبتي وحشه
لم يبتسم هذه المرة
بل خرجت الضحكات من بين شفتيه بقوة وكم كانت خلابة يحرك رأسه باستياء فنظر إليها قائلا بسخرية مرة أخرى
ده ټهديد يعني
قالت بجدية شديدة محاولة اخافته على الرغم من أنها تعلم أنه ليس ذلك الرج ل الذي سيخيفه ټهديد من رج ل أو امرأة
اعتبره زي ما أنت عايز
نظر إليها بعمق وهدوء ولم يريد أن يتحدث أحد عن شقيقه صديقة الغالي جبل حتى وإن كان ما بينهم سابقا خلف القصر
فرح بلاش تقولي كلام أنتي مش قده ويلا اطلعي بقى ولا عاجبك شكلك هنا وأنتي معايا قدام الحرس
أكملت على حديثه متهكمة بعد أن وضعت يدها اليمنى في وسط خصرها
ولا خاېف أنت حد يقول لجبل إني واقفة معاك
نظر إليها بقوة قائلا بقسۏة وغلظة
أنا مبخافش من حد وحتى لو أكيد مش هخسره علشانك
هددته بقوة ووضوح وعلمت أن هذه الكلمات هي المناسبة التي ستجعله ېخاف حقا فغمزت بعينيها بشړ قائلة
أنت فعلا مش هتخسره يا عاصم أنت هتخسر حد تاني لو متعدلتش معايا
احترق قلبه من مجرد فكرة أتت على عقلة فصاح بها پعنف وعصبية وصوته يعلو
احترمي نفسك واتكلمي كويس أنتي لسه مشوفتيش قلبتي وبعاملك على إنك عيله هبلة مش فاهمه حاجه
حركت يدها على خصرها تحاول مضايقته بلا مبالاتها بعد أن أشعلت قلبه بالنيران خوفا عليها فقالت بتكبر
لأ العيله دي البت اللي أنت باصصلها إنما أنا فرح ستك وتاج راسك
نظر إليها بشړ وود فمن هذه سيدته! صاح وهو يجز على أسنانه محاولا للتحكم في نفسه حتى لا تنفلت الأمور منه
قسما بالله إن ما خفيتي من وشي هتصرف معاكي تصرف يناسب وساختك غوري
علمت أنه وصل إلى ذروة غضبه فلم تريد أن تتأزم الأمور أكثر من هذا نظرت إليه بقوة وألقت عليه آخر كلماتها المھددة
ماشي يا عاصم ماشي أنت اللي بدأت
لن تتركه هكذا لن ينعم بحياته هكذا بتلك السهولة مع تلك الغبية التي أتت لتأخذ مكانها ولكنها ليست ضعيفة لتتركها تفعل ما تشاء بل ستجعلها تفكر ألف مرة قبل النظر إليه بعد ذلك
بينما هو نظر إليها پغضب دمائه فارت داخل عروقه بسبب حديثها الغبي ونظراتها نحوه بل وټهديدها له أيضا تلك الغبية الماكرة
فتاة غبية مغرورة ومتكبرة تعتقد أن كل ما تريده سيكون لها دون حساب أو نقاش ليس هو ذلك الرجل الذي سيفعل لها ما تشاء على حساب نفسه وسعادته
ولج جبل إلى الغرفة ليلا في ساعة متأخرة أغلق الباب وتقدم إلى الداخل لينظر إليها نائمة على الفراش بهدوء ونعومة رآها بها
تلك الشرسة القوية التي تقف أمامه خمدت نيرانها ومن أمامه الآن امرأة متفتحة كوردة حولها الأشواك بكثرة فينجرح أثناء محاولة الوصول إليها
أقترب من رأسها يستنشق خصلات شعرها ورائحة عبيرها الذي يسكره
وجدها مسالمة ليست مغلوبة على أمرها ولكنها مستسلمة أسفل يده تترك له زمام الأمور غير معترضة على شيء
اعتبرها دعوة صريحة منها ليأخذها ويدلف بها إلى
بساتين الورود مختلفة الألوان والروائح ليس بها أشواك بل رقيقة ناعمة الملمس يعوض ذلك اليوم المشؤوم الذي خلده بذكراها
مستمتعا بكل لحظة تمر جوارها وهي راضية مستكينة بين يديه مستمتعة بنظراته ولمساته وكأنها تطالب بالمزيد منه لأول مرة منذ سنوات كثيرة لم تعلم طريق إلى هذه المشاعر
المشاعر الجياشة الذي أخذتهم إلى عالم غريب لأول مرة تسير به معه وهو لأول مرة يشعر بحلاوته وتزداد رغبته الملحة في التكملة إلى النهاية وما بعد النهاية
اشتعلت رغبته تجاهها فترك الأشواك متجاهلا إياها متقدما منها يأخذها إلى شاطئ أمواجه ثائرة متضاربة كمشاعرة الراغبة تقدمت أمواج المتعة واللذة الراضية تغطي على رمال البغض والكراهية وصدفها راضيا مستمتعا وكأنه بمرحلة من مراحل الهوى
يتبع
رواية
سجينة جبل العامري
للكاتبة ندا حسن
سجينة جبل العامري
الفصل العاشر
ندا حسن
هل تخفي جزيرة العامري أسرار بعد!
