شيطان العش للكاتبه اسماء الاباصيري

موقع أيام نيوز

الحلقة الاولى الى السادسة
تبدأ أولى مشاهد حكايتنا فى احدي اكبر شركات الاستيراد والتصدير فى الشرق الاوسط وتحديدا بجمهورية مصر العربية ...... بل بالأخص بمكتب سكرتارية الرئيس التنفيذى للشركة .. نجد فتاة فى منتصف العشرينات ذو المظهر الجاد و الزي الرسمي المتمثل فى جيب سوداء بالكاد تصل لركبتيها يعلوها قميص ناصع البياض تغطيه سترة تماثل الجيب بسوادها القاتم .... آيات ..... مثال للجدية والاتقان فى العمل .... ذو مظهر عملى بحت عملها لا يشوبه شائبة دائما جاهزة بالاوقات الطارئة .... ذكاءها يفوق عمرها بمراحل .... وكثيرا ما انقذت الشركة من مواقف محرجة كادت تودي بسمعتها ..... وطوال الاربع سنوات التى قضتها بالشركة لم يسجل فى ملفها اية اخطاء مهما كانت صغيرة .

والآن فلتبدأ حكايتنا
نراها تجلس خلف مكتبها والذي امتلأ عن آخره بأوراق انكبت هى عليها تدققها بتركيز تنفيذا لاوامر مديرها ليقاطعها صوت هاتفها المتصل بمكتب رئيسها
آيات بتذمر تررررن تررررن ترررررن ....... زن زن زن ... ايه مش بيزهق .... ده حرااااام ..... ده اسمه انتهاك لحقوق الانسان كل شوية تعالى يا آيات روحي يا آيات .... يخربيت آيات على اليوم اللى جت آيات فيه تشتغل فى المكان ده ..... حسبى الله ونعم الوكيل
ثم همت برفع سماعة الهاتف لتجيب
آيات بهدوء مفاجئ ايوة يا مستر هادي مع حضرتك ... تمام تمام ... انا شغالة على الورق ده ودقايق هيكون جاهز على مكتب حضرتك .... لا لا ولا يهمك تأخير ايه بس ما حضرتك عارف انى بحب شغلي جدا ....... تمام اتفضل يا فندم
ثم اغلقت الهاتف بعد ان ألقى على مسامعها عدة اوامر اخرى اصابتها بصداع نصفي
آيات محدثة نفسها بغيظ يعنى عشان الواحد ذوق وحابب شغله وبيحافظ عليه يسوق فيها حضرته ويطلع عيني معاه ...... يدينى شغله عشان هو يروح بيته وانا اسهر بداله ... منك لله يا بعيد .... واهو يوم تانى اهو اكون آخر واحدة تروح من الشركة
ثم اكملت عملها بعد تذمرها اليومي المعتاد بسبب تكاسل رئيسها والقائه لمعظم واجباته على سكرتيرته الخاصة
بمكان اخر تحديدا بمطار القاهرة الدولى نجده يمشي بثبات ملامحه جامدة لامبالية كالعادة وكأنه لا يوجود ما يثير اهتمامه على هذا الكوكب بأكمله ......عاد بعد رحلة عمل شملت عدة بلدان لتكون وجهته الاخيرة هى بلده ومسقط رأسه .. مصر ... يتجه نحو بوابة الخروج ليقابله سائقه والذي سارع بحمل الحقائب عنه مهلالا فرحا بعودة سيده الى ارض الوطن
السائق اهلا اهلا يا باشا .... مصر نورت برجوعك يا طائف بيه
طائف بجدية شكرا .... حط الشنط و اطلع بينا على القصر بسرعة
السائق امرك يا بيه
ثم سرعان ما انتهى السائق من امر الحقائب ليفتح باب السيارة الخلفي لسيده والذي لم يبدي اى اهتمام لترحابه و استقل السيارة فى صمت مهيب
بعد ثلاث ساعات
آيات واخيرااااا خلصت ..... ثم سمعت اصوات غريبة تصدر من معدتها ...... اشوف فيك يوم يا بعيد منك لله مأكلتش لقمة من الصبح بسببك
ثم نهضت وبدأت تعدل من هندامها واتجهت بخطوات واسعة الى خارج الشركة
وفى طريقها مرت على سوبر ماركت لا يبعد كثيرا عن منزلها لتشتري بعض احتياجاتها
البائعة بصوت حنون ازيك يابنتي عاملة ايه 
آيات بحب انا تمام الحمد لله ازيك انتى يا روءة وحشانى والله
البائعة بمرح ايه روءة دي يا بت اتلمي امال ... اسمى رقيات ايه مفيش احترام للاكبر منك ولا ايه
آيات بغمزة اكبر مني ايه يا جميل ده اللى يشوفك يديكى عشرين سنة ... اجي ايه انا جنب الشعر الاصفر الحرير ده ولا عيونك الخضر دول يوقعوا اجدعها راجل
رقيات كلى عقلي بكلامك ياختى .... قوليلي متأخرة كده ليه النهاردة 
آيات المخفي اللى اسمه هادي ده هو السبب ... تخيلي رامي الحمل كله عليا وهو ولا هنا مفيش ډم ولا احساس بس اقول ايه منه لله
رقيات بشفقة معلش يا بنتي استحملى ... انتى قدها انا واثقة فى كده
آيات تسلميلي يا عسل انتى .. مليش غيرك يحس بيا ... ايدك بقى على طلبات كل اسبوع خليني الحق اروح اكل لقمة
نظرت اليها رقيات بحب وشفقة على حال تلك الصغيرة ... فهى يتيمة الابوين لا اقارب لها على حد قولها ... انتقلت منذ اربع سنوات الى حيهم هذا فى منزل وفرته لها شركتها لتكون قريبة من محل عملها
انتقت آيات ما تحتاجه لتتجه من فورها الى منزلها فالساعة قد تعدت الحادية عشر ليلا
قرب منزلها بمسافة ليست بكبيرة وجدت آيات شيء ما متكوم ارضا لم تستطع تبين ملامح هذا الشيء من شدة العتمة و همت ان تتجاهله و قررت السير على الجانب الاخر من الطريق لكن ما اوقفها ولفت انتباهها هو تحرك هذا الشيء ببطئ وصدور صوت شبيه بالهمهمة ... وبالطبع تغلب الجانب الفضولى بداخلها على خۏفها وتوجسها منه لتتقدم عدة خطوات نحو الشيء الملقى
ارضا لتجد انه
 

تم نسخ الرابط