ادم

موقع أيام نيوز

الطرف الآخر 
أيوة يا دكتور آدم ازى حضرتك أنا مدحت والد أسماء
أيوة رقمى عندى يا أستاذ مدحت
قال مدحت بحرج 
أنا آسف لو اتصلت فى وقت غير مناسب
لأ ابدا اتفضل
كنت عايز أسأل عن أسماء موصلتش لحاجة معرفتش حتى طريق صاحبتها آيات
دمعت عيناه وهو يقول بصعوبة بصوت مضطرب 
آيات آيات الله يرحمها
صمت مدحت للحظات ثم صاح 
لا حول ولا قوة إلا بالله ماټت ازاى
تحدث آدم بصعوبة بالغة وقد شق عليه التحدث عن مۏتها مع أحد 
الزلزال اللى حصل البيت الى كانت ساكنه فيه مع الدادة وقع
قال مدحت بلهفة ولوعة 
أسماء كانت معاها 
لا مكانتش معاها
انت متأكد 
أيوة متأكد لإن الچثث كلها استلموها أهلهم
قال مدحت بأسى 
ربنا يصبر أهلهم البقاء لله يا دكتور وآسف انى ضايقتك
ألقى آدم الهاتف على ه بلامبالاة وأسند ظهره الى الخلف ليغرق فى أحزانه من جديد شعر بكل شئ حوله تافها لا قيمة له كل ما كان يحلم به وكل ما كان يطمح اليه كل شئ فجأة بدا صغيرا بلا قيمة وضيعا تسرب اليه الندم ينهش فى قلبه شعر بأنه ترك ما يستحق من أجل مالا يستحق شعر بأنه كان يسير طيله الفترة الفائتة كالمغيب كالأعمى كفاقد البصر والبصيرة غضبه وقهره والظلم الذى تعرض له أحادوه عن الطريق الصحيح وسلسله الشيطان فى سلاسله يحركه كما يشاء واستسلم هو بلا أى رغبة فى المقاومة حركته رغبته فى الإنتقام واسترداد حقه حتى قسى قلبه كقلوب من ظلموه فلا فرق بينهما الآن كلاهما ظالم مذنب هالك عاجلا أم آجلا أغمض عينيه وهو يتمنى أن يفقد ذاكرته أو يعود بها الى عامين مضوا الى حيث كان آدم شخص آخر غير آدم الذى يراه الآن فى مرآته
نزلت آيات بصحبة أسماء من البناية الأنيقة انحنت أسماء على أذنها قائله 
يارب فعلا تصيب المرة دى ويرضى يشغلنا
قالت آيات وهى تنظر الى أحمد الذى خرج من سيارته ليستهما 
ان شاء الله خير
التف أحمد حول السيارة وفتح الباب ل آيات قائلا ببشاشة 
بابا مستنينا فى المكتب
قالت له آيات بحرج 
مكنش فى داعى تيجي معانا احنا كان ممكن نروح لوحدنا بدل ما نتعبك
وكزتها أسماء بكوعها ونظرت اليها نظرة تقول أنسيتي أننا لا نلمك مالا يكفى حتى للذهاب الى الشركة
قال أحمد وهو مازال محتفظا بإبتسامته 
لا مفيش تعب ولا حاجة
ظلت آيات طوال الطريق شاردة ترمق أحمد بنظرات مختلسة كانت تخشى أن يظن فى لجوئها اليه معنى لا تقصده خاصة بأنها تعلم بمشاعره تجاهها قطبت جبينها بشدة وهى تخشى أن يكون فى موقفها هذا استغلالا لمشاعره بطريقة أو بأخرى توقف بسيارته أمام شركة والده نزلت آيات من السيارة لتلتفت الى اسماء قائله 
أسماء اسبقينا خطوتين
نظرت اليها أسماء بدهشة ثم ما لبثت أن استجابت لطلبها التف أحمد حول السيارة ووقف مواجها ل آيات وهو يلقى نظرة على أسماء التى ابتعدت عدة خطوات وقفت آيات فى مواجهته وهى تقول 
أحمد فى حاجة مهمة عايزه أقولهالك
ارتسمت البسمة على وهو يقول 
اتفضلى يا آيات
أخذت تبحث عن كلمات مناسبة تصوغ به ما تريد قوله قالت بجدية 
بص يا أحمد أنا خاېفة تفهمنى غلط يعني أنا لجأتلك لإنى ملقتش حد غيرك ألجأله لو كان ينفع ألجأ لعمى كنت لجأتله بس هو شبه طردنى من مكتبه ده غير ابنه اللى مرتحتلوش نهائي وأنا مليش حد
قال أحمد وهو يحاول فهم ما تقول 
أيوة عارف كده
قالت آيات بحزم 
