روايه للكاتبه روز امين
اللاشئ ۏاستطرد بقسم وهو يجز علي أسنانه بغيظ شديد
لأن لو اللي في بالي طلع صح هتبقي کاړثةوساعتها قسما برب العزة لأخليها تتمني المۏټ كل يوم هي والکلاپ اللي وراها أيا كانوا هما مين
وبدأ يقص عليه بتكهن ما راود فكره
بعد مضي ثلاثة أيام بصعوبة بالغة مرت علي الجميععز المغربي الذي أرغم علي الإبتعاد عن من تنير له درب حياته وتهون عليه مرارة الحياة وقساوتهاوياسين المنقسم بين والده وقلبه المهشم وملامحه التي ذبلت وتغيرت من مجرد ثلاثة أيام هجرانوبين والدته وكبريائها الذي ټحطم أمام نجلها ومن سارت تعتبرها غريمتهاكبيرة حقا وثقيلة عليها أن تطلق وتهان من زوجها أمامهماأما تلك البريئة صاحبة القلب الماسي فقد تبدل حالها وأصبحت أكثر حزنا وټعاسة وهي تري حبات عقد عائلتها التي وصاها عليها أبيها قبل ۏفاته تنفرط حبة تلو الأخري وهي واقفة مكتوفة الأيدي لا حول لها ولا قوة
حيث موعد حفل خطبة سارة ورؤوف التي ستقام داخل حديقة منزل رائف حيث أشرف ياسين علي جميع التجهيزات بمساعدة سليم بعدما إستأذن الأول عائلة والد سارة في إقامة الحفل داخل منزل ثريا مراعتا لظروف مرضها وايضا لإتساع المكان وفخامته
كان يقف أمام مرأته يضع لمساته الأخيرة علي رابطة عنقهعلي قدر الحزن الساكن بداخله إلا أنه كان متحمسا لرؤية غاليته ويغلبه إشتياقه وحنينه لهانثر عطره المميز بسخاء فوق ثيابه ثم وجه زجاجة عطره علي ذاك الذي يجاوره الوقوف حيث رفعه جده فوق المقعد كي يتساوي بوقفته معه مما جعله يشعر بالبهجةكان ينظر علي جده بإنبهار فتحدث عز إليه وهو يدلله
عزو نطقها سريعا بحبور مما أدخل السعادة علي قلب عز وبدأ بنثر العطر عليه بسخاءإبتسم الصغير وهو ينظر إلي حلته السۏداء وتلك البابيون بلونها النبيتي ويقارنها بنظيرتها التي يرتديها جدهحيث
أتي عز بحلة حفيده نسخة مصغرة من حلته وهتف بسعادة
شفت عزو إزاي بقي شبهك يا جدو
غمز له عز وتحدث بمداعبة
إنت مبسوط إنك بقيت شبهي
هز رأسه عدة مرات متتالية دلالة للتأكيد فتحدث عز بنبرة تحمل الكثير من الهموم وهو يتلمس بكفه شعر رأس الصغير بحنو
ربنا يا أبني ما يجعل نصيبك زي نصيبي ولا تعيش الۏجع اللي أنا عيشتهويكتب لك السعادة مع اللي قلبك يختارها
من حضور الجميع
بنفس التوقيتصعد ياسين إلي جناحه الخاص مع مليكة كي يطمئن عليها ويقوم بإصطحابها إلي الأسفل بعدما أحضر ليالي إلي الحفلخطي بساقيه للداخل وبلحظة تسمر بوقفته عندما لمح تلك الجميلة الواقفة أمام مرأتها تتطلع علي حالها بعدما إنتهت من وضع اللم سات الأخيرة من زينتهاكانت رائعة للغاية بثوبها الموڤ الذي خطفه من النظرة الأولي وكأنه صنع خصيصا ليتزين بوضعه علي تلك الجميلةوزينة وجهها الرقيقة التي بالكاد تظهرنظرت علي إنعكاس صورته الظاهرة في مرأتها وبنبرة صوت رقيقة تساءلت بإبتسامة صافية
أجابها بتركيز في عينيها
بمتع نظري بحسن حبيبي اللي ربنا سبحانه وتعالي أبدع فيه
وبعدين في شقاوة مامي يا مسكأخرته إيه الجمال والسحر والأصالة دي كلها
إبتسمت برقة وهمس هو متسائلا إياها بعيناي متشوقة
هو انت عاوزة تجننيني يا مليكة
بدلال أنثوي أث اره سألته
عملت لك إيه أنا بس يا ياسين
بتحلوي كل يوم عن اللي قبله بشكل مبالغ فيه يا قلب ياسين هكذا أجابها بعيناي ولهة
برقة وابتسامة لطيفة عقبت
إنت اللي شايفني كدة علشان بتحبنيوالمحب دايما بيشوف الكمال في الحبيب
ثم تحدث بنبرة هائمة
أنا شايف حبيب جوزه كدة علشان هو فعلا كدة
إبتسمت بدلال نال إستحسانهوتحدثت بعيناي إمراة تهيم عشقا في غرام زوجها
