ادم
المحتويات
وقالت فى كياسة
طبعا أنا يشرفنى جدا انى أتشغل عند حضرتك يا أستاذ فؤاد
خلاص يبقى اتفقنا .. ادرسوا الموضوع كويس ومنتظر ردكوا عليا .. خلاص المكتب انتهينا من تشطيباته وبكرة بالكتير يكون اتفرش .. فمحتاج رد فى أقرب وقت
جلس مدحت والد أسماء أمام التلفاز وهو لا يعى ما يدور .. سمع المفتاح يدور فى الباب فهب واقفا وعلامات الڠضب على وجهه .. نظرت اليه زوجته الجديدة قائله
عقد ذراعيه أمام صدره قائلا
أيوة هنا .. كنتى فين
قالت فى تبرم
كنت مع صحابى
زمجر فى ڠضب
طبعا بتصرفى فى الفلوس اللى سحبتيها امبارح
ارتبكت وقالت
انا كنت محتاجة مبلغ وخدته .. وبعدين انت ادتنى الكريدت عشان لو احتجت حاجة أسحبها
صاح پغضب هادر
ممكن أفهم كنتى بتعملى ايه ب 15 ألف جنية
اشتريت شوية حاجات
أيوة ايه هى الحاجات اللى اشتريتيها دى
هتفت پغضب وهى تتوجه الى غرفة النوم
حاجات وخلاص
انقض عليها جاذبا اياها من ذراعها وهو ينظر اليها بشراسة قائلا
اوعى تكونى فكرانى نايم على ودانى .. انا عارف كويس انتى عملتى ايه بالفلوس دى
بلعت ريقها بصعوبة وقالت وهى تخفى خۏفها
قال پعنف
أنا عارف كويس انك لسه بتقابلى التيييييييييييت خطيبك .. وانك ادتيله الفلوس دى
شعرت بالصدمة لكنها تمالكت أعصابها وقالت
ايه الكلام الأهبل ده
لطمھا على وجهها فتأوهت پألم .. قال بحزم
أنا اللى غلطان من الأول انى اتجوزت عيله زيك متعرفش يعني ايه مسؤلية
صاحت وهى تمسح بكفها على وجنتها المتألمه
لطمھا مرة أخرى صارخا فيها
لمى هدومك وامشى اطلعى بره .. انتى طالق
ضحكت بسخرية قائله
قال يعني طردتنى من الجنة .. بلا أرف
ألقى بجسده فوق أحد المقاعد وهو يدفن وجهه بين كفيه ويشعر بأن عالمه ينهار من حوله
فى المساء وقف آدم أمام البحر الهادر يراقب موجاته الغاضبه التى ترسل الزبد تحت قدميه .. اقترب منه زياد قائلا وهو يلهث
الټفت اليه آدم بصمت .. وقف زياد أمامه يتفرس فيه قائلا
انت كويس
أومأ آدم برأسه .. فقال زياد
أنا رجعت النهاردة من شرم لقيت كل اللى فى القرية بيتكلموا عن اللى حصل النهاردة
عاد آدم ينظر الى البحر مرة أخرى وهو لايزال محتفظا بصمته .. سأله زياد
انت بجد منعت الخمور من القرية .. وشلت من المنيو الأكلات الى بتتعمل بيها
وعرفت كمان انك قلبت الملهى الليلى لقاعة بلياردو وبولينج .. وان المهندس هييجى من بكرة يعاين المكان
الټفت زياد ينظر الى البحر لبرهة .. ثم نظر الى آدم قائلا
هو ده اللى كان لازم يحصل .. أنا كمان مكنتش مرتاح للحاجات دى .. كنت حاسس ان بركة فلوسنا كانت ناقصه
تحدث آدم قائلا بحزم
قول فلوسنا كانت حرام أصلا
ركل زياد الرمل بطرف حذائه ثم قال
معاك حق
ثم تنهد فى ضيق قائلا
رغم ان الواحد عارف كده بس للأسف ساعات بنضعف أدام المغريات المادية
ثم وضع كفه على كتف آدم وقال مبتسما
بس برافو عليك
ران الصمت بينهما الى أن قطعه زياد قائلا
بس يا ترى ايه هيكون رد فعل شكرى لما يعرف .. تفتكر ممكن يعترض
قال آدم بحزم وهو يراقب موجة عالية تبتلع أخرى
يتفلق .. لو مش عاجبه يخبط دماغه فى الحيطه