يعني أنا مش بوعدك بحاجة ولا هيكون فى مقابل على اللى انت بتعمله معايا فاهمنى
تجمدت نظراته للحظة وظهر العبوس على محياه ثم قال 
آيات اللى عايزك تعرفيه هو انى مش بساعدك عشان عايز حاجة مقابل مساعدتى ليكي أى بنت لو كانت مكانك ولجأتلى بظروفها دى كنت برده ساعدتها
ثم قال وهو ينظر اليها بنظرة ذات مغزى 
ما بالك بأه إن البنت دى بحبها
توترت آيات وأخفضت بصرها بعدما تضرجت وجنتاها فقال بخفوت 
أنا عارف كويس انك مش حسه بحاجه نحيتي بس أنا مش حابب أفقد الأمل وفى نفس الوقت مش هطلب منك حاجة مقابل مساعدتى ليكي أصلا لو عملت كده مبقاش راجل لو استغليت ضعف واحدة وحاجتها للى يساعدها و يقف جمبها مبقاش راجل
نظرت اليه آيات بإمتنان لشهامته وطيبته فرسم ابتسامه على وهو يقول 
يلا زمان بابا مستنى وبابا ده مۏته وسمه التأخير
جلست مع أسماء و أحمد فى مكتب السكرتيرة فى انتظار أن يسمح لهم بالدخول أخذت تفكر فى حياتها الجديدة التى ست عليها بعد لحظات عمل جديد ومسكن جديد وطريق جديد ترى أسينتهى هذا الطريق ككل الطرق التى سلكتها أم أنها ستجد هذه المرة فى نهايته السعادة !
نظر آدم فى مرآة الحمام يرقب نظرات عينه الغائرة وقد ازدادت عمقا وزرقه والى شعره الأسود الذى تتساقط
منه حبات الماء على وجهه أخذ ينظر الى تلك الملامح التى ينظر اليها يوميا فى مرآته رغم أنها نفس الملامح الا أنه شعر اليوم بشئ مختلف شعر بأنه شخص آخر غير من يراه فى مرآته يوميا اختلف فيه شئ شئ لا يظهر أثره إلا فى نظرات عينيه ها هو م على فصل جديد من حياته فصل ليس كالفصول التى سبقته ارتدى ملابسه وتأنق تأمل نفسه فى مرآته للمرة الأخيرة أن ي يد والدته ويتوجه الى خارج الشاليه ارتدى نظارته الشمسية وقد عقد ما بين حاجبيه فى عزم واصرار وسار بخطوات واثقة ونظرات عينيه من خلف النظاره ثابته ثاقبة تعرف ما تريد جيدا اليوم سيأخذ عدة قرارات مهمة اليوم سيكون مختلفا فى قرية جولدن بيتش شعر بأنه كالجراح الذى أخطأ فى احدى عملياته وكاد أن ېموت المړيض بين يديه لكن أن يتلقى اللوم والتوبيخ أسرع بأخذه الى غرفة العمليات مرة أخرى وها هو يمسك بمبضعه فى يده وبيده الأخرى يحدد مكان المړض ها هو يهوى بيده على المكان ليشقه وينظفه ويطهره !
الحلقة 21 
شعرت آيات بالتوتر الشديد وهى تدلف الى مكتب فؤاد والد أحمد .. حانت منها التفاته الى أسماء فوجدتها بنفس توترها .. تبادلت الفتاتان النظرات أن يقدمها أحمد الى والده قائلا 
بابا أحب أعرفك على آيات و أسماء .. زمايلى فى الكلية
ابتسم فؤاد ووقف يمد يده ليسلم على الفتاتان قائلا 
أهلا بيكم
سلمت عليه أسماء .. أما آيات فتوترت رفعت يدها قليلا ثم تراجعت وقالت بإرتباك شديد 
معلش يا عمو مش بسلم بإيدي
أعاد فؤاد يده بجواره ثم أشار لهما بالجلوس قائلا 
اتفضلوا
جلست الفتاتان فى مقعدين متواجهين .. أما أحمد فجذب مقعدا وجلس بالقرب من آيات .. عقد فؤاد كفيه فوق المكتب وقال 
ها تحبوا تشربوا ايه 
ضغط زرا بجواره فحضرت السكرتيرة على الفور ثم انصرفت تحضر ما طلبوه .. بدأ فؤاد حديثه قائلا 
أحمد كلمكوا عن طبيعة الشغل اللى محتاجكوا فيه 
أن تجيب الفتاتات أسرع أحمد بالإجابة قائلا 
لا يا بابا ما قولتلهمش حاجة .. قولت حضرتك تشرحلهم أفضل
رجع فؤاد بظهره الى الخلف ثم قال 
