رواية علي اوتار قلبي

موقع أيام نيوز


بس لما كنت بروح لتدريبات العزف وأعزف.. كنت بتخيلك في كل لحن.. فـ بتدمني بشغف غريب..

الحياة أة كانت قا"سية عليا..

لكن قدر، وتدبيرات ربنا دايمًا أحسن.. وبالرغم من كل شيء..

بصت على ملامحه.. تخيلت نفسها بتغر"ق فيها وبتحاول تمسك رموشُه الكثيفة وتطلب منها النجـ"دة لكنه فتح عيونه بهدوء فـ عرفت إنها هتهر"ب من بحر ملامحه لمُحيط عيونُه..

قال فخر بصوت مبحوح: كملي.. سامعك

إتو"ترت وتر وغمضت عيونها وإتنهدت وهو بيشد على إيدها وبيدخلها في حضنُه.. وقالت بإبتسامة: إلتقينا.. لكن ماإنتهينا ! بالعكس.. كُنت ليا الحياة في وقت كنت بخرج آخر نفـ"س فيا.. والظر"وف بتفتح لي قبـ"ر.. ويُسرا هانم بتطلع لي شهادة وفا"ة رغم إني لسة فيا النفس !

دموعها نزلت بضعف، فـ با"س راسها وقال قُدام وشها: وتر..

وتر من وسط دموعها بصوت محشر"ج من الدموع: نعم؟

فخر بإبتسامة وهو بيمـ"سح دموعها بببطن إيدُه: لا دة أنا بس بحب أنطق إسمك.. وأتأكد إنك معايا.. وإن الإسم دة هيفضل مربو"ط بإسمي طول العمر.. بأغلا"ل عشق أسر"تيني بيهم من أول لحظة شوفتك فيها..

لكن كنت دايمًا بحس إنك مش طيقا"ني، مش قبلا"ني.. الفترة إلي قابلت شجن فيها في الچيم أبويا كان بيز"ن عليا..

عاوز أشوفك عريس..

عاوز أشوف عيالك يا باشا..

يا إبني العمر بيعدي وأنا نفسي أطمن عليك مع واحدة كويسة..

طول ما أنتَ دماغك في الشغل بس هنروح في دا"هية..

ضحكت وتر وهي بتتخيل كامل باشا وفخر بيقلدُه بسخرية.. بعدين كمل بحُزن: ساعتها أخدت قرار مكنتش أعرف إنه هيبقى قرار يد"مر حياتي.. يفـ"سد قلبي..

وقولت هخطب شجن.. حسيت إنها ريداني وشوفت إنها من عيلة كويسة وبابا كان يعرف سليمان باشا.. فـ كان مرحب.. رغم عدم إرتياحي ليُسرا ولا لشجن شخصيًا بشكل كامل.. لكني حبيت إهتمامها.. أة كانت بتعصبني كتير وبتغـ"يظني في لبسها وخروجتها وطريقتها... لكن وعدت نفسي إني هغير.. وبصراحة كان خلاص.. نفسي فعلًا أكون أب.. وهي كمان حسيت إن نفسها في كدة.. وشوفت إني ممكن أغيرها وتكون أم وزوجة كويسة..

حسيت إني معجب بإختلافها عني.. أنا آة مجنو"ن بس هي مجنو"نة 24 ساعة في ال 24 ساعة..

هي كانت مختلفة يمكن عشان كدة حبيت وجودها..

لكن إلي كانت دايمًا عليها علامة إستفهام بالنسبة ليا أنتِ..

عمري ما كنت قادر أفهمك.. طيبة ولا شر"يرة.. متواضعة ولا مغرو"رة !

هادية ولا مجنو"نة !

ساعات كنت بستغرب إختفائك من أي تجمع عائلي بينا.. لكن كنت بقول يمكن مش قبلا"ني، يمكن بتخاف من حد"تي !

مع ذلك كان فضولي تجاهك بيزيد يوم عن يوم..