الټفت آدم ليغادر المكان .. جلس زياد على الرمل وهو يرقب الأمواج بدوره .. ثم أراح ظهره فوق الرمال ينظر الى النجمات القليلة التى تتلألأ فى السماء وهو يقول لنفسه
ايه يا زياد مش ناوى تلاقى نصك التانى بأه
ثم رفع ذراعيه الى السماء قائلا بمرح
ابعتها يارب
جلست آيات على الأرض فى حجرة المعيشة تفترش أمامها الصور والأوراق التى كانت موجودة فى الملف الذى أعطاها اياها فؤاد .. أت عليها أسماء حاملة كوبين من الشاى الساخن وضعت أحدهما بجوار آيات ثم جلست على أحد المقاعد تنظر الى صديقتها المنهمكة فى مطالعة الأورق والصور ثم قالت
ها ايه الأخبار
حكت آيات رأسها ثم قالت وهى تنظر الى احدى الأوراق فى يدها
بصراحة مشروع جبار .. ولو اتعمله دراسة جدوى صح مكاسبه هتكون رهيبة .. الموقع فعلا خرافى .. رغم انى حافظه العين السخنة بس عمرى ما شوفت فيها مكان بالروعة دى
قالت أسماء بإهتمام
هتوافقى يعني
نظرت اليها آيات قائله بشرود
لسه مقررتش .. فى حاجات قلقانى
ايه اللى قالقك مش بتقولى مشروع كويس
ثم هتفت أسماء بتهكم
وبعدين يا آيات ملف ايه اللى بتدرسيه .. محسسانى انك هتدخلى شريكه فى المشروع .. يا بنتى ده انتى يدوبك شغاله فى المكتب السياحى .. ده ايه الهم ده يارب
قالت آيات بحزم
لازم أعرف كل حاجة عن المكان اللى هشتغل فيه .. افرضى اشتغلت فى المكتب السياحى وفى الآخر اكتشفت ان فى حاجات حرام بتحصل فى القرية دى .. أشيل ذنبهم يعني
قالت أسماء پحده
حاجات حرام ايه يا بنتى متنرفزينيش .. دى قرية محترمة هيحصل فيها ايه يعني
قالت آيات بهدوء
يحصل فيها اللى كنا بنشوفه فى القرى اللى بنروحها يا أسماء .. ستات عريانه ماشية يمين وشمال .. بيسين مينفعش تنزليه الا وانتى لابسه بيكيني والرجاله راحه جايه عينهم تندب فيها رصاصة .. و البيرة اللى كانت بتتشرب زى البيبسي بالظبط .. ده غير المناظر اللى كنا بنشوفها عيني عينك كدة من غير أى كسوف ولا خجل .. ويا سلام بأه على الأجانب اللى كنا بنتكعبل فيهم على الشط والواحده من دول قالعه كل هدومها ونايمة على الأرض تعمل حمام شمس .. مش ده اللى كان بيحصل فى القرى اللى بنروحها يا أسماء
قالت أسماء بتبرم
يعني نعمل ايه .. نقول للرجاله
اتلموا ومتبصوش على البنات وهى ماشية على البحر أو وهى نازله البسين .. ولا نقول لكل بنت اياكى تعملى علاقة مع واحد فى القرية عشان مناخدش ذنبك
ثم قالت بتهكم
لو كل الناس فكرت بطريقتك يبقى السياحة هتضرب وكل واحد صاحب قرية يقفلها ويعد فى بيتهم أحسن .. ويبقى بلد زى مصر خسړت أهم مصادرها للدخل القومى .. يا بنتى لو كل الناس فكرت زيك كده كان البلد خربت
ابتسمت آيات بثقة وهى تقول بتحدى
طيب .. أنا بأه هعمل دراسة جدوى للمشروع ده بالطريقة اللى أنا شيفاها .. هحط فيها كل الأفكار اللى فى دماغى .. وهنحسبها بالورقة والقلم .. ونشوف اذا أفكارى دى اتنفذت السياحة فعلا هتضرب ولا لأ
ابتسمت أسماء بسخرية وهى تنهض قائلا
والله انتى مخك تعبان
