ادم
المحتويات
بهدوء
بيقولى ضيق وملزق .. وأعد يقولى بنتى متمشيش كده والرجاله تبص عليها
ضحكت أسماء قائله
أبوكى ده عايزك تعنسي جميه
ضحكت آيات قائله
شكله كده فعلا
ثم قالت
يلا باى بأه عشان بابا مستنينى نتغدى سوا
قالت أسماء
ماشى يا موزه .. أشوفك بكره .. باى
خرجت سمر من غرفتها وأت على والدتها التى تتحدث فى هاتفها وقالت لها
أشارت لها أمها بالإنصراف وهى تتبادل المزاح مع صديقتها عبر الهاتف وټنفجر ضاحكة .. ألقت إيمان عليها نظرة حزينه ثم فتحت الباب وخرجت من بنايتها الأنيقه .. سارت قليلا فى الشارع الهادئ أن تجد سيارة أخرى طلبت من سائها أن يقلها الى أحد الأحياء المتوسطة .. صعدت الدرجات العالية وأطرقت باب بيت إيمان فتح لها شاب فى أواخر العقد الثانى يتميز بلحية خفيفة بمجرد أن رآها أخفض بصره .. فقالت بحرج
قال بأدب دون أن ينظر اليها
لحظة واحدة
دخل الشاب وتوجه الى إيمان الواقفة فى الشرفة بإسدالها وقال لها
صحبتك بره يا إيمان
الټفت إيمان وهتفت قائله
هى جت .. ايه ده مخدتش بالى منها وهى طالعه
ابتسمت إيمان فى وجه سمر وعانقتها وأدخلتها الى غرفتها وأغلقت الباب خلفهما .. قالت إيمان وهى تخلع اسدالها
قالت سمر بمتسمه
اللى واخد عقلك
قالت إيمان مازحة
كنت بفكر فى حلة المحشى اللى ماما بتسويها على الڼار
ضحكت سمر قائله
محشى بالليل كده
قالت إيمان ساخرة
بعيد عنك احنا عيلة مفترية بتحب تتعشى محشى
اڼفجرت سمر ضاحكة ثم وضعت يدها على فمها وقالت
قالت إيمان ضاحكة
يا ستى خليه يسمع يمكن الضحكة تجيبه على ملا وشه ولا حاجه
سألتها سمر وقد توقفت ضحكاتها
هو لسه مش لاقى شغل
قالت إيمان بحزن
لا للأسف .. وحتى الشغل اللى بيتعرض عليه مبيعجبوش
سألت سمر بإستغراب
ليه بأه مبيعجبوش
قالت إيمان
كل شغلانه بيطلع فيها حاجات غلط ومبيرضاش يشتغلها .. يعني آخر شغلانه جتله كانت فى بنك ومرتب ومركز وكل حاجة واحد قريبنا هو اللى اتوسطله جامد فيها وجابهاله
وبعدين
قالت إيمان
رفضها عشان فى البنك ده بيتعاملوا بالربا .. قروض بفوايد يعني
هتفت سمر بحماس
والله برافو عليه .. على أخوكى ده راجل محترم
هتفت إيمان بخبث
آه قوليتيلى
تضرجت وجنتا سمر خجلا وقالت
ايه فى ايه ايه المشكلة يعني لما أقول انه محترم .. عادى يعني
قالت إيمان بخبث
قالت سمر لتغير الموضوع
أخبار تكليفك ايه
قالت إيمان بضيق
متفكرينيش طالع عيني فيه .. امتى بأه أخلص وارتاح
ضحكت سمر قائله
ربنا يكون فى عون العيانين اللى تحت ايدك
قالت إيمان بحنق
مش عارفه ايه اللى كان خلانى أدخل طب أسنان .. ملها تجارة ما هى زى الفل .. شوفتى آيات و أسماء فى التراوة خالص .. مش مطحونين زينا
صمتت قليلا ثم قالت
أصلا تحسيى اننا كلنا على بعضنا كده مجموعة غريبة ومتناقضة
كادت سمر أن تتحدث لولا الطرقات التى سمعتها على الباب اعتدلت فى جلستها فقالت لها إيمان مطمئنة
خليكي زى ما انتى يا بنتى مستحيل يكون على
فتحت إيمان الباب فدخلت سيدة بسيطة يبدو على وجهها علامات الطيبة والبساطة أت على سمر وتها قائلا
ازيك يا سمر عامله ايه يا حبيبتى وازاى ماما
قالت سمر مبتسمه
كويسه الحمد لله يا طنط ازى حضرتك
قالت والدة إيمان بسعادة
الحمد لله يا حبيتبى كويسه .. انتى منورانا والله
قالت سمر
ربنا يباركلك يا طنط ده نورك
قالت والدة إيمان بحماس
خمس دقايق المحشى هيخلص وأجبلكوا تتعشوا سوا انتى و إيمان
قالت سمر بحرج
لا يا طنط متشكره . أنا أصلا شويه وماشيه
هتفت والدة إيمان قائله
لا والله ما يحصل .. انتى بخيله ولا ايه .. لازم تكلى المحشى بتاع أم إيمان ده جرانى كلهم لما بكون عامله محشى يقولولى ريحة المحشى بتاعك غير أى حد يا أم إيمان
ابتسمت سمر بحرج قائله
أكيد طبعا هيبقى حلو طالما من ايدك .. تسلم ايدك يا طنط
التفتت والدة إيمان الى إيمان قائله بعتاب
مأعده صحبتك من غير حاجة تشربها من ساعتها
قالت إيمان بلا مبالاة
يا ماما هى حد غريب .. دى سمر
قالت أم إيمان بغيظ وهى تغادر
أصل الذوق مبيتشراش .. هروح أجبلكوا كوبايتين كركديه .. لسه عاملاه الصبح
خرجت والدة إيمان و أغلقت الباب خلفها .. التفتت إيمان الى سمر قائله بسخرية
عيلة همها على بطنها مفيش حاجة ورانا إلا الأكل والشرب
اڼفجرت سمر ضاحكة مرة أخرى وهى تضع يدها على فمها لكتم ضحكاتها .
