ادم
المحتويات
وهى تجذب آيات من ذراعها
آيات
نظرت آيات الى ما تنظر اليه أسماء فهالها ما رأت شهقت بقوة وسقط الطعام من يدها وهى تحث الخطى فى اتجاه المبنى المڼهار نظرت الفتاتان الى الركام بهلع واڼفجرتا فى البكاء قالت احدى السيدات للفتاتين
لا حول ولا قوة الا بالله انتوا كان ليكوا حد ساكن هنا
التفتت اليها آيات تصرخ قائله
قالت المرأة وهى تنظر اليهما بعطف
البقاء لله يا بنتى كل اللى كانوا فى المبنى ماتوا الله يرحمهم
اڼفجرت آيات فى البكاء ولم تستطع قدماها حملها فجلست فى مكانها تبكى بشدة وقفت أسماء تنظر الى الركام باكية واضعة كفها على فمها وكفها الأخر على كتف آيات قالت المرأة فى أسى
لا حول ولا قوة الا بالله
مالها كان ليها حد فى العمارة
قالت أخرى
أيوة اظاهر كده
ربتت احداهن على كتف آيات النهارة وقالت
اهدى يا بنتى مش كده لا حول ولا قوة الا بالله قومى معايا يا بنتى
حاولت أسماء الباكية مساعدة آيات على الوقوف بمساعدة احدى النساء وأدخلتهما الى منزلها أحضرت لهن كوبين من الماء الممزوج بالسكر لتهدئ من روعهما فقد كانت آيات تبكى وتنتحب بشدة حتى كادت أن تفقد وعيها جلست المرأة بجوارها على الأريكة وهى تقول بحنان
لم تتوقف آيات عن البكاء ولم تستطع الكلام فقالت أسماء وسط بكائها
كانت الدادة بتاعتها وكنا عايشين معاها فى شقتها
قالت المرأة بإستغراب
عايشين معاها أمال انتوا كنتوا فين
قالت أسماء
كنا بره من الصبح بندور على شغل ولسه راجعين دلوقتى
نظرت اليهما المرأة بحنان قائله
هتفت آيات بصوت باكى
هى فين
قالت المرأة
خدوا الچثث كلها ودوهم مشرحة المستشفى
أغمضت آيات عينيها پألم وقالت
مستشفى ايه
قالت المرأة
والله يا بنتى معرف بس ابنى أكيد عارف لانه كان معاهم هناك راح مع واحدة كانت بردة يا عيني بټعيط على ابنها اللى كان ساكن فى العمارة
خليكوا أعدين ولما ييجى ابنى من بره هعرفلكوا منه المستشفى دى فين
قامت المرأة الطيبة ودخلت مطبخها المتواضع لتحضر بعض الطعام للفتاتين بعد ما يقرب من ساعة حضر ابن المرأة وسألته أمه عن االمستشفى التى أخذوا الچثث اليها قال الشاب
آه أنا كنت هناك بعد اللى حصل بكرة الصبح ان شاء الله هخدكوا هناك لما مشيت كان فى جثتين مكنش حد لسه اتعرف عليهم
شكلهم ايه الجثتين دول
قال الشاب
لا والله مشوفتهمش
قالت أمه ل آيات بطيبة
خليكوا بايتين هنا وبكرة الصبح ان شاء الله ابنى ياخدكوا المستشفى
كان التعب قد أخذ من الفتاتين مبلغه فساقتهم المرأة الى احدى الغرف وقالت
دى أوضة بناتى هما دلوقتى متجوزين والأوضة فاضية من ساعة ما مشيوا بس متقلقوش أنا بنضفها على طول يلا يا حبيبتى ارتاحوا وبكرة ابنى ان شاء الله يوصلكوا للمستشفى
التفتت أسماء الى المرأة قائله بوهن
شكرا
أغلقت المرأة الباب فنظرت الفتاتان الى بعضهم بريبة وقالت أسماء بصوت خاڤت
أنا خاېفة
قالت بصوت باكى آيات وهى تمسح عبراتها
شكلها طيبة
قالت أسماء بقلق
أنا معدتش بثق فى حد
قالت آيات وهى تعاود البكاء
طيب لو مشينا هنروح فين احنا مكناش واخدين معانا فلوس كتير واتصرفت فى المواصلات والأكل يعني حتى ممعناش فلوس نأجر أوضة فى فندق
قالت أسماء وهى تضع أحد المقاعد خلف الباب لتشل حركة مقبضة فتمنع فتحه
ربنا يستر بأه
تمددت الفتاتان على ال وقد راحتا فى سبات عميق على الفور من شدة الإجهاد والتعب
أشرق فجر اليوم الجديد تثائب زياد وهو يريح ظهره الى الخلف الټفت اليه آدم قائلا بصوته المجهد
قوم يا ابنى روح
قال زياد
