ادم

موقع أيام نيوز

يقول لأمها أمى .. جلس زياد يرشف من فنجانه وهو يقول 
تسلم ايدك يا أمى قهوة ممتازة
ثم الټفت الى سمر يقول بلؤم 
وانت يا دكتره بتعرف تعمل قهوة ولا ملكش فى الطبخ 
ضحكت والدتها قائله 
لا سمر ما شاء الله عليها بتعرف تعمل كل حاجة
ابتسم زياد قائلا 
أنا كمان بعرف أعمل كل حاجة من أول الطبيخ لحد الغسيل
رفعت والدة سمر حاجبيها قائله بدهشة 
معقولة
أخذ رشفة من فنجانه وقال 
طبيعى لما راجل يعيش لوحده لازم يتعلم يعمل حاجة حاجة بنفسه .. اتعلمت كل حاجة .. أنا أصلا عايش لوحدى على طول .. حتى لما سافرت شرم ولما جيت هنا برده كنت عايش لوحدى
.. فأكمل 
أنا يمكن عشان كمان كنت طفل وحيد .. فكانت الوحدة ملازمانى من كل اتجاه .. عشان كده نفسى أكون أسرة كبيرة أوى .. يعني بتاع 7 ولا 9 عيال كده
ثم الټفت الى سمر قائلا بمرح 
ايه رأيك .. لو عايزه أكتر أنا معنديش مانع
لاحت الابتسامه على وهى تقول 
أكتر من كده .. انت مش عايز زوجة .. ده انت عايزه دادة لولادك
أطلق زياد ضحكة عالية

سرت كالنغمات فى أذنيها وهو يقول بمرح 
لا مش لدرجة دادة .. ما أنا هساعدك برده يعني .. لسه بقول بعرف أطبخ وأغسل وممكن كمان أحميلك العيال .. يلا يا ستى .. هتلاقى فين راجل زيي يحميلك العيال .. ده أنا عريس لقطة والله
أطلقت سمر ضحكة مكتومة وهى تضع أصابعها على فمها .. شعرت بمرح بداخلها لم تشعر به منذ زمن .. وكأنها عادت طفلة مرة أخرى .. نظرت اليه بطرف عينها لتتأمل ملامحه التى كانت عى قدر من الوسامة .. وابتسامته التى لا تفارقه .. ومرحه الذى يغدق به على من حوله .. شعرت بإستكانه وهى تستمع بإهتمام الى حديثه الشيق .. وذكريات طفولته وصباه
جلس كريم فى مكتبه يزاول عمله كالمعتاد عندما اقتحم عليه المكتب فجأة بعض الرجال .. نهض قائلا 
أفندم
قال أحدهم 
اڼهارت إيمان بعدما سمعت خبر القبض على كريم .. وأصرت على الذهاب الى القسم لرؤيته .. استسلم على لإصرارها وتوجه بها بصحبة والده الى قسم الشرطة .. سمحوا فقط بدخول إيمان الى غرفة المكتب حيث يجلس كريم منتظرا أوامر أخرى من الضابط .. بم
خلاص يا إيمان متعيطيش .. قول قدر الله وما شاء فعل .. وبعدين مش على فهمك .. أنا مش مقبوض عليا أنا هنا بس عشان عاصى يفتكر انهم قبضوا عليا وان محدش بيشك فيه
أبعت رأسها لتنظر اليه قائله بأعين دامعة 
كنت خاېفة عليك أوى
أجهشت فى البكاء مرة أخرى .. فابتسم كريم بعذوبة وهو يقول 
ده حب بأه
نظرت اليه قائله وهى تجفف دموعها بمنديلها 
لا متجوزاك شفقة
أطلق ضحكة خافته وهو يقول بعتاب مصطنع 
و أنا الى كنت فاكرك بتحبيني .. طلعتى متجوزانى شفقه .. وأنا مش انك تتجوزيني شفقه
ابتسمت وهى تنظر اليه بحب قائله 
لا مش شفقه
رفع احدى حاجبيه وهو يبتسم بلؤم قائلا 
أمال تجوزانى ليه .. عايزه أعرف دلوقتى
اختفت ابتسامتها وهى تقول 
ده وقته يا كريم .. مش لما نشوف المصېبة اللى احنا فيها دى الأول
قال بحزم 
متغيريش الموضوع .. متجوزانى ليه بأه