فى صباح أحد الأيام تأنقت آيات كعادتها فى هذا اليوم من كل اسبوع .. توجهت الى الجامعة لتلتقى ب أسماء أمام باب المدرج .. قالت لها اسماء بلؤم
ايه القمر ده انتى راحه حفلة ولا محاضرة
ابتسمت آيات قائله بلهفه
حلوه بجد
قالت أسماء
مبتسمه
زى القمر يا يويو
دخلت الفتاتان المدرج واختارتا مكان فى المنتصف .. جلست آيات تنظر الى باب المدرج فى انتظار قدومه .. ظهر أمامها فجأة .. فساد الهدوء .. وتعلقت أنظارها به حتى حياهم تحية الصباح .. ابتسمت آيات وهى تتذكر يوم أن التقته منذ ثلاث سنوات عندما أصر السائق على ابقائها معه الى حين حضور والدها وتسديد مبلغ التصليح .. تذكرت نظراته اليها وقتها .. وابتسامته الرقيقه .. تذكرت كيف كان متضايقا من معاملة الرجل لها وكيف وقف بجوارها ليحميها منه وليردعه إن تطاول بكلماته عليها .. شعرت بالأمان وهو واقف بجوارها فى هذا الموقف الذى تعرضت له فى أول شهر لها بالجامعة .. كان مظهرها أبسط وملامحها أرق .. كيف لا وقد كانت تخلو من تلك الأصباغ الصناعية التى تملأه الآن .. كانت تبدو كغزال برئ ضل طريقه ويلتفت حوله يبحث عمن يخرجه من مأذقه .. عادت من شرودها الى واقعها عندما تعلقت الأنظار بالفتاة التى دخلت القاعة دون أن تنتظر اذنا من آدم .. الټفت اليها آدم وقال بصارمة
انتى يا آنسه .. راحه فين
التفتت الفتاة تنظر اليه فتحركت خصلات شعرها الذهبية فى رقة .. وقالت بهدوء
ډخله المدرج
نظر اليها آدم نظرة طويلة وبدت ابتسامة سخرية على فمه .. بدا وكأنه قد نفذ الى أعماقها واكتشف كنهها .. قال بحزم وتحدى وهو يشير الى باب المدرج
اتفضلى اطلعى بره
علت الأصوات وتمايل البعض على أذن جاره هامسا .. سمعت آيات الفتاة التى بجوارها تقول للتى خلفها
أوبا .. ساندى شكلها بأه وحش أوى
قالت الفتاة خلفها
أحسن البنت دى مبطيقهاش .. شايفه لبسها عامل ازاى
قالت أخرى بغيظ
معاكى حق والله مش عارفه ازاى يدخلوا الأشكال دى الجامعة
صاحت أخرى
يخربيتها دى فتحة البادى ولا نفق شبر
تعالت ضحكات الفتيات .. فأعادت آيات النظر الى الفتاة تتفحصها .. التفتت ساندى وهى تقول ل آدم بتعالى
مش من حقك تمنعنى انى أدخل المحاضرة
قال آدم وهو يرفع حاجبيه بتحدى
مش من حقى
صمت قليلا ثم نظر اليها ببرود قائلا
طيب حضرتك ممنوعة من دخول محاضرات لحد آخر السنة .. ودرجات حضورك كلها هتتخصم منك
زفرت ساندى بضيق وقد احمر وجهها ڠضبا .. وغادرت المدرج بعصبيه
ابتسمت آيات وقد أسعدها ما فعله آدم بتلك الفتاة
ابتسم آدم فى نفسه .. فهو يعلم جيدا من هى ساندى .. ومن يكون والدها .. والأهم .. يعلم جيدا ماذا يريد منها .