يوم الفرح لما عرفت إنك إلي بقيتي مراتي.. قلقت.. خوفت.. كنت غضبا"ن من شجن.. لكن جوايا شعور لذيذ تجاهك !

كنت بد"فنه وبتجا"هله..

أنقـ"ذتك من الإنتحا"ر لإنه كان واجب عليا.. لكن معرفش لية فضولي كبر ناحيتك أكتر وأكتر...

كنت مختلفة بس بطريقة غير شجن نهائي..

مختلفة بطريقة مش حابب أغيرها، مجنو"نة بطريقة مش أ"ذياني نهائي..

كنت حاسك حنينة، طيبة، جدعة، خدومة أوي..

دة غير إن جمالك كان خاص..

أول يوم قربت منك فيه.. عرفت إن في حاجة أقوى من رُصا"ص سلا"حي.. وهي عينك إلي كان مطلية بلونُه ومُفعـ"مة بقو"تُه.. 
بعد ما عرفت خيا"نة شجن ليا كنت حاسس إني منها"ر وغضبا"ن.. جوايا آ"لم.. آة هو لسة موجود لكن ربنا يعلم.. لولا وجودك كان زماني عملت في روحي حاجة..

بس وجودك جمبي حسسني إن في حاجات أحسن بكتير من شجن.. وإن أكيد القدر عاوزني معاكِ... زي ما عقلي وقلبي إتحدوا عليا.. آة شهرين قليل.. بس أنا حبيتك فيهم.. حسيت إن الحياة من غيرك صعبة..

لدرجة إن أبويا لاحظ تغيري.. بس مكنش بيعلق.. كان بيبتسم وهو مبسوط إنه شايفني بعشـ"ق وبحب لأول مرة في حياتي..

أنا طول عمري دا"فن نفسي في الشغل، حتى في مراهقتي د"فنت نفسي بين الكتب والمذاكرة..

عُمري ما حبيت ولا عرفت معنى الحُب غير لما حبيتك وبس...

كنت بو"هم نفسي إني بحب شجن، عشان بس أعمل بيت وعيلة.. لكن إكتشفت إن البيت والعيلة لازم يبقى قائم عليهم إتنين بيحبوا بعض.. بيخافوا على بعض.. حتى إختلافهم مش أ"ذيهم..

وتر إبتسمت بحُب وقالت: هتبقى أحلى أب.. أنا مُتأكدة.. أنتَ حنين وطيب وجميل أوي.. يا ريتني قبلتك من زمان يا فخر

بادلها الإبتسامة وقال: أوعدك هعو"ضك عن كل إلي فات.. هكون ليكِ كل شيء وأي شيء.. الأب والأم، الصديق والحبيب، ملجأك، هستحملك في كل حالة وعلى أي حال..

ضـ"مها أكتر بحب وقال: يا ريت نفضل سوا طول العُمر ومفيش حاجة تفرقنا عن بعض..

وتر بتنهيدة وهي بتقوم: إحنا لو فضلنا كدة مش هننزل القاهرة.. أنا ورايا حاجات كتير وأنتَ خلاص أجازتك خلصت فـ يلا قوم

قام فخر بإرهاق ودخلت وتر الحمام، فَـ لقى موبايله بيرن.. وكالعادة أبوه..

فخر بسعادة: يا صباح الخير يا حج كامل

كامل بسُخر"ية: لسة فاكر أبوك؟؟ نايم في العسل أنتَ..