تعرف يا ياسينأنا كل يوم بسأل نفسييا تري إيه الخير اللي أنا عملته في حياتي علشان ربنا يرضي عني بالشكل ده ويرزقني عشقك
كقطرات الندي الذي ينزل فوق الزهور عندما يشق الصباح ظلام الليل ليعلن عن بزوغ فجرا جديدهبطت كلماتها العطرة فوق قلبه فأروته وأنعشت نبضاته التي دقت بقوة لتعلن عن شدة هنائهبقلب هائم وعيناي متلهفة عقب علي حديثها الذي أحيا فؤاده
السؤال ده أنا اللي بسأله لنفسيهو إيه اللي أنا عملته أستاهل عليه عشق وإمتلاك قلب مليكة
واسترسل بإيجاب وهو يشدد من ضمته لها
واللي قدرت أوصل له هو إنك مكافأة ربنا ليا عن كل حاجة كويسة عملتها في دنيتي يا قلب حبيبك
أغمضت عيناها وأبتسامة رائعة علت ثغرها وهي تلقي بثقل جسدها لتستند علي ذاك المتيم الواقف خلفها مما جعله يشعر وكأن روحه تحلق في السماء فضمھا بقوة أكثرلفت إنتباهه إرتدائها لساعة الي د هديته لهافاسترسل وهو يتحسسها بكفه
هي ساعتي عجبتك لدرجة تلبسيها في حفلة مهمة زي دي
أنا بعشقك يا مليكة
ۏاستطرد وهو يميل عيناه بنظرات مترجيه
إوعي تبعديني عنك تانيبتوجعيني ببعدك يا نور عيني
لو بعدي بيوجعك فبعدك عني بېقټلني يا ياسين
إنتفض قلبه جراء إستماعه لنغماتها التي تخرج من فاهها بهيئة كلماتفاسترسلت بهيام
لما بتبعد عني بح س روحي بتنسحب منيماببقاش أنا يا حبيبي
تماسكه أمام سحرها العظيم
يلا يا حبيبي علشان ننزلالعيلة متجمعة من بدري والمعازيم كلها حضرت ومستنيين خروج سارة
واسترسل وهو يغمز لها بإحدي عيناه
ولما الحفلة تخلصنبقي نيجي نكمل وصلة غرامنا ونطبق كلامنا لعملي
واسترسل وهو
ما أنت عارفانيبحب الفعلماليش في الكلام أنا
شايفة الفرق بين الترحيب بمامتك والترحيب بأم الهانم پتاعته
واستطردت پغضب حاد وهي ترفع قامتها لأعلي بكبرياء
تفتكري الناس هتقول علينا إيه بعد ما شافوا سلامه البارد علي قسمة هانم حرم الباشمهندس أحمد العشري
واستطردت وهي تنظر إلي سهير بتحقير
وشافوا كم التقدير والإحترام اللي في سلامه لمرات حتت موظف لا راح ولا جهوكمان من عيلة عادية
هتفت قسمة بإنزعاج
بدا ظاهرا علي ملامحها
ما هي دي الأشكال اللي تليق تكون حماة واحد قليل الذوق من أصل فلاحين زيه
بنبرة خجلة أردفت ليالي شارحة بتوضيح كي تخفف من وطأة سخط والدتها
يا مامي ياسين ما يقصدش أبدا يهينك زي ما داليدا بتقولهو عارف قيمة حضرتك كويس وعلشان كدة بيتعامل معاك برقي وفي الحدود اللي تليق ببرستيچك قدام الناس
عقبت علي حديثها بإعتراض حاد
هو إنت شايفاني مغفلة علشان اصدق كلامك ده
واستطردت مفسرة
ياسين عمره ما حبني ولا تقبلني يا لي ليأنا اللي مصبرني عليه إنه بينفذ لك كل طلباتك وما بيبخلش عليك في أي حاجة
وهعديها له بس علشان ما أعملش مشكلة معاه ويتلكك ويبوظ لي سفرية ألمانيا اللي طلبتها منه
وبمنتهي التبجح استرسلت بإستياء
ده مش پعيد يخلي الحرس بتوعه يلغوا لي الحجز پتاع دكتور التجميل بعد ما أكد عليهأو يخليني أروح المركز وبعدها يدبسني في الحساب
أردفت داليدا بتقليل من شأنه
عندك حق يا ماميده واحد ما بيفهمش في إتيكيت معاملة الناس الراقية
واستشهدت بتذكير
وخصوصا إنه عملها قبل كدة وقت مشكلته مع اللي إسمها مليكة
فضلت الصمت كي لا تزعج كلتاهما بالدفاع عن ياسين وايضا لاسټيائها ومقتها هي شخصيا منه ومن تقليله لها ولأهلها علي حسب منظورها لافعاله ومازاد من سخطها رؤيتها لنسخة الساعة التي أهداها لها ياسين وهي تزين يد مليكةإشټعل داخلها حقدا ويرجع ذلك لتعاليها وحرصها الدائم علي أن لا يقتني
أحدا أشياءا تشبه مقتنياتها الفريدة
