ادم

موقع أيام نيوز

انت كبرت أوى فى نظرى لما دافعت عنى يوم ما سواق التاكسى كان بيزعقلى .. احترمتك أوى وحسيتك راجل أوى وعشان كده حسيت انى معجبة بيك .. ولما شوفتك السنة دى معرفش احساسى ده كبر .. ولما اتقدمتلى كنت طايره من الفرح وبجد حبيتك أوى يا آدم لانى شوفت فيك كل اللى كنت بتمناه فى فارس أحلامى
كان آدم يستمع اليها فى وجوم .. فأكملت بصوت باكى 
بس لو انت حاسس ان مش أنا فتاة أحلامك .. وانك ندمت ومش عايز تكمل .. قولى يا آدم .. متخفش أنا هتفهم ده لانى عارفه ان مينفعش نكمل مع بعض لو واحد فينا مش مت التانى وخاېف يقوله كده عشان ميجرحوش
تساقطت العبرات من عينيها وقالت بصوت مرتجف 
أنا عارفه ان ده هيكون صعب عليا بس ده أحسن عندى مليون مرة من انى اكتشفت بعدين انك اتجوزتنى عشان متجرحنيش .. آدم فى اللحظة اللى أنا بكلمك فيها دلوقتى أنا مستعدة أسمع منك كلمة مش عايزك يا آيات .. لو انت حاسسها قولها دلوقتى .. لأنك لو أجلتها أنا معرفش ساعتها هقدر أتحملها ولا لاء
أغمض آدم عينيه وهو محتفظا يصمته .. فأكملت بصوت مرتجف والعبرات تتساقط على وجنتيها 
آدم خليك صريح معايا .. لو مش عايزنى وندمت قولى دلوقتى وأنا هقول لبابا ان مفيش نصيب ده لو انت خاېف تتكلم مع بابا .. ولو خاېف عليا متخفش أنا فاهمة ان الخطوبة بتبقى فترة للتعارف وعشان كل واحد يقدر يشوف هو ده الانسان اللى يتمناه ولا لاء .. يعنى أنا هعذرك ومش هضايق منك يا آدم
صمتت آيات وهى تحاول السيطرة نفسها ومسح عبراتها التى أغرقت وجنتيها .. قاټل آيات بصوت حاولت أن يبدو طبيعيا 
آدم أنا خلصت ومستنية ردك .. حابب تكمل معايا ولا لاء 
صمت آدم .. وظهرت الحيرة فى عينيه .. والأسى على وجهه .. طال صمته .. فحثته آيات قائله والدموه تبلل عينيها من جديد 
أنا حسه بيها بس عايزة أسمعها منك عشان أفضل فكراها .. عشان تنسيني كل الكلام الحلو اللى سمعته منك كده
صمت فقالت پحده 
آدم رد عليا .. قولتك خلاص أنا فهمت .. بس عايزة أسمعها .. قولها وخلاص وهقفل بعدها ومش هضايقك تانى .. انت عايز تكمل معايا ولا لاء 
عض آدم على بقوة .. وتنهد بقوة ثم أغمض عينيه قائلا 
أيوة عايز أكمل معاكى
شعرت آيات بالدهشة فلم تكن تلك الإجابة التى شعرت بأنها على طرف لسانه .. قالت آيات 
بجد يا آدم .. يعني مش ندمان 
قال آدم بهدوء وهو يبلع ريقه بصعوبه 
لا مش ندمان
تنهدت آيات بإرتياح وضحكت وسط دموعها قائله 
حسه انى بحلم .. مكنتش متوقعة انك تقولى كده
اتسعت ابتسامتها وهى تمسح دموعها قائله 
الحمد لله .. كنت خاېفه أوى .. كده ارتحت
لكن شعور آدم كان أبعد ما يكون عن الراحة .. ظل يستمع الى السعادة فى نبرات صوتها وكل كلمة تشعره بسواد قلبه أكثر فأكثر .. قالت آيات 
شكلك بره مش كده 
تمتم 
أيوة
قالت آيات مبتسمه 
طيب يا حبيبى متتأخرش ولما تروح طمنى عليك مش هنام إلا لما تتصل
تمتم آدم 
لا نامى يمكن أتأخر
ابتسمت قائله بحنان 
مش هعرف أنام الا لما أطمن انك فى البيت .. خلى بالك من نفسك
قال آدم بخفوت 
مع السلامة
قالت آيات ان يغلق 
بحبك أوى
صمت آدم للحظات .. ثم قال بصوت مضطرب 
وأنا كمان
ابتسمت وأنهت المحادثة وهى تتنهد فى راحة
أما آدم فأخذ ينظر الى الفراغ الشاسع أمامه .. وهو يسمع كلماتها تتردد فى أذنيه .. تشعره بالحيرة والأسى
عاد الى بيته واتصل بها يخبرها بوصوله .. بدل ملابسه وتوجه الى ه .. ظل ينظر الى سقف الغرفة .. ثم فجأة قام وتوجه الى حاسوبه وفتح رسالة آيات والتى أرفقت بها صورتها والتى لم يفتحها بعد .. ظل ينتظر تحميل الصورة وهو لا يعرف لما أراد رؤيتها .. ظلت أصابعه تطرق على الماوس بعصبيه .. الى أن ظهرت الصورة .. اختارت صورة بدون أى زينه .. وابتسامتها العذبه تنير وجهها .. ظل يتأمل ملامحها بإهتمام .. نظر الى عينيها وتذكر أخر كلماتها بحبك يا آدم .. شعر فى تلك اللحظة بالخۏف .. الخۏف الشديد .. سيطر شعور الخۏف عليه وأخذ فى التزايد فأغلق حاسوبه بسرعة لتختفى صورتها من أمام عيناه .
