رواية شيقة للكاتبة نرمين
المحتويات
علي مكالمتها
الو انا الحمد لله لا كنت بعمل حاجات كده ف المطبخ ومعرفتش ارد
جاءها صوت ياسر يقول
مروحتيش شوفتي الأشعة ليه استاذ عبد القادر قالي ديه رجلك مينفعش تسكتي عليها كده خصوصا أن منظرها كان صعب جدا
لا لا انا اصلا مبحبش الدكاترة والمرة اللي فاتت بابا هو اللي أصر على دكتور عشان رجلي وسبحان الله يعني ارتحت لحضرتك وخليتك تكشف عليا يعني تجارب الدكاترة مش سهلة اوي كده بالنسبالي
علي الجهة الأخري
اغلقت زمزم الهاتف دون قصد فقد ارتعشت يداها بسبب خروج وقاص من الغرفة علي حين غرة وهو يستدعيها حتي تتبعه الي غرفتها فأغلقت الهاتف وإزالة اخر مكالمه من سجل المكالمات
تعالي اقعدي بقي مش هفضل اقولك كل حاجة كده
سارت زمزم حتي جلست علي الكرسي وانتبهت له
قاطعته زمزم قائلة
مفيش مشكلة انا اصلا كنت عاوزة استأذن نجاة هانم اني اخد الاوضة اللي ف الجنينة عاوز حاجة تاني مني
نهض وقاص من مكانه قائلا
لا هو ده الموضوع اللي كنت هكلمك فيه بس انت كنت بتكلمي مين ف التليفون
ااا الرقم كان غلط
وقاص بشك
الرقم كان غلط اممم طيب
وخرج من الغرفة وهي وراءه حتي تعود لعملها بالمطبخ وتنهيه
بمنزل عابد سلمي كانت تمارا تجلس علي الاريكة وبجانبها طفليها بمنزل جدتهم عندما دلف الي المنزل عابد بهيبته الطاغية
امسك بيد والدته وقبلها قائلا
ربتت والدته علي كفه قائلة
الحمد لله يا حبيبي انت اخبار شغلك ايه
عابد بابتسامة ونبرة ذات معني
الحمد لله الشغل كويس جدا حتي اني اخدت اسبوع إجازة وهقعده كله هنا عشان زينب سافرت لأهلها
يلا يا تمرة قومي اطلعي مع جوزك
زاغت بعينيها تحاول الهروب وهتفت
طيب بس اقفلك ع الاكل الاول
حاولت تمارا الحديث لكن والدته أوقفتها وهي تقول بصرامة وقوة
قولت مع جوزك يلا جاي م الشغل تعبان وعاوز يرتاح
نهضت تمارا
من مكانها بضيق شديد وسارت نحو الباب يتبعها عابد
دلفا الي الشقة بهدوء شديد لم يتفوه أحدهم بكلمة فقط الصمت هو
الذي يسود الأجواء
اومأت تمارا برأسها إيجابا وسارت الي المطبخ حتي تطهو الطعام بعد الانتهاء من الطعام نظر عابد الي تمارا قائلا
شيلي الاكل وتعالي الاوضة
اغمضت عيناها بقوة وهي تهدئ من روعها تعلم أنه نسخة من والدها ولذلك رفضته عندما تقدم لها لكن والدها وطغيانه أصر علي إتمام تلك الزيجة وبسبب خۏفها من والدها لم تتمكن من أخباره بعدم رغبتها فيها وكحال شقيقتيها اختارت التأقلم مع الظروف والتلوي معها اينما انجرفت بدلا من الاعتراض عليها
من البداية
سيبي النور مفتوح
أجابت بصوت باكي
لو سمحت خليني اقفله الله يخليك
كانت تتوسل اليه وهي تعلم أنه لن يجدي معه عابد لا يضعف ولا يتأثر أمام دموعها فقط الجمود هو ما يسود الأجواء بينهم ولكن ذلك لم يمنعها من المحاولة مرة أخري
يا عابد ااا
خلصنا تعالي يلا
سارت بخطوات بطيئة مثقلة نحوه عندما بدأ بتجريدها من ملابسها اغمضت عيناها تحاول استرجاع ذكريات شبابها مع شقيقاتها حتي تنعزل عن الواقع وينتهي عابد مما يفعله تعلم جيدا بل إنها متيقنه انه تفرغ لها هذا الاسبوع لا لشئ سوي ليربيها علي امتناعها عنه ويضع الأمور في نصابها الصحيح بعلاقتهما وهي علاقة الخادمة بمخدومها
الفصل الرابع
بعد مرور اسبوع كان ناير يجلس أمام زهرة بالمقعد الموجود بالغرفة ينظر إليها بغموض وهي تبادله نظراته بابتسامة غريبة وغير متزنة