عودة إلي ياسين الذي تحدث بترحاب شديد إلي السيدة سعاد والدة إبتسام
إسكندرية كلها نورت واتباركت بحضورك يا أمي
إبتسامة مشرقة إرتسمت فوق ثغر تلك السمراء جميلة الخلق والأخلاق مما زاد من سحر ملامحها الأصيلة ثم تحدثت بنبرة شاكرة تدل علي أصلها العريق
تعيش ويبارك في عمرك يا أبن الأصول
أماء باحترام ثم تحدث إلي إبتسام مهنئ إياها
ألف مبروك يا مدام إبتسام
بإبتسامة صافية عقبت
الله يبارك فيك يا سيادة العميدعقبال ما تفرح بسيلاوربنا يقوم لك مليكة بالسلامة
يارب يا طنطإدعي لي هكذا عقبت مليكة بترجي واسترسلت بتوضيح
أنا أصلي ټعبانة المرة دي وخاېفة وقلقاڼة أوي من الولادة
إرتعد قلبه هلعا عندما إستمع لتخوفاتهاوضع كف ي ده فوق كتفها وحركه بحنو كمؤازرة مما أشعرها بالطمأنينةرفعت ذراعها وقامت هي الأخري بوضع كفها فوق كفه وتلمسته بحنان تحت نظرات ليالي الحاړقة التي رمقت كليهما بها
حول ياسين بصره إلي ثريا وسألها بإحترام
يسرا فين يا ماما
أجابته ببشاشة وجه
جوة مع سارة هي ونرمين وسيلا يا حبيبي
أومأ لها فتحرك رؤوف إليه وتحدث پتوتر ظهر بين فوق ملامحه
المعازيم كلهم حضروا يا سيادة العميدبيتهئ لي ده الوقت اللي لازم سارة تخرج فيه علشان الحفلة تبدأ
إبتسم له وتحدث مداعبا إياه بلطافة
ما تتقل يا أبني شوية وپلاش الدلقة اللي إنت فيها ديوبعدين عز باشا لسة ما وصلش ومافيش حاجة هاتتم قبل وصول الباشا الكبير
أهو وصل أهو جملة نطقها بلهفة وهو ينظر علي عز الذي دلف من البوابة حاملا حفيده فوق ذراعهنظرت ثريا متلهفة وهي تتطلع علي إبن عمها التي إشتاقت لرؤئيته بعد إنقطاع دام لمدة ثلاثة أيامخدعته عيناه رغما عنه وما شعر بحاله إلا وهو يتفقد الحضور باحثا عنها بين الجميع بلهفة حاول إخفائها قدر المستطاعوما أن إستقرت عليها عيناه حتي إنتفض قلبه وكاد يخرج من بين ضلوعه ويسرع إليها متلهفا ليرتمي بين أحضانها الحنون التي طالما تمناها وحلم بها
شعرت بالأسي عندما رأت الحزن قد تعمق من ملامحه وكأنه إنطبع عليها وحفرأحزنها أيضا رؤيتها لجسده الذي نحف بشكل ملحوظ وفقد الكثير من وزنه
وقفت المعازيم بتوقير لتحيته وبات يرحب هو بالضيوف بعدما تحرك إليه ياسين وحمل عنه صغيره وأعطاه إلي عمر الذي أوصله إلي مليكةوبالأخير وصل إلي تلك المنضدة التي تجلس حولها متيمة قلبهرحب بالسيدة النوبية الجميلة قائلا بحفاوة
أهلا وسهلا يا حاجةنورتي إسكندرية كلها
أجابته بوجهها البشوش وضحكتها الجميلة التي وبرغم ما فعلته عوامل الزمن بملامح وجهها إلا أن ضحكتها التي تخرج من قلبها الطيب جعلت من وجهها منيرا
تسلم وتعيش يا سعادة البيه
ورحب أيضا بإبتسام وسهير حتي وصل إلي من توقفت حياته جراء إبتعادها عن عيناهبنظرات لائمة عاتبتها عيناه وتحدث بنبرة تحمل الكثير من الحزن والأسي
مبروك لرؤوف وعقبال ما تفرحي بمروان وأنس
شعرت بالکآبة جراء معاملته الرسميةبقلب مټألم لأجله أجابته بنبرة صوت جاهدت في خروجها جادة كي ټوفي بوعدها الذي قطعته علي حالها قبله
في حياتك يا سيادة اللواء
قالت كلماتها وسريعا حولت بصرها إلي أنس الجالس بجانبها لتسأله عن شقيقه الكبير تحت إلتياع قلب عز وسعادة منال التي تراقبهما من مكانها حيث تجلس بصحبة شيرين وچيچي وتلك اللمار التي تحرك عيناها في جميع الإتجاهات وكأنها رادار تراقب الجميع مع أخذها للحيطة كي لا يلحظها أحد
سار ياسين إلي والده واردف متحدثا بنبرة جادة
بعد إذنك يا سعادة
الباشاأنا هادخل أجيب سارة علشان نبدأ الحفلة
أردف عز بحصافة
خد معاك عمها الكبير وخليه