روايه للكاتبه روز امين
المحتويات
متعقم وفيه عملية هتبتدي ولا انت مش واخد بالك!
واستطرد محتجا وهو ينظر إلي الجميع
إيه التهريج اللي بيحصل ده يا جماعة!
بعيناي معتذرة نظر له أحمد ثم أشار له مطالبا إياه بأن يتوقف عن حديثه المحقثم أردف علي عجالة وهو ينظر إلي ياسين
من فضلك تخرج يا سيادة العميد لأن لازم نبتدي حالا في العملية
أجابه بإصرار وهو يتطلع لعيناها وكأنه يبث لها الأمان ويطالبها بالصمود
كاد أحمد أن يعترض لضيق الوقت ولعدم إرتداء ياسين للثوب الجراحي المعقم فتحدثت منى وهي تنظر لزوجها بترجي لدرايتها مدي أهمية تواجد ياسين بجانب تلك المړتعبة
خليه يحضر من فضلك يا دكتوروجوده هيفرق جدا مع المړيضة وهيقلل من توترها وده هيساعدنا في شغلنا
بعجالة تحدث أحمد إلي إحدي الممرضات الموجودة
بالفعل إرتدي الثوب الجراحي وكان جاهزا بعد دقائق قليلة وتحرك مهرولا إليها ليمسك كفها سريعا وهو يتحدث بنظرات متلهفة
ما تخافيش يا حبيبي
ما بقتش خاېفة بعد ما شفتك نطقتها بنبرة إلي حد ما هادئة فابتسم لها وشدد من ضمته ليدها وتحدث ليبث داخل روحها السکينة
أنا معاك ومش هسيب إيدك أبداوزي ما خرجنا قبل كدة أنا وإنت وعز من أوضة العمليات
بأمر الله هنخرج أنا وإنت ومسك
أومأت له ودمعة هربت من عيناها جففها لها سريعا بكفه الآخر ثم مال برأسه قليلا لليمين يترجاها بعيناه ويطالبها بأن تتحلي بالهدوء واليقين باللهإستمدت من نظراته وكلماته العزيمة والقوة ثم تنفست براحة فتحدث طبيب التخدير إليها من جديد بعدما تفهم طبيعة الوضع
أومأت بطمأنينة ثم تنفست ونطقت الشهادة من جديد ونظرت لذاك المبتسم أثناء ما كان يحقنها الطبيب بدواء التخدير الذي سري بجسدهاعلي الفور شعرت بتنمل يسري بوجهها ودماغها وبلحظات كانت غائبة عن الوعي مستسلمه لقدرها تحت إرتجاف قلب ذاك المړتعب الذي بات ينظر لوجهها متمسكا بضمة يدها وكأنه يعطيها القوة والثبات خلال تلك الضمةوما أن بدأ الطبيب بالشروع بالبدأ في العملية حتي شعر وكأن ذاك المشرط الطبي يغرس ويشق قلبه لا بطنها
والكثير
بالخارج
كان الجميع جالسون يترقبون بقلوب مټألمة داعين الله أن ينجي تلك البريئة وطفلتها ويخرجهما من محنتهما علي خيرتوجهت أنظار الجميع إلي مدخل الرواق وهم ينظرون علي مروان حيث لفت إنتباههم دخوله وهو يتحرك مهرولا بمشيته ويتجه إليهم بعدما علم بحالة والدته
ماما عاملة يا خالو
تحدث وهو يحتويه بذراعيه برعاية
إيه اللي جابك يا مروان ومين اللي قال لك
أردفت ثريا بعدما وقفت من جلوسها وتحركت متجهة إلي حفيدها الغالي
أنا اللي إتصلت بيه وقلت له يا شريف
واسترسلت بنبرة رحيمة
لازم لما مليكة تفوق تلاقي إبنها جنبها
خير ما عملتي يا أم رائف جملة إستحسانية نطقتها سهير من بين دموعها المنهمرة ړعبا علي إبنتها
خرج الفتي من داخل أحضان خاله وتحدث إلي جدته التي إحتوت كفه بحنان
ماما فين يا تيتا
أجابته بنبرة حنون كي تطمئن قلبه علي غاليته
ماما في أوضة العمليات وشوية وهتخرج إن شاء الله