الا قوليلي يا زهرة انت مرتاحه هنا ف المستشفي
اومأت زهرة برأسها إيجابا وهتفت
امممم مبسوطه جدا هنا المستشفي حلوة اوي
ابتسم ناير بخفة وهتف
طب الحمد لله انها عجباكي ومرتاحة فيها
نظرت اليه زهرة بضيق حنق قائلة
هو انت ليه مبقتش بتفكني
ناير بجدية
مش لازم انا باجي اقعد معاكي ساعتين تلاته بالكتير ملهاش لازمة اني افكك يعني
بس انا بستني الساعتين اللي بتجيلي فيهم عشان تفكني شوية انا زهقت وانا مربطة كده
عبث ناير بخصلات شعرها قليلا ثم قال
بكرة تخفي وتبقي حصان ومحدش يربطك بس ده بيعتمد عليكي اذا كنت عاوزة ولا مش عاوزة
ردت زهرة بلهفة
أيوة عاوزة
خلاص يبقي تشدي حيلك بقي عشان تخفي كده وتشوفي اللي ف بطنك ده انت طبعا عارفة أن الحاجات اللي بتاخديها ديه بتضره عشان كده بيحاولوا يخففوهالك وده اللي بيزودلك الصداع والتعب
وبنبرة ذات مغزى
بس عشانه تستحملي اي حاجة مش كده بردو
ارتعشت زهرة بداخلها قليلا ثم قالت بابتسامة مهتزة
ااه اي حاجة استحملها عشانه
ثم انحني الي اذنها هاتفا
صدقيني يا زهرة العيل ده لو نزل هعيشك ف چحيم انا ماشي دلوقتي عندي شغل هجيلك بكرة
أشار لها بيده مودعا وغادر المشفي اما هي فبعد مغادرته صاحت بأعلى صوتها تستدعي تلك الممرضة حتي تطلب منها جرعة اليوم مقابل ما يتركه ناير تحت الحساب بالمشفي تأخذه الممرضة وتعاود مطالبته بدفع الحساب
كما توقعت تماما تركها بعد أن فرغ منها واعاد الأمور الي نصابها الصحيح تركها مغادرا الي زوجته الأخري كما أنه أصر علي معاقبتها فلم يتراجع عن انتقال طفليها للعيش مع والدته
مازالت تتذكر اخر ما القاه علي مسامعها بأخر يوم بالاسبوع الذي أعاد تربيتها به
ده كان نتيجة تصرفك يا تمارا اسبوع اسبوع كامل استمتعت بيكي فيه كل ليلة كنت ف حضڼي سبع تيام يا تمارا كل ما هتحاولي تتحديني هتفتكريهم واقدر اقولك انك مش هتعملي كده تاني لأنك مش هتبقي عاوزة تكرريهم تاني اصلا
فاقت من شرودها علي صوت باب المنزل يفتح ويدلف منه عابد وضرتها اغمضت عيناها بقوة تحاول منع الدموع منهما
انت قولتي لمين انك جاية لامي
قالها عابد بحدة وصوت مرتفع قليلا
انا مرحتش ف حته انا بس نزلت كام سلمة كنت عاوزة اشوف عيالي
ولو كام سلمة كام خطوة حتي ولا يفرق معايا الكلام ده ف حاجة اصلا تستأذنيني الاول
جاءت والدته علي صوته المرتفع وهي توجه كلامها الي تمارا قائلة بتحذير
خلاص يا عابد حصل خير يا حبيبي هي مكانتش بتروح ف حته اصلا الا عندي مش هتعمل كده تاني صح يا تمارا
اخفضت رأسها محاوله السيطرة على دموعها أمام تلك الغريبة التي لمحتها تبتسم بخبث فرحة بما يحدث
صح يا طنط
اعتذري لجوزك واطلعي شقتك وتاني مرة تستأذني لما تحبي تجيلي
تمارا بخفوت
انا آسفة
وخرجت من المنزل بأكمله وصعدت الي شقتها بمجرد أن أغلقت الباب خلفها تصاعد رنين هاتفها
تنزلي دلوقتي عند امي تحت
كان المتصل عابد زوجها قال لها ما يريده واغلق الهاتف بوجهها مباشرة تأفأفت تمارا بنفاذ صبر وهي تقول
مش انت اللي عملتي فيها سبع رجالة ف بعض استحملي بقي
نزلت تمارا إلي الأسفل مرة أخري بناءا على أوامر زوجها
روحي حضري الاكل مع زينب جوة
لم ترد عليه حتي فقد سارت نحو المطبخ بكل هدوء حتي
تباشر عملها
لم يخلو الوضع
بينهما من مضايقات زينب لتمارا واخيرا اتمتها زينب بملء الحوض بأواني كثيرة وخرجت من المطبخ وهي تقول بنبرة ماكرة
انا سيبالك تذكار بقي
يا
متابعة القراءة