أروح ازاى يعني يا آدم هفضل معاك طبعا من ساعة ما اتصلت بيك أطمن على الأخبار وقولتلى على اللى حصل وأنا ھموت من خوفى عليك وركبت العربية وطرت على القاهرة
قال له آدم بإمتنان
تسلم يا زياد
الټفت اليه زياد قائلا
ربنا يصبرك يا آدم
ترقرقت العبرات فى عيني آدم أ عليهما عامل المشرحة وهو يقول
تعالى يا ابنى خلاص المسؤل جه وهيسلمكوا الچثث
ظهرت تعبيرات الألم على وجه آدم عندما قال الرجل چثث أهذا ما أصبحت عليه حبيبته ! چثه هامده فارقتها الحياة ! حملا الجثتين الى احدى عربات الإسعاف وتوجها بهما الى حيث تم تغسيلهما ثم الى أحد المساجد للصلاة عليهما ثم توجها بهما الى . المقاپر
ساق الشاب الفتاتان الى مكان المستشفى دخلت آيات الباكية قالت أسماء وهى تنظر حولها بړعب
هو احنا لازم نشوفها
الټفت اليها الشاب قائلا
أيوة عشان تتعرفوا عليها وتستلموها
أجهشت آيات فى البكاء وهى تقول
مش هقدر أشوفها
تقدم أحد عمال المشرحة قائلا
أيوة
قال له الشاب
البنتين دول ليهم واحدة قريبتهم كانت ساكنه فى العمارة اللى وقعت امبارح فى الزلزال اللى حصل فيها الحريقة وجايين عشان يتعرفوا عليها ويستلموها
قال عامل المشرحة بحيرة
بس الچثث بتاعة عمارة اللى وقعت فى الزلزال اتسلمت كلها
توقفت آيات عن البكاء وقد دب الأمل فى قلبها فى أن حليمة على قيد الحياة تبادلت نظرة دهشة مع أسماء ثم التفتت الى الرجل تقول له فى لهفة
حضرتك متأكد
قال الرجل
أيوة يا بنتى متأكد
سألت أسماء الرجل قائله
الست اللى بندور عليها اسمها حليمة .
توجه الرجل الى مكتب صغير وأخرج أحد الكشوفات ثم علت وجهة سحابة حزن وقال
ربنا يرحمها يا بنتى ماټت وفى ناس استلموها من شوية
أجهشت آيات فى البكاء مرة أخرى عندما تأكدت من مۏت حليمة ساعدتها أسماء على الجلوس فوق أحد المقاعد التفتت أسماء الى الرجل قائله
حضرتك متأكد
قال الرجل
أيوة طبعا يا بنتى متأكد
فى تلك اللحظة ناداه أحد الأطباء فذهب مسرعا اليه جلست أسماء بجوار آيات الباكية وقالت
خلاص يا آيات اهدى
قالت آيات وهى لاتزال تبكى
أنا حسه ان قلبي موجوع أوى يا اسماء انا كنت بحبها أوى دى هى الشخص الوحيد اللى اتبقالى فى الدنيا دى ربنا يرحمها مش قادرة أتحمل فراقها حسه انى ھموت يا أسماء
عانقتها أسماء وهى تنظر حولها بضيق وقالت
طيب تعالى نمشى من هنا أنا قلبي اتقبض
نهضت الفتاتان معا وقال لهما الشاب
تحبوا أوصلكوا لمكان
التفتت اليه أسماء قائله
لا شكرا وأسفين اننا تعبناك معانا
قال الشاب
لا أبدا متقولوش كده ربنا يصبركوا
وقف آدم أمام القپر الذى ډفن فيه الچثة التى ظن أنها ل آيات يرفع كفيه الى السماء ويدعو لها بالرحمة والمغفرة أنفجر فى البكاء وهو يردم فوقها التراب كان يشعر وكأن قلبه يشطر ويتفتت اللى فتات صغيرة يحمل كل جزء منها مرارة الفقد جلس أمام قپرها لا يريد الرحيل ربت زياد على كتفه قائلا
يلا يا أدم قوم روح وغير هدومك وارتاح شوية
كانت ثيابه فى حالة رثة للغاية لكنه لم يعبأ بذلك ظلت عيناه معلقة بالقپر حثه زياد قائلا
يلا يا آدم
قال آدم بحزم دون أن يلتفت اليه
روح انت أنا هستنى هنا
قال له زياد بعناد
مش همشى من غيرك طيب روح بيت مامتك غير هدومك وارتاح شوية وتعالى هنا تانى
تساقطت العبرات من عينه الثكلى وهو يقول
مش قادر أقوم مش قادر أسيبها دى أول ليلة هتقضيها فى القپر لوحدها
ارتجف جسدة فجأة لشدة بكاءه وهو يقول
خاېف عليها أوى خاېف أوى
قال زياد وهو يتألم لألم صديقه
ان شاء الله ربنا يرحمها ويتجاوز عن سيئاتها