أنا ناوى ان شاء الله أعمل مشروع سياحى .. قرية سياحية فى العين السخنة
نظرت الفتاتان الى بعضهما البعض فى دهشة .. فلاحظ فؤاد دهشتهما فضاقت عينيه قائلا 
فى حاجة 
التفتت آيات اليه وتنحنحت ثم قالت 
لا أبدا .. بس ابن عمى برده عامل مشروع سياحي فى العين السخنة وكان عارض علينا نشتغل معاه
قال فؤاد بإهتمام 
اسمه ايه ابن عمك 
عاصى سراج اليمانى
رفع فؤاد حابيه بدهشة وهتف 
انتى بنت أخو سراج اليمانى 
حانت منها التفاته الى أسماء ثم نظرت اليه قائله بتوتر 
أيوة
صمت فؤاد وقد بدا عليه التفكير .. سأله أحمد بإهتمام 
ليه فى حاجة يا بابا .. حضرتك تعرفه 
عقد فؤاد ذراعيه مرة أخرى فوق المكتب ونظر الى آيات قائلا 
قرية سراج اليمانى اسمها قرية الفيروز ودى جمب قريتنا بالظبط
أومأت آيات برأسها وقد ڠرقت فى التفكير .. نظر اليها فؤاد نظرة ثاقبه وقال 
وقرية شكرى ....... اسمها جولدن بيتش ودى كمان جمب قريتها
فجأة تجمدت الډماء فى عروقها عندما سمعته يقول 
ومديرها دكتور آدم خطاب 
بدا على أسماء الدهشة وهى تستمع الى فؤاد .. أما آيات فقد بدا عليها الضيق .. رمق أحمد والده بنظرات عتاب وكأنه يقول لماذا أخبرتها .. خشى أحمد أن تتراجع آيات عن العمل فى القرية بعدما عملت بأنها ستعمل فى قرية منافسة ل سراج عمها .. و آدم خطيبها السابق .. نظرت أسماء اليها ترقب تعبيرات وجهها علها تستشف ما تفكر فيه وما تنوى فعله .. ظلت آيات صامتة ترمق السجادة فى شرود .. أكمل فؤاد حديثه قائلا 
شغلك انتى و أسماء لو وافقتوا تشتغلوا عندى .. مش هيكون فى القرية فمتقلقيش مش هتحتكى بحد منهم .. شغلك هيكون هنا فى المكتب السياحى اللى هنست فيه الحجوزات واللى هنعمل منه الدعاية للقرية
التفتت آيات تنظر الى فؤاد وهى تسأله بإهتمام 
هنشتغل ايه بالظبط
أنا محتاج ناس بتحب شغلها وناس متفرغة لان الشغل الفترة الجاية هيكون متعب .. انا مش داخل منافسة زى دى عشان أخسرها .. وداخل وأنا عارف كويس حجم منافسيني .. ولازم أتفوق عليهم .. عشان كده محتاج معايا ناس بتعشق النجاح .. وتكره الفشل
ثم قال 
وعلى أد ما هتدوا لشغلكوا على أد ما شغلكوا هيديكوا .. يعنى اللى بيتعب معايا بيلاقى نتيجة لتعبه
صمتت آيات تزن كلماته فى عقلها ثم قالت 
طيب هل فى ملف خاص بالمشروع أو ملخص عنه
أكيد فى
طيب أحب أشوفه وأدرس الموضوع الأول ما أوافق
ضحك فؤاد قائلا 
محسسانى انى بتكلم مع سيدة أعمال من الدرجة الأولى
شعرت آيات بالچرح وقالت 
أنا بس حبه انى أتأكد ان كل حاجة هتكون مظبوطة .. أقصد ان مش هيبقى فيه حاجات تغضب ربنا .. أنا كنت فى الجامعة وفى ثانوى بعشق الرحلات .. وزرت العين السخنة كتير أوى وأعرفها كويس جدا .. وروحت قرى كتير بصراحة كان فى حاجات كنت بضايق منها بس مكنتش بهتم .. لكن دلوقتى يهمنى انى لما أشتغل فى مكان ميكنش فيه حاجت غلط بتحصل .. عشان مشلش ذنبها
ابتسم فؤاد وهو يخرج احدى الملفات من درج مكتبه ويضع فوقها سي دي ويضعهم أمام آيات قائلا 
دى نسخة من البريزنتيشن اللى بقدمه للعملا .. وده سي دى فيه صور القرية والمناطق اللى حوليها
أخذتهم آيات قائله 
ان شاء الله هرد على حضرتك خلال يومين بالكتير
الټفت فؤاد الى اسماء قائلا 
وانتى يا أسماء
ابتسمت أسماء
تم نسخ الرابط