أشار له عز ليستدعيه حيث تحدث بنبرة حنون
تعالي إقعد جنبي يا حبيبي علي ما ماما تخرج بالسلامة
تحرك الفتي وجلس بجانب عز الذي وضع ذراعه فوق كتفه باحتواء وبات يربت عليه ليهدئ من نوبة القلق التي أصابته جراء وجود غاليته داخل غرفة العملياتباستفسار حنون تحدثت سهير إلي الصغير
سيبت إخواتك مع مين يا حبيبي
أجابها بنبرة جادة
سيبتهم مع دادة علية يا تيتا وهي هتاخد بالها منهم كويس
وأثناء حديثهم حضر سراج وبجانبه نرمين التي تحدثت إلي سهير بنبرة هادئة
ألف سلامة علي مليكة يا طنطإن شاء الله تخرج بالسلامة
بدموعها نطقت
يارب يا نرمين
جلس سراج بعدما ألقي التحية علي الجميع وتحدث إلي سيادة اللواء
هو ياسين ما يعرفش إن مليكة بتولد ولا إيه يا أفندم
أجابه بهدوء
عرف من الدكتور ولسة واصل من شوية
سأله مستفسرا
أمال هو فين
رد طارق علي سؤالة قائلا باقتضاب
مع مراته جوة
في أوضة العمليات
أومأ له بتفهم ثم تحدث إلي سالم مواسيا إياه
ألف سلامة علي مليكة يا سالم بيه
تأثرا بحالته النفسية الناتجة عن حالة قرة عينه رد بنبرة صوت خاڤتة
الله يسلمك يا سيادة العقيد
بمنزل اللواء عز المغربي
صعدت منال الدرج بإتجاهها للأعلي بقلب وعقلا مشتتان تأثرا بما تمر به عائلتها من فاجعة كبري أشعرتها وكأن عقد العائلة إنفرط وصارت حباته متفرقة كل حبة بجهة تغرد منفردة بحالهاأيسل التي باتت تفضل الإنعزال وألتزمت غرفة والدتها لتقبع طيلة اليوم داخلها وما عادت تفضل إنخراطها وسط الجمع العائلي كسابق عهدها
وحمزة الذي إنطوي علي حاله وأنغمس بأحزانه رغم محاوطة عز له إلا أن فاجعة رحيل والدته المفاجئ هزت كيانه وزلزلته
وما أحني ظهرها وأنهي علي ما تبقي من صمودها هو صدمة مدللها والمفضل لدي قلبها في الفتاة التي عشقها وفضلها علي جميع ما قابل من فتياتفمنذ ذاك اليوم الذي أزاح ياسين فيه الستار وكشف عن الوجه القبيح لتلك الشيطانة وهو منعزل بغرفتهفلا عاد يشاركهم طعاما أو جلسات وأحاديث تتم داخل المنزل
تحركت داخل الرواق المؤدي إلي حجرته الجديدة حيث أنه طلب من العاملات أن ينقلن جميع أشيائه الخاصة إلي غرفة جديدة
بعدما حطم جميع محتويات تلك التي عاش بداخلها كذبته الكبري والتي إستمرت لسنواتحطم معالمها وما بقي بها شئ علي حاله
وصلت منال إلى غرفته ودقت بابها فلم تستمع إلي صوته فأعادت دقها للباب ببضع طرقات صاح بعدها قائلا بكامل صوته الغاضب
أنا مش قلت ماحدش يخبط عليا طول ما أنا نايم
أخذت نفسا عميقا وزفرته ثم فتحت الباب لتجده ممددا علي بطنه ملقيا بجسده بإهمال فوق التختإقتربت عليه وتحدثت بنبرة هادئة
مليكة بتولد وحالتها صعبة وأخوك مسافرقوم روح لها المستشفي وأقف مع بابا وطارق
بنبرة صوت خافته عقب علي حديثها وكأن الأمر لا يعنيه
أنا تعبان ومش قادر أروح لأي مكانإخرجي وإقفلي الباب وراك
هتفت بنبرة حادة
لحد إمتي هتفضل عامل كدة في نفسكوعلشان مين ده كله!علشان واحدة خاېنة وحقېرة
بصياح حاد هتف غاضبا
يووووه بقيهو أنت ما زهقتيش من الكلام في الموضوع ده!