نظرت آيات الى الأوراق أمامها .. ثم حملتهم جميعهم وتوجهت الى غرفة المكتب والتى تحتوى على الحاسوب الساكن فى ركن الغرفة .. ثم شرعت ټضرب بأناملها فوق لوحة المفاتيح فى تؤدة
لم يشعر بمضى الوقت وهو يتأمل صورتها .. امتدت أصابعه لتتلمس الشاشه .. ذلك الوجه البرئ الخالى من أى شئ مصطنع .. تلك النظرة البريئة والبسمة الرقيقة .. امتدت يده الى درج مكتبه ليخرج منها تلك الورقة التى تمزق قلبه كلما تطلع اليها .. شهادة ۏفاة .. نظر بعيون ثكلى الى اسمها الذى كان يأمل أن يراه على عقد زواجهما .. لكن إرادة الله سبقت أمانيه ... أخذ شهيقا عميقا ليزفر معه ما يعتمل فى صدره من ألم .. لكن هيهات .. لا سبيل للخلاص من هذا الألم .. تناول مصحفه من فوق المكتب .. وأخذ يقرأ فيه .. علا صوته فى التلاوة ليصل الى مسامع أمه .. ابتسمت فى حنو وهى ترنو الى غرفته ببصرها .. كم اشتاقت لسماع ترتيله العذب .. وصوته الخاشع يطرب أذنيها المرهفتين .. انتهى من التلاوة بعدما دامت لما يقرب من ساعة .. أطلت برأسها من الباب الموارب وابتسمت فى حنو قائله
أجيبلك تتعشى يا آدم
هز رأسه نفيا .. ففتحت الباب أكثر ودخلت قائله
يا حبيبى انت على لحم بطنك من الصبح .. مفطرتش وحتى فى الغدا مكلتش الا لقمتين .. عشان خاطرى يا حبيبى أحضر لقمة ناكل سوا .. ماشى
أومأ برأسه ايجابا اذعانا لإصرارها فابتسمت قائله
ان شاله يباركلى فيك
أحضرت صنية كبيرة موضوع عليها ما لذ وطاب .. وضعتها فوق الطاولة ونادت عليه .. جلس بجوارها يلوك الطعام فى فمه وكأنه لا يشعر بمذاقه .. قالت مبتسمه
عجبك الأكل
قال بخفوت
أيوة يا ماما تسلم ايدك
ربتت على ظهره وهى تضع أمامه المزيد من الطعام .. نظر اليها قائلا
على فكرة أنا منعت الخمړة واللحوم الحړام من القرية .. والملهى هنقلبه صالة ألعاب
اتسعت ابتسامة والدته فقال لها
حبيت أعرفك عشان تعرفى ان فلوسى معادتش حرام
قالت له فى حماس
ربنا يبارك فيك يا ابنى ويصرف عنك كل سوء .. اهو كدة انت ابنى آدم اللى طمرت تربيتي فيه
ابتسم بوهن وأمسك كفها قائلا
ربنا يخليكي ليا يا ماما وجودك جمبي فارق معايا
وضعت يدها الأخرى فوق كفه وقالت
وهتلاقيني لآخر يوم فى عمرى جمبك ووراك .. لو وقعت أقومك .. ولو تعبت أداويك .. انت ابنى وحته منى نفسى أشوفك أحسن واحد فى الدنيا دى
ثم استدركت قائله
مش بالمال ولا بالجاه .. لكن بالأدب والدين والأخلاق
آدم يدها قائلا يتأثر
عارفه لو كل الأمهات زيك .. كان شباب كتير حالهم انصلح .. لكن فى أمهات بدل ما تدعى لإبنها بالهداية بتدعى عليه .. ومتعرفش ان دعاء الأم مستجاب .. فى أمهات بتدمر ولادها بلسانها .. بكلمة منها تخرج فى ساعة اجابة ربنا يت دعاءها على ابنها
ابتسمت أمه فى حنو وقالت
عمر ما قلبي طاوعنى أدعى عليك .. حتى لما كنت قاسى عليا كنت بدعيلك بالهداية .. والحمد لله أهو ربنا استجاب وهداك وصلح حالك وباركلى فيك يا آدم
شعرت مديجة والدة أسماء بالصدمة عندما فتحت الباب لتجد زوجها أمامها .. نظرت اليه لبرهة وقد تجمدت فى مكانها .. ثم قالت
أفندم عايز ايه
لم يجيبها
متابعة القراءة