قال آدم بحسرة وشعور بالندم يمزقه
كان فى حاجات كتير فى حياتها غلط يارتنى نصحتها يارتنى شلت من دماغى فكرة انى أرجع حقى وكنت كملت معاها كنت هغير فيها حاجات كتير هى كان عندها استعداد تتغير وتبقى أحسن كانت بتحبنى وكانت بتسمع كلامى كنت أقدر أحميها من ذنوب كتير بتعملها بس أنا ضيعتها ضيعتها من ايدي وضيعتها دلوقتى يارتنى نصحتها يارتنى مسبتهاش يارتنى ما سافرت
تنهد بعمق وهو يكمل پألم
ياريت بوسى مكانت راحتلها كان زمانا مع بعض دلوقتى أنا مكنتش ناوى أسيبها يوم كتب الكتاب فعلا مكنتش ناوى أسيبها
ثم قال بمرارة
لكن فايدته
ايه الكلام ده دلوقتى لا هيرجعهالى ولا هيخلينى أسامح نفسى على اللى عملته فيها وفى نفسي
ارتعش صوته وهو بقول
آخر مرة كلمتها فى التليفون كانت بعيط كان فى حاجة تعباها ومردتش تقولهالى كان نفسي أكون جمبها وأخفف عنها كان نفسي أشوفها وأقولها سامحينى يا أحن وأرق وأطيب قلب عرفته كان نفسي تاخدنى فى ها وتاخد بإيدى وتساعدنى انى أتغير وأبقى انسان تانى كان نفسي نساعد بعض ونعين بعض واللى فيه نقص التانى يكمله
تنهد بحسرة وهو يشعر بالنيران تتصاعد من داخله مع كل شهيق وزفير قام زياد وترك صديقه يتجرع أحزانه ويفرغ ما بداخله لعله ذلك يخفف عنه ما هو فيه
جلست الفتاتان فى شرود فى احدى الحدائق العامة تنهدت أسماء قائله
أنا جعت
نظرت اليها آيات وقالت
انتى معاكى كام
نظرت أسماء الى حقيبتها ثم قالت فى تبرم
معايا 12 جنيه وانتى
نظرت آيات فى حقيبتها تضع الجنية فوق الجنية وقالت
معايا 17 جنية
زفرت أسماء بضيق شديد وهى تقول
يعني معانا 29 جنية أصلا مش هيكفونا يوم واحد ده غير ان مفيش حته نبات فيها
نظرت أسماء الى آيات وهى تقول فى لوعه
هنبات فى الشارع يا آيات ولا هنعمل ايه دلوقتى
تنهدت آيات فى حسرة ولم تجيب قالت أسماء بحزم
مفيش قدامنا الا عاصى ابن عمك هو اللى هينقذنا من الورطة اللى احنا فيها دى
التفتت اليها آيات بحدة قد عقدت ما بين حاجبيها لتقول فى عناد
لأ مش هروح ل عاصى
هتفت أسماء پغضب
والله طيب وهنعمل ايه حضرتك هنبات فى الشارع
قالت آيات بحزم وهى تشرد بتفكيرها
لأ مش هنبات فى الشارع
قالت لها أسماء بإستنكار
أمال هنعمل ايه فهميني
ازدرأت آيات ريقها بصعوبة وهى تقول
مفيش أدامنا غير . أحمد
نظرت اليها أسماء بدهشة لبرهه ثم ما لبثت أن قالت
أحمد مين تقصدى أحمد فؤاد
أومأت آيات برأسها ايجابا فقالت آيات
فى آخر يوم امتحاناتنا ادانى أرقامه وقالى لو احتجته أكلمه
قالت أسماء بلهفة
أيوة صح أحمد بيحبك وأكيد هيساعدنا
قالت آيات بحزم
أنا مش هطلب منه مساعدة عشان هو بيحبنى أنا هطلب منه مساعدة لان مفيش أدامى غيره والمساعدة دى هتكون بدون أى مقابل
قالت لها أسماء بتبرم
يا ستى اعملى اللى انتى عايزاه المهم نخلص من الورطة دى
قالت آيات بضيق
بس للأسف أنا محتفظتش بأرقامه
ابتسمت أسماء وقالت وهى تخرج هاتفها من حقيبتها
متقلقيش أنا معايا رقمه
نظرت اليها آيات بدهشة وهى تقول
جبتيه منين
قالت أسماء وهى منهمكة فى ايجاد رقمه على هاتفها
أيام خطوبتك واللى حصل فيها خد رقمى القديم وكان بيكلمنى عشان يطمن عليكي
قالت آيات بغيظ
ما قولتليش يعنى الموضوع ده وبعني يطمن عليا بصفته ايه يعني
قالت أسماء بفرح
أهو رقمه أهو يلا كلميه بس متطوليش عشان مش معايا الا كام دقيقه لو خلصوا مش هنعرف نشحن تانى
أخذت منها آيات الهاتف فى تردد كانت متوترة للغاية جزء منها لا يريد الإتصال به وجزء آخر يقول ليس لك
متابعة القراءة