روايه وانقطعت الخيوط

موقع أيام نيوز


لوحده عشان يبقى هو براحته و احنا براحتنا 
رهف بتنهيدة عمرى ما اتخيلت انه ممكن يبعد عنى
مراد طب ماهو كان بينزل القاهرة و يسيبك 
رهف كنت ببقى عارفة انه يومين و اللا تلاتة و راجع لكن بالوضع ده 
مراد بالوضع ده ايه بس يا رهف دا احنا مع بعض فى القاهرة و المسافة يعنى مش كبيرة للدرجة دى ما بيننا و بينه 

لتصمت رهف على مضص ليلاحظ مراد امتعاضها فيكمل حديثه قائلا حاولى تاخدى الموضوع ببساطة اكتر من كده
رهف مش قادرة اتصورها مكان امى يا مراد مش قادرة اتخيل حتى انها ممكن تدخل اوضتها
ليديرها مراد لتقف بين يديه ليقول لها بجدية اوعى تفكرى ان عمى ماعملش حساب النقطة دى اومال انتى متخيلة سكن بيها بعيد ليه ماهو عشان كده عمى كان حريص لاقصى درجة انه يحافظ على مشاعرك و على ذكرى مامتك الله يرحمها فى نفس الوقت
رهف الاختيارين احلى مافيهم مر يا مراد .. يمكن ماتصدقش لما اقول لك ان بعد بابا عنى هياثر فيا اوى كلكم معتقدين ان عشان كان دايما بيتعامل معايا بجد زيادة عن اللزوم ان بعده مش فارق معايا .. لكن بالعكس .. انا رغم كل شئ الا انى كنت دايما ببقى متطمنة و انا شايفاه قدامى 
مراد بامتعاض و انتى مش متطمنة بوجودى معاكى 
رهف اقصد انى كنت ببقى متطمنه عليه يا مراد .. ماتنساش انى ماليش غيره فى الدنيا دى 
مراد بعبوس اومال انا ابقى ايه بقى 
رهف بابتسامة انت جوزى .. لكن هو ابويا يعنى ما ينفعش اقارنكم ببعض 
مراد بتنهيدة غلبتينى يا ست رهف .. بس انا برضة مش عاوزك تاخدى الموضوع بمأساوية اوى كده و ماتحمليش هم انا ما اعتقدش ان عمى اصلا يقدر يبعد عنك 
بعد مضى فترة من الوقت .. وصل مدكور بصحبة تالا التى تغير مظهرها مئة و ثمانون درجة .. فكانت ترتدى ملابس انيقة محتشمة لم يعتادها عليها احد و كانت شبه متجهمة تتعامل برسمية مع الجميع 
و ما ان علمت رهف التى كانت ماتزال بالاعلى ان ابيها قد وصل حتى هبطت مسرعة و هى تقول بلهفة بابا .. حمدالله على السلامة .. وحشتنى 
لينهض مدكور من جلسته و هو يفتح لها ذراعيه قائلا بلهفة حقيقية انتى اللى وحشتينى يا عفريتة .. اول مرة تغيبى عنى المدة دى كلها 
ليتبادلا عناقا قويا لم يخلو من دموع رهف التى قبلت ابيها قائلة ماكنتش فاكرة انى هوحشك كده .. كنت فاكرة انا بس اللى كده 
مدكور الى جناحه و هو يقول و مين بقى اللى قال الكلام ده .. ده انتى وحشتينى من قبل حتى ما تسافرى .. تعالى اقعدى جنبى و احكيلى .. انبسطتى فى شهر العسل 
كان مراد كان وصل اليهم هو الاخر فقال بترحيب اهلا اهلا يا عمى حمدالله على السلامة .. و مبروك 
ليتبادلا الاحضان فى حين ذهبت رهف الى تالا و قالت ازيك يا تالا .. حمدالله على السلامة 
تالا بعنجهية ميرسى يا رهف .. و حمدالله على سلامتكم انتم كمان
مراد بدبلوماسية حمدالله على السلامة يا مدام تالا و الف مبروك 
تالا بابتسامة الله يسلمك يا مراد .. ميرسى 
مدكور و هو يسحب رهف من يدها ليجلسها تحت جناحه ها .. احكيلى بقى .. انبسطتى 
رهف الحمدلله يا بابا .. انبسطت اوى 
مدكور بمرح و الولد مراد عرف يفسحك كويس 
رهف ضاحكة الحقيقة احنا الاتنين فسحنا بعض كويس جدا
هدى ازاى بقى احكولنا 
مراد و هو يبادلها الضحكات اكتر من مرة تطلع فى دماغها انها عاوزة تنزل تتمشى و كنا فى الاول مش واخدين خوانة طبعا و لسه ماحفظناش الاماكن و كنا نفضل من هنا لهنا لحد ما فجأة نلاقى روحنا فى مكان مالوش معالم 
مدكور طب و بعدين 
رهف ضاحكة و لا قبلين .. كنا بنقول يا غربتى و نقعد ندور على تاكسى يرجعنا الاوتيل و معظم المرات كنا نكتشف اننا اصلا جنب الاوتيل و مش عارفين 
مراد بس طبعا اتعلمنا بعد كده
مدكور و عملتوا ايه بقى لما اتعلمتوا
مراد و هو يقبل تميمة الجالسة فوق قدميه بقينا ناخد خريطة من الاوتيل قبل ما نتحرك 
امينة و عملتى ايه فى الشغل طمنينى 
رهف بسعادة مضينا العقد الحمدلله .. و هنبتدى فى التنفيذ خلال شهر بالكتير 
امينة و هى تصفق بمرح الله عليكى هو ده الكلام
هدى ده بقى طبعا غير الخبر اللى ليكى عندى 
رهف خبر ايه يا ترى 
هدى و هى تصفق بيديها برتم منتظم لقينا المقر الجديد اللى فى القاهرة و كتبنا العقد اول امبارح و الاجمل انه مش محتاج توضيب خالص و جاهز على الفرش و الشغل على طول 
امينة بحماس و اتعاقدنا على المكن كله و هيوصل و هيتركب بكرة ان شاء الله
لتنهض رهف من مكانها لتحتضن هدى و امينة بسعادة قائلة احلى اخبار من احلى هدى و امينة فى الدنيا كلها 
مراد
 

تم نسخ الرابط