الحلقة 9 
جلس آدم فى حجرة الصالون ينتظر نزول آيات .. دخل عبد العزيز من الباب مبكرا عن موعده انتبه الى آدم فدخل سلم عليه قائلا 
أهلا بيك يا دكتور
نهض آدم وسلم عليه قائلا 
أهلا بحضرتك
جلس عبد العزيز فى مواجهة آدم وقال 
بخصوص مكان سكنك اللى اديتهولى يا دكتور آدم .. انت سيبت الشقة دى من فترة مش كده .. لانهم قالولى انها اتباعت مرتين
شرب آدم رشفة من كوب الماء الموضوع أمامه وقال بهدوء أعصاب 
أيوة بعتها .. وحاليا آعد عند والدتى فى بيتنا القديم لحد ما الشقة الجديدة تخلص لانى بعمل فيها شويه تعديلات
قال عبد العزيز 
أنا افتكرتك اديتنى عنوان شقتك الحالية
قال آدم مبتسما 
لا اديت لحضرتك عنوان الشقة اللى كنت عايش فيها عشان لما تحب تسأل عنى تلاقى الجيران عارفيني
ابتسم عبد العزيز قائلا 
فعلا الجيران كانوا عارفينك وعارفين الست والدتك كمان وقالوا عنكم كلام طيب جدا
ابتسم آدم وقد شعر بالإرتياح .. نزلت آيات والتى فوجئت بوالدها .. نظر اليها عبد العزيز پغضب وهو ينظر الى ملابسها ومكياجها .. شعرت آيات بالإضطراب .. فقال عبد العزيز بهدوء حتى لا يحرجها أمام آدم 
اطلعى البسى حاجة تانية يا آيات الطقم ده شكله مش حلو عليكي
شعرت آيات بالحرج وقالت بصوت خاڤت 
حاضر يا بابا
ثم التفتت الى آدم قائله 
ثوانى ونازله
صعدت آيات وارتدت ملابس أكثر اتساعا وان كانت مازالت غير محتشمة .. وأزالت المكياج فى عبوس .. نزلت الدرج فوقف آدم ينظر اليها متفرسا فيها .. ثم استأذن من والدها وانصرفا .. قاد آدم سيارته بهدوء وتوقف فى مكان ما .. الټفت اليها قائلا 
انتى باباكى مش بيخليكي تحطى ميك اب وانتى خارجة
ارتبكت آيات وقالت دون أن تنظر اليه 
أيوة
قال آدم بغلظة 
يعني بتحطى من وراه .. بتستغفليه يعني
نظرت اليه آيات پحده فقال لها بصرامة 
مفيش معنى تانى للى انتى بتعمليه غير كده
قالت آيات پحده 
هو مانعنى انى احط ميك اب لانه مش بيحبه .. بس أنا بنت وصغيره وبحب أكون جميلة واحط ميك اب كل البنات بتعمل كده
قال آدم بهدوء وهو ينظر اليها 
فعلا كل البنات بتعمل كده
نظرت اليه فأكمل قائلا بحزم 
بس البنت المميزة اللى تجبر الراجل انه يحترمها مش هتعمل كده
احمرت وجنتاها خجلا وأطرقت برأسها فقال وهو يتطلع اليها 
نفسي تشوفى نفسك دلوقتى وخدودك لونهم أحمر من الكسوف وقوليلى الشكل ده أحلى ولا الدهان اللى بترسمى بيه على وشك
نظرت اليه آيات فأكمل قائلا 
على فكرة مفيش راحل محترم بيحترم البنت اللى بتعرض نفسها فى الشارع زى ما تكون جارية فى سوق الجوارى
قالت آيات بعتاب ممزوج بالحزن 
أنا جاريه يا أدم 
قال بهدوء وهو ينظر الى عينيها 
لا يا آيات مش جاريه .. بس مصره تخلى شكلك زيهم
نظرت الى عينيه وهى تحاول فهم ما يريد وما يفكر فيه .. قالت مبتسمه 
لو انت مش حابب الميك اب يا آدم أنا مش هحطه تانى
انتبه آدم فجأة لما يفعل .. وسأل نفسه مرة أخرى .. ما شأنك ان وضعت مكياج أم لم تضع .. أشاح بوجهه عنها وقال ببرود 
اعملى اللى انتى عايزاه
قالت آيات بحماس 
لو مش عايزنى أحط بجد مش هحط
قال آدم وكأنه يعاند نفسه ويعاند ما يريد 
لا حطى .. حطيه يا آيات
قالت بدهشة 
بس انت لسه قايل .......