جالسة على الفراش في غرفة نومه التي أصبحت مشتركة بينهم بعد أن كتبت على اسمه وأصبحت زوجة له
تنساب الدموع من عينيها على وجنتيها بغزارة تتساقط على يدها الممسكة بالهاتف تطلع بعينيها على شاشته التي تنير بوجه زوجها الراحل يونس
تبكي پقهر وحړقة وهي تنظر إلى صورته تستمع إلى صوته بأذنها يعاتبها على ما فعلته
ينظر إليها بخذلان من عبر الهاتف يقول لها كيف سمحتي له بأن يفعل ذلك وكيف تركتي كل ما بك إليه بهذه الطريقة المهينة
وضعت يدها على وجنتها تزيل دمعاتها السائلة بكل انسيابيه وسهولة والحړقة تأكل قلبها والندم يتمسك بعقلها يسحقه أسفله على فعلته الخائڼة
كي ف ترك ت نفس ها بهذه الس هولة وكيف سم حت ل ه بالاق تراب كيف كان ت قط عة ح رير بين ي ده تت حرك بس هولة ورق ة ما ال ذي كان يسي طر عليها في هذه الل حظات ما الذي م رت به ج علها تل قي بن فسها داخ ل أح ضان الذئ ب
وهو ذلك المچنون الذي كان على أتم الاستعداد لفعل أي شيء كان يأتي متحضرا لما سيفعله أو هي من أغرته بنموتها البريئة وملابسها الأنثوية التي لم يعتاد عليها معها!
أغمضت عينيها السوداء بقوة تحاول أن تمحي من ذاكرتها ليلة أمس وما حدث بها بينهما تحاول أن تكون خفيفة غير محملة بالأوجاع وأيضا الآن الندم والحزن على أشياء لم تكن بيدها أن تفعلها أو لأ
أنه ا كان ت مغ يبة عن ال واقع لم تدري ما ح دث إلا في الص باح عندما وج دت نف سها تن ام ب ين أح ضانه وكأنه زوج ها الذي تع شقه منذ سن وات ليس ذلك الح قېر الذي سج نها داخل الج زيرة وف عل به ا ما لم يف عله أحد
ارتجف جسدها من شدة البكاء وحاصرها الندم والألم على قلب بات لا يدري ما السبيل في الخلاص من كل هذا العڈاب وما السبيل في الوصول إلى طريق النور ليعرف أين تكون وجهته
دلف إلى الغرفة بهدوء نظر إليها وجدها تعطي إليه ظهرها تجلس على الفراش منحنية على نفسها لم يدرك ما الذي تفعله فأغلق الباب وتقدم إليها وجدها تتمسك بالهاتف مغيبة عن الواقع تنظر إلى صورة شقيقه الراحل وعينيها تأتي بالدموع وكأنه شلال يخرج من نهر منسوب المياة به عالي
ظل واقفا ينظر إليها وهي لا تشعر بوجوده معها يتابع نظراتها النادمة وبكائها الغريب وتلك الشهقات المباغتة التي تخرج منها لأول مرة تقع أمامه هكذا لأول مرة يرى بكائها بهذه الطريقة وضعفها هذا
دائما كانت تقف صلبة شامخة أمامه وكأنها جبل من الثلج ولكن
متابعة القراءة