حلقة 3
دخل آدم منزله لتسته والدته قائله بعتاب
اتأخرت ليه يا آدم
زفر آدم بضيق وقال وهو يغلق الباب
كنت مع واحد صحبى
سار متوجها الى غرفته فأت أمه خلفه قائله پغضب
وصاحبك هو اللى بتسهر عنده لنص الليل وساعات بتبات كمان .. وسايب عنده هدومك وبدلك
الټفت آدم صائحا پغضب
انتى عايزه منى ايه
قالت أمه والدموع فى عينيها
عايزاك ترجع آدم بتاع زمان
صاح وهو يغلق الباب فى وجهها
خلاص ماټ .. آدم بتاع زمان ماټ
تساقطت العبرات على وجهها وتوجهت الى غرفتها وفرشت سجادة الصلاة ووقفت بين يدي الله تبكى حال ابنها وتدعو له بالهداية
توجه آدم الى ه وهو يشعر بالڠضب .. بالڠضب من نفسه وعلى نفسه .. بالڠضب من كل شئ .. ظل جالسا يفكر بشرود .. ثم قام وتوجه الى حاسوبه .. اتسعت عيناه دهشة ولاحت ابتسامه على عندما رآى البريد الإلكترونى الذى وصله .. فتحه بلهفة .. وقرأ ما جاء فيها
بسم الله تحية طيبة وبعد .. مؤهلاتك الدراسية ممتازة .. لكن ليست لديك الا خبرة أكاديمية فقط وتفتقر الى الخبرة العملية .. نعتذر عن قبول طلبك بالإنضمام الى شركتنا
أغلق آدم الحاسوب بعصبية وعلامات الڠضب والضيق مرسومة على وجهه .. أخرج سېجارا وأشعله وظل ينفث دخانه بعصبيه شديده .. طرقت أمه الباب ففتح لها وهو يخفى السېجارة خلف ظهره .. رأت أمه الدخان المتصاعد بجواره فنظرت اليه ببرود قائله
لو مش خاېف على نفسك على الأقل خاف عليا
أطرق آدم برأسه ودخل يطفئ السېجارة .. دخلت أمه خلفه وهى تقول
لحد امتى يا آدم .. لحد امتى هتفضل مش راضى عن حياتك كده
قال آدم پحده
ماما لو سمحتى اقفلى على الموضوع ده
قالت أمه بحزن
ليه يا ابنى متستعوضش ربنا .. وتخلى اللى حصل ده يبأه دافع ليك انك تكون أحسن .. مش انك تبقى كده
نظر اليها آدم ببرود وهو يقول
ومالى كده .. دكتور فى الجامعة وزى الفل ومليون واحدة بتتمنانى
قالت أمه بحزن
حياتك كلها على بعضها غلط يا آدم .. أنا قلبي حاسس انك بتعمل حاجات كتير غلط .. الغلط بيجر غلط يا ابنى .. خليك مع ربنا ومتغضبوش
قال آدم بتهكم
يا ماما انتى طيبة زيادة عن اللزوم .. مفيش حد مبيغلطش دلوقتى .. كل الناس بتغلط .. وكل الناس بتبص للى فى ايد غيرها .. وكل واحد بأه مستنى التانى يقع عشان ينهش فيه .. ولو مبقيتيش زيهم مش هتعرفى تعيشي وسطهم
ترقرقت العبرات فى عيني أمه وهى تقول
زى ما فى الۏحش فى الحلو يا آدم .. ليه تاخد الۏحش مثال ليك وتمشى وراه .. ليه متبصش للحلو يا ابنى وتعمل زيه
قال آدم بتهكم
عايزانى أبقى طيب وأهبل عشان الناس تدوس عليا .. عايزانى أبقى طيب وأهبل عشان الكل يبأه فوق وأفضل أنا تحت رجليهم .. لا يا ماما .. أنا هبقى زيهم وأحسن منهم كلهم .. واللى ضاع منى هعوضه تانى .. وهنتقم من كل اللى ظلمنى
قالت أمه بحزم وهى ترمقه بنظرات ذات معنى
كويس انك عارف ان الظلم وحش وبيوجع .. وان المظلوم مبيتمناش حاجة فى الدنيا غير انه ينتقم من اللى ظلمه
قالت ذلك ثم غادر الغرفة وتركت آدم حائرا مضطربا حانقا
فى صبيحة أحد الأيام خرجت آيات من الفيلا بسيارتها الفارهه ..سارت بها فى شوارع القاهرة .. توجهت الى مكان كتب عليه جمعية رسالة الخيرية توجهت الى الداخل وتوجهت الى مكتب احدى الفتيات التى هبت
متابعة القراءة