قال بحنق 
سيبك من اللى قولته .. أنا عايزك تحطى ميك اب عايز أشوفك بيه على طول
أنهى جملته ثم انطلق بسيارته بعصبيه ظلت آيات تنظر اليه بإستغراب وهى لا تعى تلك التغيرات المفاجئة التى تطرأ عليه من حين لآخر
فتح على باب البيت وهو ينادى فى مرح 
ماما .. إيمان
جرت أمه مسرعة من المطبخ وفتحت إيمان غرفتها 
خير فى ايه يا على
قال بسعادة 
الحمد لله لقيت شغل
عانقته أمه قائله 
يامنت كريم يارب
قالت إيمان بسعادة 
مبروك يا على
قال مبتسما 
الله يبارك فيكي يا إيمان
سألته بلهفه 
اشتغلت ايه
قال على 
هى شغلانه بسيطة فى محل بيع أجهزة كمبيوتر .. بس أهى بداية يا إيمان بدل ما أنا آعد كده من غير شغله ولا مشغله
قالت أمه بحماس 
ربنا يجعلك فيها الخير يا ابنى وتبقى قدم السعد عليك وتكبر وتبقى أحسن واحد فى الدنيا يا على يا ابنى
على يديدها قائلا 
ربنا ما يحرمنى منك يا أمى ولا من رضاكى عنى
كالعادة شعرت بالتوتر والارتباك وهى جالسة فى غرفتها تنتظر أن تناديها والدتها .. فتحت والدتها الباب وقالت بحماس 
يلا يا إيمان أبوكى قالى أناديكي .. ابوكى و أخوكى على أعدين مع

العريس بره
شعرت إيمان بخفقات قلبها تتسارع پجنون ظلت تدعو الله فى سرها أن يبيض وجهها تلك المرة .. دخلت برأس منخفض وألقت السلام بصوت خاڤت .. ردوا السلام وجلست فى المقعد المواجه لهذا العريس .. استكملوا حديثهم مرة أخرى وكأنها غير موجودة ..شعرت بالحنق من هذا التجاهل وكادت أن تبكى أو تنهض لتغادر لولا أنها أجبرت نفسها على البقاء .. فجأة وجدته يوجه اليها الكلام قائلا 
ازيك يا دكتورة إيمان
شعرت إيمان بالسعادة بالرغم من أنه سؤال عادى .. لكن كونها محور اهتمام رجل هو ما أسعدها .. ردت بصوت خاڤت 
الحمد لله
لم تستطع أن ترفع رأسها لتنظر اليه ظلت غاضه بصرها تفكر كفيها فى ارتباك شديد .. قال هذا العريس 
أنا عرفت انك فى التكليف مش كده 
قالت بتوتر 
أيوة
قال العريس 
انتى كنت حابه تدخلى طب اسنان ولا التنسيق اللى أجبرك عليها
شعرت إيمان بالسعاة لأسئلته المتلاحقة عنها .. فقالت بشئ من الارتباك 
بصراحة أنا كنت حابه أدخل صيدلة بس دخلت أسنان عشان مجموعى مجبش صيدلة بس بعد ما دخلتها حبيتها أوى
قال ضاحكا 
يعنى طبقتى مقولة حب ما تعمل حتى تعمل ما تحب
ابتسمت وهى تقول 
حاجة زى كدة
تجرأت ورفعت رأسها لتنظر اليه .. كان شابا أسمر البشرة لا تخلو ملامحه من الوسامة .. خفق قلبها لمرآه فغضت بصرها مرة أخرى .. ابتسم العريس قائلا 
طيب مش عايزه تسألينى عن حاجة 
دار الحديث بينهما قرابة النصف ساعة بعدها استأذن للإنصراف .. دخلت إيمان غرفتها وتركته يتحدث مع أبوها وأخوها أمام الباب .. أخذت تستعيد فى رأسها الحوار الذى دار بينهما .. وأخذ يتردد فى أعماقها نفس السؤال الذى يتردد كل مرة .. ترى أسيوافق أم سيرفض 
دخلت والدتها الحجرة فقالت بلهفه 
العريس قال ايه يا ماما
قالت أمها مستبشرة 
ان شاء الله خير .. قال كمان كام يوم كده هيتصل
تم نسخ الرابط