بص فخر على مكان وتر وإبتسم وبعدين قال: بصراحة آة.. بتمتع شوية بالبت إلي حيلتي يا بابا

كامل إتنهد بإرتياح وقال: ربنا يديمكم لبعض يا حبيبي.. أنتَ مش متصور فرحتي عاملة إزاي.. ومش هتتصور فرحتي هتزيد إزاي لما يبقى ليا ولي عهد.. سواء أمير جميل أو أميرة جميلة كدة شبه وتر

فخر بغـ"مزة: والله لأجيبلك من كل نوع خمسة.. وتؤام ملتصق كمان.. حاجة تانية؟

قام وقف في المراية وهو بيبص على دقنه، فَـ قال كامل بضحك: يلا على البركة.. المهم تروح الشغل ولو تسمح تركز في الشغل وفي وتر وبس.. وتنسى أي حاجة فاتت

عقد فخر حواجبه وكشـ"ر: لا والله؟ مش عاوزني أخد حـ"قي؟؟ دة أنتَ يا حج كامل إلي معلمني إني أجيب حـ"قي لو كان فين !

كامل بصر"امة ولُغة نُصح وقـ"لق على إبنُه: لازم تفهم إن شجن ويُسرا وكل إلي حواليك أنت ووتر دول تعا"بين ! حر"ام عليك تعيش في صر"اع أنتَ ومراتك ملوش لازمة..

فخر إتنهد بضـ"يق وعصبية طفيـ"فة: طيب بعدين أكلمك يا بابا عشان ألبس وننزل على القاهرة..

كامل بتنهيدة: طيب..

قفل فخر المُكالمة، فـ طلعت وتر وهي بتنشف شعرها، وإبتسمت لفخر في المراية إلي كان واقف ماسك الموبايل وسر"حان..

وتر بإستغراب: فخر.. فخر.. حبيبي !

فجأة فاق فخر من تفكيرُه وقال بلـ"غبطة: نعم با حبيبتي؟

وتر بضحك: أنا خلصت الحمام.. لو عاوز تدخل

فخر ببرود: طيب

وتر بإستغراب: مالك؟ كنت بتكلم مين كدة ! 

فخر بلامُبالاة وهو بياخد البو"رنص من على السرير: بابا

دخل الحمام فـ عقدت وتر حاجبيها: هو مالُه ! 
.... #هنا_سلامه.
شجن كانت قاعدة على الأرض وقدامها طبلية عليها فرختين.. رُز.. ملوخية ريحتها تجـ"نن.. ومخلل ليمون معصفر وعيش طازة.. 
رفـ"ص الطفل في بطنها فـ قالت بتعب: طيب هناكُل أهو يا قلب ماما.. حاضر
قالت كدة ومسكت الفرخة قسمتها نُصين، وقالت بشراهة: ياااه... الواحد جعان كإنه مكلشبله سنين..

كانت فوزية قاعدة قدامها في هدوء، لحد ما قالت بضيق: مش كفاية كدة؟؟

شجن والأكل مالي بوقها: خير؟؟

فوزية بتنهيدة: يعني.. بتهد"ديني وتهد"دي بنتي.. آة وعدتينا بفلوس وواقفنا.. بس خلاص كفاية طفا"سة كدة ! العيل يمو"ت مخنو"ق من الأكل !

حطت شجن شوية ملوخية على الرز وخلطـ"تهم بالمعلقة وقالت بعد ما خدت نفس عميق: بس بنتك يا فوزية أنبه منك بكتير.. بت ذكية وعارفة مصلحتها.. شقة وفلوس وعالم تاني خالص هتعيش فيه..

كانت لازم توافق..

ولو على الأكل..

نهـ"شت الفراخ بين أنيا"بها وقالت وهي بتمـ"ضغ بصعوبة من كتر الأكل إلي في بوقها: إعتبريه حق العقد الألماظ بتاع أمي إلي سر"قتيه زمان..

فوزية بغيـ"ظ: طلع فلـ"صو زي أصلكم  !

ضحكت شجن ببرود: بس السر"قة مش بتفرق.. هي سر"قة في النهاية

فوزية بسُخر"ية: شوف مين بيتكلم ! حامل من واحد وهر"بانة من فرحها ومبكـ"ية أمها وأهلها عليها لا وكمان عاوزة تخر"ب حياة أختها وتقـ"تل روح !!

إحنا الإتنين واحد.. يمكن أنتِ أقـذ"ر بس..