واسترسلت بصفاقة
قلت لك إطلعي برة وإقفلي الباب وراك
بدموعها هتفت بنبرة مټألمة
أنا عملت إيه في حياتي علشان يحصل لي كل ده يا ربي
صړخ بكامل صوته قائلا باستخفاف
إطلعي كملي ندبك بره لأني مصدع وعاوز أنام
بيأس شديد حركت رأسها يمينا ويسارا وهي تبكي بمرارة علي ما وصل إليه ذاك المصډوم وجعله أكثر حدة وصفاقة مما كان عليه من ذي قبلبإستسلام تحركت خارج الغرفة تاركة إياه غارقا بأحزانه وندمه الشديد علي تسليم قلبه لتلك الخائڼة
بنفس التوقيت بمنزل عبدالرحمن المغربيكان يجلس بجانب وليد وراقية وهالة وهو يتناولون مشروب الشاي الدافئ ومن حولهم يلهو أطفال وليدإستمع إلي رنين هاتفه فألتقطه من فوق المنضدة ونظر بشاشتهعلي عجالة ضغط زر الإجابة عندما وجد نقش حروف إسم شقيقه الغالي وتحدث قائلا
أهلا يا عز
صمت لثواني ليستمع إلي حديثه وأردف معاتبا إياه
وإزي ما كلمتنيش وبلغتني من وقتها علشان أكون معاكم
إستمع مرة أخرى إلى حديث شقيقه وتحدث بنبرة هادئة تحت عيناي راقية المترقبة بطريقة مريبة
خلاص يا حبيبي أنا جاي لك على طول
أغلق معه وهتفت تلك التي كانت تتسمع علي حديثه والفضول يأكل من روحها ويجعلها تفرك بمجلسها بعدم راحة
ماله عز يا عبدالرحمن
أجابها وهو يلملم أشيائه الخاصة من فوق المنضدة
مليكة تعبت واضطروا يدخلوها أوضة العمليات علشان يولدوها
يا حبيبتي يا مليكة جملة حنون نطقت بها هالة
أما تلك الراقية فهبت واقفة وتحدثت بحماس
طب إستنا لما أغير هدومي وأجي معاك
بنبرة أمرة تحدث بما أحبطها
خليكي مكانك يا راقية
واسترسل متهكما وهو يرمقها بنظرات مستهزئة
الناس فيها اللي مكفيها ومش ناقصين لسانك اللي زي الكرباج
نظرت هالة إلي وليد وكظما ضحكاتهم التي حضرت رغما عنهما جراء حديث عبدالرحمنفي حين هتفت راقية بنبرة غاضبة معترضة
أنا لساني زي الكرباج يا عبدالرحمن
واسترسلت معاتبة إياه
الحق عليا علشان عاوزة أروح أقف مع أخوك وولاده في شدتهم
بملامح وجه حزينة استطردت بنبرة لائمة كي تستقطب تعاطفه وتجعله يصطحبها معه
طول عمرك وإنت كاسر نفسي ومقلل من قيمتي قدام إخواتك وستاتهموالوقت قدام إبنك ومراته الغريبة
أنا ماشي قبل ما تفتحي في حوار الصعبنيات اللي ما بيدخلش ذمتي بتلاتة مليم ده نطقها وتحدث إليه وليد الذي وقف وتحدث برجولة
أنا جاي معاك يا بابا
عقب قائلا بتفهم
خليك إنت يا وليد علشان السباك اللي هييجي كمان شوية بخصوص حوض المطبخ يلاقي راجل في إستقباله
واستطرد بتنبيه
شد عليه في الكلام بدل ما يكروته ويمشي زي المرة اللي فاتت
واسترسل وهو يتنقل بالنظر إلي ثلاثتهم
وبعد ما السباك يمشي إبقي خد أمك وهالة وروحوا إطمنوا علي مليكة بعد ما تولد
أومأ له بموافقة وتحرك الاخر سريعا إلي الخارج
تحدثت هالة بنبرة يملؤها الشجن وملامح وجه حزينة
ربنا يقومك بالسلامة يا مليكة علشان خاطر ولادك
بكلمات لا تعرف للإنسانية طريق نطقت راقية
هينجيها يا اختي وهتقوم زي القردما تقلقيش إنت قوي كدة عليها
واستطردت بنبرة حسودة
دي تلاقي المستشفي كلها الوقت واقفة علي رجل واحدة علشان يخدموهاطبعامش مرات ياسين المغربي ومرات إبن سيادة اللواء عز محمد المغربييا حسرة علينا وعلي قلة بختنا جنبهم
واسترسلت ناقمة علي حياتها وسخط ظهر علنا فوق ملامحها وهي تنظر إلي وليد
دي حتي المرة الوحيدة اللي قلت الزمن هينصفنا فيها وناخد لنا قرشين حلوين نعدل بيهم حياتنا المايلة ديطلع لنا قرد في الموضوع وطلعت البت إرهابية وقتالة قټلة
بيقين وقناعة أردفت هالة شارحة بنبرة هادئة
إحمدي ربنا يا طنط إن وليد خرج من الموضوع بسلام ومن غير أذيةمين عارفمش يمكن اللي إسمها لمار دي كانت ورطته وجابت رجله في الحكاية وكان زمانه محپوس معاها
أما وليد فكان يستمع لحديث كلتاهما بترقب ثم تحدث إلي هالة متهكما علي حديث والدته
أمي ولا كان يفرق معاها أروح حتي ورا الشمس يا هالةأهم حاجة عندها الملايين اللي كانت هتطلع لنا من ورا الحية اللي إسمها لمار وإن شالله حتي بعدها يعدموني
جحظت عيناها بذهول وتحدثت مؤنبتا إياه
يا خسارة تربيتي فيك يا وليدبقي أنا تقول عليا كدة يا واد
واستطردت بوجه عابس لإستقطاب تعاطفه
وأنا من امتي كنت لاقيت حظي مع حد علشان ألاقيه معاك يا سي وليدطالع براوي وناكر لخير الغير زي أبوك بالظبط
أردفت هالة بدفاع عن والد زوجها التي تكن له الكثير من الود والإحترام
بقي عمو عبدالرحمن ناكر لخير غيره عليه
واستطردت بإبانة
طب ده عمو حتة سكرة والناس كلها بتشهد بأخلاقه العاليه وتواضعه مع الكل
لوت فاهها إعتراضا علي حديث تلك
متابعة القراءة