اتسعت ابتسامتها ولم تجيب .. فقال بحنان 
طيب أنا هطلع أكرم منك
ثم نظر الى عينيها قائلا 
بحبك يا إيمان
احمرت وجنتاها وأطلقت ضحكة سعادة خافته ونظرت أرضا .. أمسك ذقنها ورفع وجهها ونظر فى عينيها قائلا .. انتى لما عرفتيني وقربتى منى .. حبتيني ولا لسه 
قالت بخجل 
أيوة .. حبيتك
اتسعت ابتسامته وهو يشعر بأن قلبه يقفز فرحا .. ثم قال بمرح 
والله احنا اتنين مجانين .. ملقيناش الا القسم عشان كل واحد يقول مشاعره للتانى .. يعني أقول لولادنا ايه .. أول مرة أقول لأمكوا انى بحبها قولتها فى القسم
ضحكت بشدة .. فمسح بعض العبرات التى لاتزال عالقة على وجهها وهو يقول 
أيوة عايزك تضحكى على طول كده .. مش عايزك ټعيطي تانى
أومأت برأسها وهى تقول 
خلى بالك من نفسك .. ماشى .. وأنا هجيك تانى
قال كريم بحزم 
لأ .. متجيش هنا تانى يا إيمان .. انا مرضتش أضايقك المرة دى عشان مقدر قلقك عليا .. بس لو سمحتى متجيش هنا تانى .. وأنا هبقى أكلمك .. اتفقنا
أومأت برأسها قائله 
خلاص ماشى يا كريم
فى مطعم القرية جلست أسماء بصحبة أبويها .. التفوا حول الطاولة يتناولون طعام العشاء .. ابتسمت مديحة وهى تنظر الى ملابس ابنتها الواسعة وحجابها الطويل .. فلم تكن معتادة على رؤية ابنتها بهذا النوع من الثياب .. فنظرت اليها ثم قالت 
انتى غيرتى ستايل لبسك ولا ايه يا أسماء
قالت أسماء وهى تلعب فى طبقها بملعقتها 
أيوة
نظر اليها مدحت قائلا 
اشمعنى يعنى .. عشان آيات غيرت ستايلها هى كمان
نظرت اليه قائله 
لا مش عشان أقلد آيات .. عشان أنا حبه كده
ثم عادت تنظر الى طبقها قائله 
عرفت ان لبسى مكنش صح .. و آيات اتكلمت معايا كتير .. وامبارح خلتنى أجرب لبسها .. وحسيت انى مرتاحه فيه
ثم قالت وهى شارده 
آيات قالتلى انى لو لبست زى ما ربنا أمرنى .. ولو حطيت فى نيتى وأنا خارجه من البيت انى بلبس كده عشان ربنا وعشان أسمع كلامه .. باخد ثواب طول ما أنا بره البيت .. أكنى بعمل عبادة بالظبط
ابتسمت والدتها وهى تقول بحنان 
أنا فرحانه أوى بكلامك ده يا أسماء أول مرة أسمعك تتكلمى كده .. وكمان آيات حسه ان البنت دى اتغيرت كتير
ابتسمت أسماء قائله 
هى فعلا اتغيرت .. بس فضلنا نحب بعض زى الأول .. ولسه صحاب زى الأول ويمكن أكتر كمان من الأول
نظر اليها والدها وتنحنح قائلا 
انتوا ناوية على ايه يا أسماء .. هتكملى شغلك هنا فى القرية ولا هترجعى معانا القاهرة
تنهدت أسماء ثم قالت 
من ساعة ما جيتوا وأنا بفكر فى الموضوع ده
ثم قالت بحزم 
أنا عايزه أرجع معاكوا القاهرة
ابتسمت أمها وهى تربت على ظهرها قائله 
يا حبيبتى .. أنا كمان كنت حبه انك ترجعى معانا
اتسعت ابتسامة مدحت وهو يقول 
خلاص يبقى بكرة ان شاء الله نتوكل على الله ونرجع القاهرة
شردت أسماء وهى تنظر من نافذة المطعم بجوارها .. أخذت تتسائل فى نفسها .. ترى هل ما تفعله صواب ! .. أترحل أم تبقى ! .. ظل السؤال يتردد بداخلها وقد منعتها حيرتها من ايجاد الجواب المناسب !