بر"قت شجن بصد@مة وسابت الأكل من إيدها وحست بخبـ"ط جامد في بطنها.. وقالت بآ"لم: فوزية.. إلحقيني.. فوزية بطني !!

فوزية بصد@مة: يا ند"امة !! دة أنتِ لسة أول يوم في السابع !!

عيطت شجن بآ"لم وصبت عرق وقالت بخوف: حاسة.. حاسة بمو"ت !!

فوزية ببرود: لا إمسكِ نفسك كدة.. يمكن يكون طـ"لق عادي وبيروح وبييجي..

شجن بدموع: مش قادرة.. شكلي بولد.. !

وصل فخر بوتر لقصر أبوه، نزلوا من العربية بإرهاق فـ قال فخر بتنهيدة: معلش يا محمد.. عشر دقايق أدخل المدام والشنط وهنزل توديني القسم

محمد بلؤ"م لكنه دراه بنبرة طاعة: أوامرك يا باشا

شال فخر الشنطتين بتوعهم ودخل القصر، كامل أول ما شافهم قال بترحيب: مرات إبني.. حبيبتي عاملة إية؟

قربت وتر وحضنت كامل بحُب شديد وقالت: بخير يا عمي والله

كامل بص لفخر بعتا"ب ولو"م.. فـ لاحظت وتر نظراتهم لبعض.. وعيون فخر إلي مليانة توتر

كامل بضحك: إوعي يكون ضايقك في حاجة ولا دا"س لك على طرف

وتر بإبتسامة: لا يا عمي متقلقش إبنك بيحبني وبيخاف عليا بجد..

كامل بغيـ"ظ: لو على بيحبك فـ هو بيعشقك وأبصم بالعشرة.. بس لو على الخوف فَـ لأ.. جوزك و"حش

وتر بصت لفخر بعدم فهم، فـ با"س راسها وتجا"هل كلام أبوه: سلام يا حبيبتي..

قرب من كامل عشان يبو"س إيده فـ بعدها كامل بضيق، فـ قال فخر بتنهيدة: تمام.. عمتًا أنا هتأخر في الشغل.. إتغدوا إنتم ومتنساش يا بابا تاخد الدواء بتاعك لو سمحت

مردش كامل عليه، بل بالعكس تجا"هلُه وودى وشه الناحية التانية..

فـ راح فخر ناحية الباب فَـ راحت وتر وراه وقالت بقلـ"ق: هو في إية؟ زعلا"ن منك لية؟

فخر بحنان: معلش يا حبيبتي لما أرجع نتكلم

وتر بقلة حيلة.. لو هي عنيـ"دة فـ هو أعـ"ند منها، وهي عارفة كدة كويس..

وتر: طيب خلاص، لا إله إلا الله..

فخر بإبتسامة: سيدنا مُحمد رسول الله

وقرب حضنها بحُب وقال بلهو"جة عشان ميتأخرش: إرتاحي ومعلش إدي لبابا الدواء.. بحبك.. خليكِ عارفة

إبتسمت وتر وضحكت بحُب وقالت: وأنا كمان.. سلام

ركب فخر العربية، فـ قال محمد بتنهيدة: على فين يا باشا؟

فخر: على القسم وبعدين على ڤيلا في المقطم.. ساعة وتيجي تاخدني من عندها.. ألاقيك قدام الباب

محمد بخُـ"بث: عينيا يا باشا..

فخر بإبتسامة: محمد.. خليك عارف.. أي حاجة تشوفها، تسمعها، دي في إطار شغلي.. يعني لا تسمع لا تتكلم لا ترى..

لكن كمل وهو بيمحي إبتسامتُه بشـ"ر: وإلا هزعلك مني أوي.. أوي.. ز"علي محدش بيحب يشوفه مني.. أنا عارف إنك جديد في الشغل معايا.. فَـ قولت أنبه عليك

بلع محمد ريقُه: على الله يا باشا

لبس فخر نضارتُه وقال: كلنا على الله يا سيدي.. يلا إتحرك.. 
.... #هنا_سلامه.
كانت واقفة وتر مع الطباخ في المطبخ وهي بتقـ"طع سلطة وبتكلم نعيمة: والله ما تخافي أنا كويسة.. الحج كامل طيب أوي وبيعاملني كإني بنته

نعيمة بقلـ"ق وهي بتطبق هدوم سميحة: طيب طمنيني عليكِ..

إبتسمت وتر وقالت: مفيش الحمد لله زي ما قولتلك إعترفته لُه بمشا"عري وهو كذلك.. طلع بيحبني أوي يا ماما نعيمة.. مبسوطة أوي
نعيمة بدموع فرحة: يا قلب ماما نعيمة يا رب فرحانة على الطول.. إوعي يكوني زعلك في حاجة.. لحسن أنا عارفة طبع فخر.. عصـ"بي وعنـ"يد.. قوليلي يا نور عيني لو ضايقك في حاجة وأنا هكلمه.. دة أنتِ بنتي يا وتر

وتر إبتسمت بحُب وإمتنان وقالت: والله ما تخافي، يتمنى لي الرضا أرضى...

نعيمة بإطمئنان: طيب يا حبيبتي، هقفل أشوف سميحة وأنتِ روحي إتغدي يلا

وتر: ماشي يا حبيبتي، سلام

.... #هنا_سلامه.

" في ڤيلا المقطم "
طلعت بنت جميلة، لابسة فستان قُصيـ"ر وكعب عالي من أوضتها، وهي ماسكة إز"ازة و"يسكي في إيدها وبتقول بضحكة عالية: بس أنتَ طلعت جا"مد يا فخر ! بعد شهر العسل على طول كدة.. تيجي لليلى حبيبتك عشان تتعرف عليا، بصراحة قلبك جا"مد أوي ولا خايف من مراتك حتى

فخر:........................ 
ليلى بد"لع: بس أنتَ قلبك جامد أوي يا فخر باشا.. لسة جاي من شهر العسل مع مراتك وعادي كدة جاي تتعرف عليا؟؟

حطت كأ"س قدامه وحطت تلج.. صبت و"يسكي فيه فـ قال ببرود: مبشر"بش.. وبعدين يا ليلى أنا مش جاي هِنا عشان نتكلم عن مراتي..

سيبك منها خالص.. خليكِ معايا أنا

أخد الكأ"س ومسك إيدها وحطه فيه وقال: يلا إشربي بقى يا لولا.. عشان نتكلم بهدوء خالص.. ريلا"كس يا قلبي


إبتسمت ليلى وأخدت الكأ"س شربته مرة واحدة وبعدين قالت بضحك: إزاي؟ إزاي إتجوزت وتر والمفروض تبقى متجوز شجن !

فخر وهو بيحط رجل على رجل وبيطلع سيجا"رته: وأنتِ تعرفي شجن ووتر منين بقى؟ وتعرفي منين إني إتجوزت وتر مش شجن !

أخدت ليلى السيجا"رة إلي كانت في إيدُه، فـ إتنهد بضيق وسند ضهره على الكنبة وقال: مقبولة منك.. بس ردي عليا

قالت ببرود وهي بتصب في الكأ"س تاني: عشان إزاي تتجوز واحدة حامل من آسر أخو عصام باشا؟

إتعدل فخر في قعدتُه وحس بغـ"صة في حلقُه.. غـ"ضب تمـ"لك منه.. صد@مة سيطرت عليه أكتر وأكتر..

ورغم إن قلوبُه مش بيحب شجن ولا بينتمي لحُبها، لكن حس بو"جع على روحُه وعلى رجو"لتُه وعلى شر"فُه.. وند"م رهيب إنه في يوم فكر إنها ممكن تتغير وتكون زوجة وأم كويسة..

كل المشا"عر دي إجتمعت على قلبُه بمُنتهى القسو"ة.. وكإنها بتدو"س على قلبه لحد ما نز"ف..