كم كانت صدمة أسماء كبيرة عندما أخبرها والدها بحديث على معه .. استمعت اليه بلهفة وهو يقول 
الشاب ده باين عليه محترم .. المهم هو قالى انه حابب يتكلم معاكى الأول فى شوية حاجات لو ارتحتوا انتوا الاتنين هيتوكل على الله ويجيب أهله .. ولو مفيش راحه خلاص كل شئ نصيب .. قولتى ايه يا أسماء
كادت أسماء أن تسقط مغشيا عليها من فرط حماسها .. قالت بحماس 
ماشى يا بابا
طيب يا بنتى هو حابب نعد بره فى أى مكان .. يعنى مش حابب ان حد يعرف الموضوع دلوقتى ما تتكلموا مع بعض .. حتى أمك أنا ما قولتلهاش
ماشى يا بابا مفيش مشكلة
شعرت بدقات قلبها عالية معلنة عن سعادتها .. سألت نفسها .. أحقا طلب على من والدها الحديث معها .. لماذا لم يطلب منها هى .. بالتأكيد لم يرد أن يتخطى والدها .. هكذا هو .. يعرف الأصول جيدا .. يخشى أن يخطئ فى أفعاله وتصرفاته .. ارتسمت ابتسامه حالمه على .. وهى تستعد

لذاك اللقاء .. لم تخبر أسماء هو آيات التى قالت بإبتهاج 
طيب كويس .. بشړة خير .. يارب تمملها الموضوع على خير يارب
قالت أسماء بلهفه 
يارب .. يارب
ثم سألت آيات 
ايه أخبار أخوكى دلوقتى
قالت آيات الحمد لله 
لا الحمد لله زى ما قولتلك مفيش قضية أصلا .. بس هما مخليينه عندهم فى المكتب .. حتى مش مدخلينه الحجز .. عشان عاصى يفتكر انه نجح فى خطته وان محدش بيشك فيه
قالت أسماء پعنف 
حسبي الله ونعم الوكيل فيه .. ده كتلة شړ متحركة
قالت آيات بأسى 
أنا عرفت دلوقتى ليه بابا بعد عنهم .. وليه منعنى من انى أعرفهم أو أكون على صلة بيهم
طبعا يا بنتى كان معاه حق انه يتبرى من أخوه وابن أخوه .. دى عالم أستغفر الله العظيم
ابتسمت آيات قائله بمرح 
سيبك من السيرة الغم دى وخلينا فى على
ابتسمت أسماء بسمة حالمة وهى تقول 
على !
ضحكت آيات قائله 
هنبدأ ولا ايه .. لا امسكى نفسك .. أما نشوف بس الموضوع هيرسى على ايه
شعرت أسماء بالحرج وهى ترى على ما عليهما .. نهض والدها مرحبا به وتبادلا عبارت المجاملة .. ثم جلس معهم على الطاولة فى ذاك المطعم الهادئ .. قام مدحت قائلا 
طيب هعد أنا على الترابيزة اللى جمبكوا عشان أسيكوا تتكلموا براحتكوا
ظلت أسماء تنظر أرضا تنتظر أن يبدأ حديثه .. قال 
ازيك يا آنسة أسماء
تمتمت مبتسمة 
الحمد لله
بدا عليه الحرج والإضطراب .. تناول رشفة من كوب الماء الموضوع أمامه ليقلل من جفاف حلقه .. ثم قال 
أنا حبيت أتكلم معاكى بالطريقة دى .. عشان تبقى كل حاجة ماشية صح .. يعني محبتش ان ده يكون بدون علم أهلك .. بس نتيجة المقابلة دى متوقفة عليكي انتى
نظرت اليه تنتظر ما سيقول فأكمل 
ليا شروط لازم تكون موجودة فى الانسانه اللى هرتبط بيها .. لو مكنتش مناسباكى خلاص يبقى مفيش نصيب
أومأت أسماء برأسها .. نظر على اليها للحظات متأملا .. ثم أخفض رأسه قائلا 
انت ليه غيرتى لبسك 
صمتت ولم تجب فحضها قائلا 
عشان كلامى معاكى كده .. ولا عشان عارفه انك جايه تقابليني 
قالت بحدة 
لا ده ولا ده .. أنا غيرت لبسى لما اقتنعت .. ولما آيات اتكلمت معايا وفضلت ورايا لحد ما اتجرأت انى آخد الخطوة دى .. مش عشانك ولا حاجة .. ده لبسى اللى بلبسه بقالى كام يوم .. مش لابسه كده عشان هشوفك يعني
قال على بصوت هادئ 
انتى على طول منفعلة كدة
تنهدت بحزن وقالت 
لا مش دايما .. مش عارفه .. ساعات بتنرفز أيوة .. دى حاجة وحشة صح 
ابتسم على وقال 
أكيد يعين مش هقولك دى حاجة حلوة
قالت أسماء مبتسمة 
ايه بأه المواضفات ما قولتليش
اختفت ابتسامته وقال بجدية 
الىل أنا عايزها زوجة تكون عارفه كويس يعني ايه زواج ومسؤليه .. زوجة عارفة حقوقها الزوجية وعارفه كمان واجباتها .. زوجة تبقى مستعدة انها تعيش معايا على قدر امكانياتى .. لحمد لله أنا دلوقتى بقبض مرتب محترم .. بس مهما كان لسه فى بداية حياتى .. عايز واحدة تلتزم بكلام ربنا اللى امرها بيه .. متعندش فى الغط وتتمسك بيه .. واحدة بنت حلال وطيبة
ثم أخذ نفسا عميقا وقال 
وبخصوص الشغل .. أنا مش حابب أبدا ان مراتى تشتغل
نظرت اليه صامته
تم نسخ الرابط