ولكن بالرغم من ذلك قال ببرود: إزاي دة حصل؟

بصت ليلى في السقف وقالت بسُـ"كر: معرفش.. آسر جيه لعصام باشا وكان بيز"عق ومنها"ر.. حكاله كل حاجة من طق طق

خبطت ليلى على الترابيزة وهي بتضحك وبعدين قالت: لسلام عليكم.. وساعتها بقى عصام فضل يز"عق ويقوله أنا مش عاوز أعرفك.. أنت مش أخويا وأنا هتبر"ى منك وتستاهل كل حاجة تحصل لك في الدنيا..

فخر بتو"عُد: وبعدين.. كملي !

ليلى بتنهيدة: بعدين فضل آسر يقوله سميحة عرفت.. كلمتني وهي منها"رة.. قالتلي هنتـ"قم منك يا آسر وهد"مرك وأ"دمر شجن.. هتشوفوا هعمل فيكم إية !

فخر عيونه إتسعت بصد@مة وقال: سميحة ! إية إلي دخل سميحة؟؟ أنا مش فاهم !

ليلى بضحك: طيب طيب.. ناولني طبق اللب دة بس

فخر إتنهد بضـ"يق وقال: إتفضلي

حط طبق اللب قدامها فـ قالت وهي بتاخد واحدة من الطبق: إلي فهمته إن آسر إتجوز سميحة في السر بأمر من شجن.. عشان يقدر يوصل لوتر بسهولة

هِنا بقى قلب فخر وقع في رجليه، وحس إن قلبه من كتر الدق هيتنز"ع من مكانه.. ولقى لسانه بينطق بلهفة العالم كله: إية إلي دخل وتر في الكلام دة !!

ليلى وهي بتر"مي القشر في الطبق: إلي فهمته إن شجن كانت عاوزة تد"مر وتر.. وتكـ"سر نفسها وكبر"يائها قدام الكُل..

فخر بصد@مة: لية كانت عاوزة تنتقم منها؟؟

ليلى بتعب وإر"هاق وهي بتقرب منه: لا يا فخر.. أنا مش جاية أتكلم عن شجن.. وبعدين معرفش.. دور على سميحة.. توصل لشجن وآسر

الموضوع سهل يعني

جت تلمـ"س إيده فـ بعد إيده عنها وقال بإبتسامة سا"حرة دو"ختها: يا قلبي شكلك تعبانة.. إية رأيك أشيـ"ـلك؟

عيونها لمعت: بجد ! يلا !

طلع فخر بخا"خة من جيبه وقال وهو بيحدف لها بو"سة في الهواء: يلا يا قلبي.. شـ"ـمي كدة

وبـ"خ منها في وشها في لمح البصر.. وشالها طلعها لأقرب أوضة ور"ماها على السرير.. وقفل النور وهو بيقول بقر"ف: الله يخر"ب عقلك.. دة أنا أول مرة أقر"ف من روحي كدة

ونزل من الڤيلا فـ لقى محمد مستني تحت، وأول ما محمد شافه راح فتح لُه باب العربية، فـ ركب فخر بإرها"ق: محمد

محمد دور العربية وقال بإبتسامة: أوامرك يا باشا

فخر بنبرة أ"مر وتحذ"ير تر"جف جسد محمد من الخوف: زي ما قولتلك.. لا تسمع لا ترى لا..

قاطعه محمد بطا"عة: لا أتكلم والله يا باشا

فخر بضحك: لا تعجبني كدة يا محمد..

بعدها إتنهد وهو بياخد نفس عميق وغمض عيونه.. وقال في نفسه بحُزن: يا ريتني يا وتر سمعت كلام قلبي وحر"بت العالم كله من البداية عشان أكون معاكِ..

يا ريتني ما شوفت شجن معاكِ، يا ريتك ما خوفتِ مني في كل لحظة شوفتيني فيها..

يا ريتك قربتي يا وتر.. يا ريتك لمحتي لي بحبك..

يا ريتني ما دخلت قصر سليمان ولا شوفت بنت سليمان ولا روحت لهم ومعايا ورد وفوق البيعة قلبي..

أول مرة أحس بالضعف والتو"هة.. أول مرة أحس بالند"م على حاجة مكنتش بإيدي.. 
بس للآسف أنا مسمعتش كلام قلبي ولا مرة لما كان بيقولي شجن لأ.. ولا سمعت كلام عقلي لما قالي شجن لأ دي مش تو"بك ولا إختلافها يليق بيك ولا لبسها ولا كلامها..

كنت مشدود ليها ولحلاوتها الخارجية وبس.. للآسف كنت نفسي أكون أب وخلاص.. وعيني كانت معـ"مية.. لدرجة إن خلاص كانت شجن هتبقى مراتي

ضغـ"ط على إيدُه إلي فضل يخبط بيها في إزا"ز الشباك: شجن الخا"ينة.. الر"خيصة.. الأنا"نية.. إلي كانت عاوزة تد"مر أختها بالرغم من إنها مشافتش منها أي حاجة وحشة..

محمد بقلق: أنتَ كويس يا باشا؟ إزا"ز العربية هيتكسـ"ر في إيدك !

فاق فخر من تفكيره العميق، إلي كان نابع من أعماق أعماق قلبه، وقال بتنهيدة حا"رة: مش عاوز أروح.. وديني على الكورنيش يا محمد

محمد بتنهيدة: تحت أمرك يا باشا

قال كدة وهو بيغير مسار العربية، وركن قدام الكورنيش.. حيثُ النيل وريحة النيل.. الهواء الجميل البارد.. وريحة البطاطا والحلبسة بالشطـ"ـة.. إجتماع الدفء والبرودة في فصل الشتاء بيبقى بس عند إتنين عشاق متجوزين وبينهم إبنهم وبياكلوا بطاطا.. بيبصوا على النيل ويفتكروا أيام الخطوبة ويضحكوا على لهـ"ـفة البدايات.. وير"موا هموم المصاريف وغلو الأسعار ومصاريف مدرسة إبنهم في النيل..

إبتسم فخر وهو شايف العيلة البسيطة دي.. وبعدين نزل من العربية وقال لمحمد: ساعة وتعالى يا محمد

محمد بطا"عة: أوا"مرك يا باشا..

راح فخر قعد على مقعد حديد باللون الأخضر.. بص للنيل وأخد نفس عميق وهو بيقفل البلطو بتاعه عليه من البرد.. ونسمات الهواء بتـ"حتل شعره الناعم الإسود.. وعيونه بتنغـ"مس في النيل أكتر وأكتر..

وهو بياخد نفس عميق، بيتمنى الهواء البارد إلي داخل لجسمه دة يطفي النا"ر إلي قا"يدة في قلبه.. بيتمنى يجيب حقه ويعيش في أمان..

فجأة طارت وردة حمرة جميلة ووقعت تحت رجله، فـ أخدها من على الأرض..

لقاها طارت من راجل عجوز شايل ورد، فُل، وياسمين ريحتهم تجـ"نن

فـ إبتسم وقام وقال: لو سمحت يا حج.. عاوز شوية ورد على شوية فُل كدة وكتر من الياسمين البلدي دة.. ولا معاك نعناع إديني ر"بطتين منه

إبتسم العجوز وقال بصوت مبحوح من البرد: شكلك بتحبها

فخر بإستغراب: هي مين؟

ضحك العجوز وغـ"مز بجهد وشقى.. شقى محفو"ر في تجاعيد وشه العجو"زة: إلي جايب لها الورد والياسمين

ضحك فخر وقال: بصراحة أيوة.. بحبها.. وهي بالنسبة لي أجمل من أي ورد

العجوز بضحك: دي لهفة البدايات.. وحلاوتها.. بكرة متطـ"يقوش بعض

تم نسخ الرابط